بسم الله الرحمن الرحيم
قبل عشرين عام , دخلت العواصف حياتي وقبل ذلك لم يكن أسمها عواصف .... كان اسمها نسمات صيف ربيع عمر . وكانت نفسي التي بين جنبي لوحدها .
اليوم وبعد رحلة عشرين عام صار اسم الدخيل محتلا – قاتلا – نخاسا -- يبيعني ويشتريني – مفترسا . مغتصبا . أخذ أطفالي أسرى . وغسل دماغهم . وجندهم ضدي . فأضاعوا الاتجاهات . استباح أفكاري . أظلم معه نهاري . جعلني لعبته وهوايته التي يمارسها.. عذب نفسه بي وعذبني . أغتصب وجودي . وصادر مساحاتي . ولعب بي كما الكرة وأنا راض بذلك!!! استأجرني أو أنه اشتراني ولا أعلم لمن دفع ثمني . وتناسى مقام الرجل في حياته . وأنني مخلوق إنساني .
قبل عشرين عام , كان لي جناحان أطير بهما في مملكة اللــــه
وبعد عشرين عام صار لي عكازان وعدستان وأدوية كثيرة و وجودان ووجهان ولسانان وجبيرتان وصار التحليق حلما .
قبل عشرين عام كان لي فكر وقلم وريشة
بعد عشرين عام صار لدي مرض وهم وقلق كبير
قبل عشرين عام , كنت أنام ملئ جفوني وفي عالم النوم أرى حقولا خضراء وسنابل قمح وأزهار ورياحين وحور عين وأنبياء و مرسلين .
بعد عشرين عام نسيت ما هو النوم وأصبحت أسأل النائمين عنه وما هو الحلم وما هي الراحة هل الحلم أن ترى وحوشا تفترسك وشياطين . وأناس يطلبونك وأنك دائم الفرار مما لا تعرف ومما تعرف ولا وطن لك ولا بيت وأنك في الهواء مرة ومرة في الوحل والطين .
قبل عشرين عام , كان لي أسم
بعد عشرين عام , صار لي صفة ( عبد) لقب سيفوز به كل الأسرى تماما مثلي ولن ينفلت من عقاله أحد بل كلنا سنؤخذ أسرى البيت والزوجة والأطفال والحياة سنكون سجنائهم وسيفعلون بنا ما يشاءون والعجيب جدا أننا سنكون في مقام الظالمون !!!
قبل عشرين عام , كنت عبدا حرا في عبوديتي لله
بعد عشروي عام , صرت عبدا عند عبد أخر بعت حريتي بأبخس من فلس ولا أعلم ماذا اشتريت !
قبل عشرين عام , كانت ريشتي لا تجف وقلمي لا ينضب
بعد عشرين عام , صارت لوحاتي وكتاباتي كبيضة الديك
قبل عشرين عام , كنت أبكي جدا ولكن من خشية الله
بعد عشرين عام , صار بكائي مريرا من عبد عند الله, أدخلته حياتي , سلمته مفاتيح وجودي, وأبحت له التصرف بي كما يشاء , حبا وثقة به . ونسيت أنه عبد حر عند نفسه فقط , وليس عبدا عزيزا عند الله , وأنه بشري الهوى, أرضي النزعات, هوائي الفكر, مزاجي الحال, أناني الوجود, ضيق المجال ,
رأى لوحاتي, قرأ كتاباتي, فتش في ثنا يا حياتي, ونسيت أنه حين يغضب ,لا يكون أنا , بل يكون أحد غيري, يعرف كيف ينتقم مني لأنني مستباح ومكشوف أمامه ...
اليوم لم يبق مني إلا أشلاء وبقايا .. ذلك المفترس الذي أكلني . أحاول أن أجمع شتات نفسي . فأباشر الرسم وتكون النتيجة لوحة أقلد بها لوحات الآخرين . أكتب فإذا بها سطور غيري وكلماته . أين أنا وسط هذا كله !!!!
فإن وجدتني بالله عليك :
أخبرني لأجلس مع نفسي القديمة قليلا . فلقد والله اشتقت لي , وأن الأوان لكي أجلس معي وأحاسب نفسي . بالأمس كان لي وجود وكان الآخرون يرسمون لوحاتي ويتمثلون كلامي وكتاباتي ... إنها ضريبة الحياة إنها ضريبة أن تدخل العاصفة حياتك . المحتل هو الذي يلبسك رداءًَ .وأسف ينتعلك حذاء . أسمه مرتبط بأفعاله .. فيمكنك أن تسميه . عاصفة لما يغضب . ومستبدا لما يتصرف بك على أنك من أملاكه .( وإن أنت أدخلت شخصا إلى قلبك فليعلم أنك تحبه جد ا ). و إلا لما أدخلته تلك الروضة الرحمانية , ففي ذلك القلب يسكن الله فانظر من تدخله عليه ,
فمن هو هذا المحتل ..
المحتل .. مرة يكون زوجتك التي لا تفهمها ولا تفهمك ..
المحتل .. هو فكرك الذي فرضته على نفسك دون اقتناع به
المحتل .. هو أنت مجردا من حق التعبير عن الذات
المحتل .. هو من يغتصب كل شيء فيك ويستغرب انزعاجك منه
المحتل .. هو شخص لا بد منه في حياتك تستطيع التخلص منه بسهولة . لكنك لا
تستطيع !!
المحتل .. هو أقرب شخص إليك جسدا وأبعد الناس عنك روحا
المحتل .. هو أنت . ! وأنت راض ٍ بأن ُتحتل
وإياك أن تطالب بالجلاء فهذا المحتل لا يمكن أن يجلى لان في خروجه منك مماتك هل تستطيع أن تعيش دون أولادك دون ماء دون هواء فابق محتلا لتبقى
محمد عصام الحلواني 15/7/2008
اعجز عن التعليق،شكرا جزيلا لك أخ عصام فعلا كلام رائع احتاج انا لآلاف الاعوام لاكتب سطر واحد مما كتبت،تقبل مروري وبانتظار جديدك
شهادتي فيك مجروحة.بس ما تخلي التشاؤم يسيطر عحياتك الي بقي اكتر من الي راح ودايما قول بكرة احلى بحبك