syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
لنعرف ماذا نريد ... بقلم : ماجد جاغوب

للغيرة والتقليد نتائج عكسية في أحيان كثيرة، لأن لكل بلد تشكيله المجتمعي وظروفه الخاصة به وموقعه الجغرافي الذي يميزه عن البلدان والمجتمعات الأخرى


ولأن ما يصلح في بلد وفي مجتمع بتركيبة معينة لا يصلح في مجتمع آخر، ولعلنا نتذكر مَنْ حاولوا تقليد النظرية الاشتراكية في روسيا أو الصين كقالب جامد وعملوا على حشر مجتمعاتهم في هذا القالب لم يتمكنوا من الاستمرار في النمو، وكان مصيرهم الذوبان بعد وقف النمو لعدم تقبل المجتمعات لهذه الأفكار المستوردة .

 

أما “الفيس بوك” وهو المفتوح لمن هبّ ودبّ فليس كل ما يطلق فيه أفكار ظاهرها لامع براق، بل يحتمل أن جوهرها مظلم وتقف خلفها أطماع خارجية أو تصفية حسابات داخلية على حساب أمن واقتصاد ومقومات البلدان التي تعاني أصلاً اقتصاداً ضعيفاً، والأمر يشبه مجموعة قسم منها مصاب بمرض فقدان المناعة والمطلوب إعطاء علاج للمصابين، ولكن أن يتطوع الأصحاء لتناول العلاج فهذا أمر يثير الاستغراب والتساؤل لماذا؟ ولمصلحة مَنْ؟ ومَنْ المستفيد؟ وإذا كان تكسير القيود هو الموضة الدارجة في هذه الأيام وفي حال عدم وجود قيود ولا حبال ولا جنازير فهل نقطع أيدينا من أجل أن يقال إن دماءهم سالت من كسر القيود غير الموجودة أصلاً؟

 

الأهم أن نعرف ماذا نريد؟ وإلا فإننا نفتح المزيد من الأبواب لنسمح بالمزيد من التدخل في بلداننا وبهذا يتحقق المزيد من الظلام وليس شمس الحرية، والمطلوب الوعي الحقيقي وليس الشعارات البراقة التي يطلقها أحياناً مَنْ عفا عليهم الزمن .

2011-05-27
التعليقات