يحدث كثيرا ً أننا وفي نقاشاتنا عن ما يحدث في سوريا الحبيبة من أحداث أن يبدأ أحدهم يتكلم بانفعال عن الفساد والواسطة والمحسوبية والروتين الوظيفي وغلاء المعيشة وضعف الرواتب وتحكم البعض بمفاصل القرار وسلطة الأمن..وتوقيف فلان ورفع تقرير بعلتان ...و...و... ويطول الحديث ولا ينتهي ...
ونصمت وننصت له ونمل من صمتنا وهو لازال يتكلم ويحدثك عن عرقلة لفلان لأجل رخصة أو منع فلان من القيام بأمر ما والسماح لغيره بنفس العمل ...وتطول القائمة ونحن ننصت بتثاقل إلى أن يقدر له الله ويسكت قليلا ً ليلتقط أنفاسه تاركا ً لنا ثوان للمداخلة فأقول له ببساطة : أنا معك في كل ما قلت و أؤيده و أتبناه ولدي أكثر منه بكثير لأقوله وهذا كله مطلب داخلي محق وما أعلن عنه من إصلاحات أقرت بسرعة قصوى وبدأنا نلمس آثارها على الأرض كفيل بتسوية كل ما ذكرت ولكنه يحتاج بعض الوقت لتكون العجلة على السكة الصحيحة ويسير قطار الإصلاح بسرعة أكبر بكثير مما كان فيه فهل تتفق معي أن هذا وضع داخلي صرف ..فيجيب نعم . وقبل أن يتابع أقول له دعني أكمل حتى تكتمل الصورة !
في الحياة هناك شيء اسمه لعبة الثنائيات والأضداد أي لا تكتمل الصورة إلا بنصفها الثاني أي لا تعرف قيمة الخير حتى ترى الشر والأبيض لا قيمة له إلا بوجود الأسود والذكر تكمله الأنثى والنور لا نعرف قيمته ما لم ندرك معنى الظلمة والداخل لا تكتمل صورته إلا إن اتفقنا على صورة الخارج وماذا يريد الخارج لسوريا
من هو الخارج إذا ً ؟ في البداية وكلنا نعرف أن عدونا الخارجي المباشر هو إسرائيل التي تحتل جزء من أرضنا التي تعرف بمرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967 ويأتي بعدها الولايات المتحدة الأمريكية التي تلتزم بحماية أمن إسرائيل وتعتبره جزء من الأمن القومي الأمريكي وكما يضاف لهم الدول الأوربية التي تدور في فلكهما ودورها متمم للدور الأمريكي و إن تمايز عنها قليلا لمصالح ذاتية وجلها اقتصادي وما رأيناه من انقلاب برلسكوني رئيس وزراء إيطالية على صديقه القذافي يثبت بما لا يقبل مجال للشك أنه عندما يجد الجد وتتخذ أمريكا قراراً استراتيجاً فالكل يسير في ركابها ولا يراعي إلا مصالحه المحلية والذاتية الضيقة ويلتزم قرار الأغلبية .
ونضيف إلى كل هؤلاء طبعا ً حلفاء إقليمين عرب وعجم تتقاطع مصالحهم مع أمريكا بطريقة أو بأخرى أو يغرر بهم ويضغط عليهم ليساهموا بطريقة أو بأخرى بما يحقق مصالح السيد الأمريكي وحلفاءه ولتكتمل صورة الخارج علينا أن نضيف لها مجموعات المعارضة السورية في الخارج من تنظيمات قديمة فرت بعد أحداث الثمانينات , وحديثة تشكلت في الآونة الأخيرة بتمويل أمريكي وغربي وعربي , ً يضاف إليها شخصيات إعلان دمشق وناشطون حقوقيون وجمعيات حقوق إنسان كلها مرتبطة بالغرب و أمريكا تمويلاً ودعماً لوجستيا ً لأن عملها منظم ومبرمج وباهظ الكلف يعجز عنه أفراد وهذا ما أعلنت عنه مؤخرا ً أمريكا من دعم للمعارضة السورية التي جلها – للحقيقة – هي من السوريين التي صدرت بحقهم أحكام قضائية أو من الفاشلين في التدريس في الجامعات الغربية أو من الفاسدين الذي هربوا للخارج بأموالهم قبل أن تصدر بحقهم الأحكام القضائية والذين وجدوا أن أسهل عمل لهم بيع ضمائرهم والتأمر على الوطن وقبض الثمن بالدولار مبررين لأنفسهم عمالتهم بألف حجة وحجة و ألف فتوى وفتوى ..المهم أن لا يجف سيل الدولارات . ويضاف إلى كل هؤلاء جيش من وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة وقطيع من المحللين السياسيين والمفكرين العرب الذين قبضوا ثمن انقلابهم من دول النفط حتى أنك تجد رائحة البترول تفوح مع أنفاسهم في كل طلة فضائية مقبوضة الثمن سلفا ً وكل هذا العمل مبرمج و مخطط له بحرفية وتقنية عالية تقوم وتشرف عليه غرف عمليات ومراكز أبحاث ودراسات متخصصة بالشأن السوري .
