syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
وطني ... بقلم : إخلاص فران

عندما يلهج القلب بهذه الكلمة تتفجر شرايين الحياة ويتشظى العمر آلاف البراكين الثائرة التي تتدفق حممها لتذيب نتانة الموت ويعتلي كل بركان ملايين المردة الذين رهنوا أنفسهم ليحملوا عرش الوطن إلى جوار الشمس وليس لهذا المكان بديلا ...


وهؤلاء هم من راهن عليهم الوطن من أبنائه .. فكانوا ينبضون في شغاف القلب ومهجة الوطن ولكن كثرة ممن رضعوا حليب الوطن وأكلوا من خيراته ركبوا سفينة الاستسلام وجلسوا بها في عرض البحر تتقاذفها الرياح حتى إذا هدأ زمان النوّ نزلوا منها ومشوا مع من يمشي وحسب وجهته لكنهم تناسوا أن الريح تهب بما لا تشتهي السفن والسفينة دون ملاح واتجاه مآلها الغرق ..

 

ولكن كل أولئك ينأون ويترفعون عن تلك الرزمة التي نسيت أنها ما اجتمعت لولا أرض الوطن فأقسمت على خرابه وهيهات لها ذلك ..

أين أنتم من جبروت إيماننا بوطننا يا من اغتلتم الضحكة في عيون أطفالنا وأجهضتم التغيير في رحم حياتنا الجامحة ومزقتم الأمان الذي هرم فوق سهولنا وجبالنا وشواطئنا ..؟

أين أنتم من زلزال تماسكنا وقد غمسنا أيدينا بعطر الأرض وأقسمنا أن نكون لها أوفيها ..؟

 

أين أنتم من عظمة الله الذي خلقنا لنتعاون على البر لا أن نتعاون على التخريب والعدوان ..؟

أين أنتم من دعاء الثكالى ودموع الأيتام وصرخات الأرامل التي شققت ربيع الأرض الناحبة ..؟

تذبحون وتخربون.. تحللون وتحرمون.. تشرعون وتنصبون وتنادون بالحرية.. !!؟؟

 

ما أقبحك أيتها الحرية عندما يتفصح باسمك العبيد الذين استساغوا العبودية للجهل وتزينوا بقيود الانسياق ..

وما أسماك أيتها الحرية عندما تتفجرين من أوردة الأرض التي ثملت من دماء الشهداء ليترنح الفجر في العيون الباكية ويصدح البدر فوق الأبراج الحالمة ..

يا لشدة عجبي وفرط ذهولي من أناس يطلبون الخلاص من أمة استعمرتهم مئات السنين وخلفتهم يركضون وراء الحضارة تفصلهم عنها مئات الأميال بعد أن كانوا السباقين إليها .. !!

 

يطلبون الحرية من دول لم تنظر إليهم يوما ً إلا نظرة المفترس إلى الفريسة والتاريخ يشهد لها فيتشدقون ويصرحون وينددون وكأننا نسينا أن الأمر ليس ذنبا ً أصابه قصاص ولكن يعرب ومغول ..

فيا أيها الوطن الحبيب نم قرير العين ثابت الجنان وهذا ردّ لعظيم حنانك وفيض عطائك فكل حرّة ستنجب شبلا ً ومحال أن تكسر أمة صانتها الأسود .

* * * * *

 

2011-06-06
التعليقات
Mr. X
2011-06-06 12:01:16
..
[العبيد الذين استساغوا العبودية للجهل وتزينوا بقيود الانسياق]: أهذه لغة حوار وديمقراطية؟ أم لغة غطرسة واستعلاء؟... الحمد لله نحن عباد الله الواحد القهار.. إعلمي ياهذه أنه: [[لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ نَصَرَ عَبْدَهُ وَأَعَزَّ جُنْدَهُ وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ]]

الإمارات