من أقذر الأدوات المستخدمة في هذه الحرب العدوانية- شبه العالمية- ضد وطننا هناك أداة اسمها: شهود العيان.
شهود: لا صورة لوجوههم، لا اسم حقيقي لهم، لا مكان معروف لوجودهم فيه، وتطلب منّا وسائل الإعلام – التي تشكل جبهة معادية متقدمة في هذه الحرب – أن نصدق كل ما يقوله لنا شهود العيان.
طبعاً، حتى مهنية ومصداقية وموضوعية العمل الإعلامي ترفض أن تُبنَى الحقائق على شهادة أناس لا نعرفهم، وهذا شيء يتنافى مع المنطق وليس مع أصول العمل الإعلامي.
وحتى نكون موضوعيين جداً، نقول إن شهود العيان الذين تعتمد محطات ظنّها – البعض – مثالاً أعلى في الديمقراطية والرأي و الرأي الآخر، هؤلاء الشهود يعلم حتى موظفو ومذيعو « الجزيرة، العربية، الـ بي بي سي، الفرنسية24 » أن شهودهم العميانين الذين ينقلون سيناريوهات محددة سلفاً، هم أداة مثل " المذيع " تماماً وظيفتهم تجييش أكبر عدد من المواطنين بناء على سيناريو موضوع سلفاً يعتمد على الكذب وتضليل عن الوضع الحقيقي في سورية.
ومرة جديدة علينا أن نتذكر بعض المحطات الهامة فيما مضى من أجل ربط منطقي للأحداث حتى الآن:
إن تكالب القوى الاستعمارية مع أدواتها الرجعية العربية على سورية هو لتدفيع سورية ثمن مواقفها البطولية المشرفة وتحديداً وقوفها مع حركات المقاومة في المنطقة وللتذكير فقط:
الحرب العدوانية على بلدنا الآن هي بسبب موقفنا من الاحتلال الأمريكي للعراق، ورفضنا التصفيق له والتهليل به كما فعل الكثير باِعتباره« نشر الديمقراطية والحرية في العراق».
الحرب العدوانية على بلدنا الآن هي حلقة جديدة من مسلسل القرار رقم 1559 والذي صمدت سورية بوجه من أصدره ولم نغير مواقفنا بسببه.
الحرب العدوانية على بلدنا الآن هي بسبب كوننا كنا شركاء في انتصار المقاومة اللبنانية في حرب تموز 2006 م.
الهجمة العدوانية على بلدنا الآن هي بسبب وقوفنا ضد حصار غزة ومنع الحليب عن أطفال غزة المحاصرين – والقمم العربية شاهدة على مواقف سورية ومواقف الآخرين، ولكم أن تقارنوا.
بسبب كل ذلك، فأعداؤنا كثر، من كل قوى الظلام والاستبداد المتكالبة.
من منكم لا يتذكر- جيفري فيلتمان -« السفير الأمريكي في لبنان – و المساعد لكلينتون – وزيرة خارجية أمريكا الحالية -، فيلتمان هذا أعلن – كما كشفت الوثائق المسربة قبل فترة – أن الإدارة الأمريكية رصدت مبلغ – 500- مليون دولار أمريكي فقط لا غير لتشويه صورة المقاومة اللبنانية وخاصة حزب الله، إذاً: هذا المبلغ لتشويه صورة المقاومة اللبنانية الطاهرة التي هزمت إسرائيل، فكم هو المبلغ المرصود من أوربا وأمريكا والرجعية العربية لإسقاط النظام الوطني في سورية و الذي لولاه ما قامت لأية حركة مقاومة في منطقتنا قائمة؟ بعض التسريبات الإعلامية أيضاً أشارت إلى أن الإدارة الأمريكية رَصَدَت مبلغ /12 مليون دولار/ أمريكي للناشطين السوريين- وما أدراك أي نشاط يقومون به ، وخصصت ملياري دولار أمريكي لتمويل العمليات الدموية في سورية_ ماذا يعني عمليات دموية؟-.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: كم هي حصة الشهود العميان من هذه المبالغ المرصودة لإنجاح هذه المؤامرة؟
الشهود العميان هم من أخطر حلقات هذه المؤامرة، فهم من يزودون المحطات التلفزيونية المتعاملة معهم بما هو مطلوب، ثم تعتمد المنظمات الدولية بأنواعها(حقوق انسان، عفو دولية، إغاثة، حماية البيئة، حقوق المثليين..) على هذه التقارير لتبني أحكامها وتصيغ قراراتها وتصدر أحكامها وعقوباتها، تمهيدا ًلشيء ما كبير وخطير محضر سابقاً أيضاً.