وبعد كل تلك الصورة يأتيك السؤال البديهي ؟ هل هذا الحراك الداخلي هو بقصد الإصلاح وتحقيق بعض المطالب المحقة أم أن وراء الأكمة ما وراءها ؟ هل استثمرت قوى الخارج تلك التحركات ودخلت على الخط بقوة وبدأت تسلح وتمول وتدرب منذ زمن حتى أتت ساعة الصفر وهي الآن ؟ وهل سترضى تلك الخوارج إلا بالسلطة مكافأة لها على ما تقوم به ؟ وهل إن عادت للسلطة ستعود حرة أم مكبلة بألف شرط وشرط لمن مولها وسهل لها وصولها للسلطة ؟ والأهم من هذا هل يتصور أي منا أن وصولهم للسلطة سيكون بمجموعة إشاعات و شعارات وبعض التجمعات والاحتجاجات هنا وهناك ؟ أم سيكون على جثث و أشلاء السوريين البسطاء الساذجين الذين تماهوا مع الحلم عن قصد أو غير قصد حتى ظنوا أنه صار واقع وحتى كادت درعا وسواها أن تصبح بنغازي ثانية ؟
علينا دائما ً أن نوسع الصورة ونكبر الحدقة ليكون المشهد أكبر فسوريا مشهود لها بمواقفها العروبية والقومية وهي بوابة إجبارية لكل حركات المقاومة والصمود في وجه كل المستعمرين الجدد وهي تكاد تكون من بين قلة من دول العالم التي تملك قرارها الحر بيدها ولا ترضخ لضغط أو تهديد ولن يكون مقبولا ً في نهاية المطاف إلا إجبار سورية على تحقيق مطالب الغرب التي باتت معروفة للجميع أو تركها في وضع رجراج زئبقي متوتر لإلهائها في صراعات داخلية لا تنتهي إلا بإضعاف دورها الإقليمي وتحجيم حجمها السياسي في المنطقة .
وعليه واجب علينا أن نبقى تحت سقف الوطن ومظلته ولا نرضخ لتهويل وضغط الخارج وعلينا أن نحكّم عقولنا لا عواطفنا وجهلنا لأنها طريقنا إلى الحقيقة وعلينا أن نكون على قدر تحدي المرحلة فلم يعد هناك مجال لمنطقة رمادية أو وسطية وعلينا أن نسموا على تفاهتنا الصغيرة لنكون كبار كبر هذا الوطن فالإصلاح لن يتوقف ولا أقول اتركوا مطالبكم بحجة مواجهة الخارج ولكن لا تكونوا وسيلة لهم ومطية لأعوانهم ليحققوا مآربهم فما يخططون له في غرفهم السوداء أكبر بكثير مما يستطيع المواطن السوري الطيب البسيط أن يتخيله فحن راحلون زائلون ولكن الوطن باقي إن عرفنا أن نحافظ عليه ونصونه ولكن إن ذهب الوطن وزال فمن يضمن لنا بقاءنا ووجودنا .؟؟؟؟؟؟؟؟
سيدي العزيز كاتب المقال لقد شبعنا من هذه الترهات والكلام الذي لايغني ولايسمن من جوع ، سؤال اين كانت وطنيتكم عندما كان الوطن يتاكل من الداخل جراء التسلط الامني وتعطيل مجلس الشعب وتغلغل الفساد في شريان الوطن لماذا لم تسخر اقلامكم لخدمة الوطن وفضح من كان سببا في الانحدار الذي نراه الان لوطننا كفانا كلاما ونفاقا ومؤامرات زائفة زادت الطين بلةوفقد المواطن السوري ثقته في كل شئ في وطنه حتى لو كان صحيحا.
هذا هو الكلام اللي كل سوري مخلص لوطنه لازم يفهموا ومهمتنا نشر الوعي بين الناس البسطاء لانو معظمه ما بيعرف شو وراء الكمة كم قال الدكتور كاتب المقال وبتمنى من الدكتور نشر هيك مقال بالجرائد الرسمية وع الفسيبوك مشطكور كتير يا دكتور فيكتور ع المقال
يا سيدي كان الموضوع كلو بينحل من البداية بس حكمت ربك لانو عاطف نجيب هو من تآمر على هذا الوطن وامثاله هم من اكمل المشوار عندما روج لوجود عصابات مسلحة وانقلاب على الدولة بينما القصة وما فيها مجموعة من الصبية حبسهم ظلما وبهتانا وطالب اهلهم بالافراج عنهم لكنه اعتبر حالو من اهل البيت وتصرف كما يحلو له واوصل الامور الى ما آلت اليه، وسمح للغريب يدخل .
للأسف هاد الحكي كتير حلو لو مان ممزوج بدم مئات السوريين ولو عم يتطبق على ارض الواقع ورفع حالة الطوارئ اكبر مثال ويلي لسا عم يحكي عم "عصابات مسلحة" يعني على مين عم تضحك مثلا؟ كل السوريين من صغيرهون لكبيرهون بيعرفوالوضع بسوريا، وبعدين عدم الؤاخذة كل هالحكي يلي حكيتو ما حدا عم يتفضل فيه على حدى هاد ابسط الحقوق ومع هيك مسلوب، ملحوظة مهمة كل الاصلاحات "المعلن عنها" لها علاقة بمتطلبات الحياة اليومية ولم تتطرق لأى اصلاح سياسي وتم التراجع عن كل التصريحات المتعلقة بهالموضوع