وما تم الكشف عنه مؤخراً من شهود عميان يؤكد ما قيل، فقبل شاهد العيان من حمص والذي اعترف بكيفية تجنيده من قبل وسيط مع محطة الـ بي بي سي ثم طلب منه القيام بنشاطات أخرى، تناقلت وسائل الإعلام الشريفة أخباراً عن شهود عميان تم كشفهم في مواقع بعيدة عن ما كانوا يقولونه للإعلام المأجور مثل الموظف في مستشفى في مدينة حمص وكان من فوق سطح المستشفى ينقل أحداثاً تجري في درعا، ولا نستغرب إذا سمعنا أن أحد الشهود العميان يكون جالساً في صالون في فندق الشيراتون بالدوحة ويتكلم عن بانياس مثلاً !!.
أما أكثر ما يزعج ويثير الاستغراب الأوصاف التي تمنحها الفضائيات المذكورة لشهود العميان مثل: " ناشط حقوقي" يعني بدون أن يضيع الإنسان عشرين سنة من عمره ليتخرج حقوقياً، فقط بين ليلة وضحاها وأموالها يمكن للفضائيات منح المرء شهادة حقوقية!!!.
وفي هذا الاستنفار الإعلامي المعادي برز اسم قديم جديد يظهر يومياً على فضائيات متخصصة بالشحن الطائفي والتحريض المذهبي، وهذا الشاهد الجديد ليس مجهول النسب والاسم والملامح بل هو معروف ومعروف جداً إنه: شاهد الزور المشهور جداً بكذبه: محمد زهير الصديق، فما هي حكاية هذا الشاهد الزور وكيف اختفى فجأة ولماذا ظهر الآن؟
زهير صديق كان يسمى عند جماعة ( الحريري) والمحقين الدوليين باسم «الشاهد الملك»، وكان من المفروض أنه بشهادته سيثبت أن سورية وراء اغتيال رفيق الحريري وأنه تواجد في الشقة التي شهدت وضع الخطة لاغتيال الحريري وهي في الضاحية الجنوبية ثم انتقل بشكل طائر من بيروت إلى طرابلس وشاهد الشاحنة التي تم استخدامها في عملية الاغتيال، لكن حبل الكذب جدّ قصير، فتبين فيما بعد أن الحريري ومروان حمادة هم من صنّع هذا الشاهد مقابل المال وهم من حماه ومن أمن هروبه لأوروبا، وبشهادته المزورة تم سجن – الضباط الأربعة اللبنانيون –وتم إحداث التحريض الطائفي في لبنان واستعداء سورية من قبل جماعة / 14 آذار/، وبعد انكشاف كذب – الصدُّيق – طالبت به سورية لمحاكمته فلم تستجب المحكمة الدولية، وطالبت به القوى المعارضة اللبنانية لمحاسبته فلم تستجب أيضاً حكومة الحريري الابن، وكشفت إحدى المحطات الفضائية اللبنانية أشرطة تسجيل صوتية جمعت سعد الحريري ووسام الحسن ومحمد زهير الصديق والملفت فيها كانت طبيعة الحوار الذي دار، فظهر الصديق بمثابة الأستاذ للحريري الابن ولوسام الحسن يعطيهم أوامر، ويقرر لهم ما عليهم فعله في المستقبل.
وفي آخر جواب للمحكمة الدولية حول طلب استرداد الصديق لمحاكمته في لبنان قالت: «لا نعتمد الصديق كشاهد ولا علاقة للمحكمة به فهو من قبيل ”شاهد غير ذو أهمية»، وهذا غريب حقا، إذاً كيف حدث سابقاً ما حدث، وهل في القانون " شاهد مهم وشاهد غير ذو أهمية"، بل هناك شاهد صادق، شاهد زور.واختفى الصديق بعدها، ضاع بين الإمارات وفرنسا واسبانيا..حتى بدأ يظهر منذ شهر وأكثر تقريباً على المحطات التي ذكرته بصفة: « الرائد زهير الصديق»، وهو رائد بالفعل في خيانة وطنه وفي عمالته وفي كذبه، ولكن هنا دوره مختلف فبما أن الفضائية _ ذات لون ديني- فالصديق يبدأ بالسلام عليكم ورحمة الله وينتهي بالحمد لله، على عكس ما ظهر في بيروت في حفلات" سمر مع الغواني " فوظيفته تتغير بحسب الحال الجديد، لينشر الفتنة في سورية.
الملفت للنظر أن الشاهد الزور هذا والذي حمته المحكمة الدولية يتكلم عبر الهاتف من« هولندا» فمن يحميه إذاً؟، و من يوظفه إذاً؟ الغرب الامبريالي وإدارة أوباما ستوظف كل الأوراق المنحطة في هذه المؤامرة – فهي معركة مصيرية لها - ، ومع كل هؤلاء الشهود العميان والزور،أطلت المحكمة الدولية برأسها كالأفعى ولنسمع بأن مدعي عام المحكمة-دانيال بلمار – قد سلم قاضي الإجراءات التمهيدية للمحكمة نسخة معدلة عن القرار الاتهامي أي إضافة أسماء جديدة وعلى الأغلب هي سورية في حملة الاتهامات باغتيال رفيق الحريري.
يا لهذه الصدفة الغريبة : زهير الصديق يتكلم من هولندا وبلمار يقدم تقريره المعدل من هولندا« مقر المحكمة الدولية»، ألا يدل كل ذلك على أن المخطط موضوع من جهة واحدة وبيدها كل الأوراق لتحريكها كيفما شاءت.
ومن العجب العجاب أن الاتحاد الدولي لكرة القدم « الفيفا» قد طلب نقل مباريات منتخبنا الأولمبي بكرة القدم إلى الأردن لدواعٍ أمنية، يا ترى من كان شاهده العمياني في هذه المرة؟
نحن مستهدفون لأننا الصامدون في وجه الخطة الأمريكية الجاري تنفيذها، ولأننا في الموقع المقاوم والصامد في دنيا العرب بوجه مشاريع الهيمنة الاستعمارية الصهيونية عل المنطقة، لان تحقيق هذه المشاريع سيتوجب إزاحتنا من طريق المشروع هذا. نحن مستهدفون بسبب مواقفنا المبدئية المشرفة وعدم انجرارنا – كالكثيرين – إلى المساومات المذلة على حساب المبادئ و الحقوق المشروعة. ومن يعتمد على شهود كذب وزور لا يريد الحقيقة ولا يريد الخير، بل هو محتاج لكذب الشهود وتزويرهم لتنفيذ مخططه التدميري التفتيتي في البلد، ومتى كان المجرم الاستعماري لا يعتمد على هؤلاء الشهود، المؤامرة أكبر من أن نتصور من قبل الامبريالية العالمية مع المتواطئين العرب مع شهودهم الكذبة، والهدف معروف.
برابوووووووووو ....
إذا كنت تريد معرفة الحقيقة، لماذا لا تطلب من الحكومة السماح للصحفيين بالدخول إلى سورية ، ثم لن يكون هناك أي شهود عيان، سترى الصورة الحقيقية ولا يستطيع احد ان يقول هذا خطأ أم لا. والسبب هو أن الحكومة لا تريد أن تنشر الحقيقة
يقبرني ربك انت شو نظرك قوي شبعان وطنية
انو شهود العيان اللي ماعاجبينك ما ظهروا الا لأنو تم منع مراسلي كل المحطات بلا استثناء من الدخول والتغطية على أرض الواقع ... يعني نحن اللي جبنا الدب لكرمنا يا حبيب .
انا مع كل كلامك واصبح زهير الصديق يلقب قائد الثوره لفقر حالهم ولضعف موقفهم .....ولكن علينا ادخال الاعلام لنسمع المعارضه الوطنيه الشريفه التي هي في الداخل