الفقر في الوطن غربة والمال في الغربة وطن بهذه العبارة القصيرة و البليغة .. أختزل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حالة الفقير في وطنه واصفه بالغريب عنه..
وكيف لا والفقير غير قادر على التواصل مع الناس في مجتمعة وكيف يتواصل وهذا التواصل يعني الإنفاق .. فأنا أتواصل مع أسرتي أهلي إخوتي يعني أشاركهم حياتهم في الفرح و في الحزن وهذا يعني إنفاق..و أنا أتواصل مع جيراني يعني أشاركهم أفراحهم و أتراحهم وهذا يعني إنفاق.. أنا أتواصل مع زملاء العمل يعني أشاركهم أفراحهم و أتراحهم يعني إنفاق
.. وأنا استمتع بخيرات بلدي و بمنشئاتها الاجتماعية و السياحية ودور السينما و المسرح وهذا يعني إنفاق .. وطفلي يتواصل مع أصدقائه ويبادلهم الهدايا و الزيارات و يجاريهم في الملبس و المأكل و المشرب هذا إنفاق وكيفما تدير وجهك عليك أن تضع يدك في جيبك وتدفع ثم تدفع ...ثم تدفع
واعتقد أن الكثير من العائلات التي تُعتبر بمقياس الدولة فوق خط الفقر,أي الموظفين من ذو الدخل ( المهدود ) قد امتنعوا عن علاقاتهم الاجتماعية واختصروها حتى ضمن العائلة الواحدة ضغطا للنفقات بغية وضعها في أماكن أكثر ضرورة كالفواتير (كهرباء هاتف مياه ) وأقساط رياض أطفال أو دروس خاصة .. ليمضي هذا العمر ونحن ندفشه دفش أو نجره جر ... أليست هذه هي الغربة ..
وإذا كانت هذه حالنا والنا تعني نحن معشر الموظفين ومن الدرجة الأولى... فما بالك بهولاء الذين هم من الدرجة الرابعة أو الخامسة أو الذين لا يتقاضوا معاش( من الإعاشة) كل أول شهر ولا يوجد لديهم عمل دائم خارج أطار كابوس الطرد كل ثانية .. أي خط سيشملهم وأي منزل سيسكنهم في ظل سرطان أسعار العقارات.. وإذا كان جهابذة الاقتصاد في هذا الوطن الحبيب ربطوا الفقر عكسيا بالتعليم أي كلما انخفض مستوى التعليم زاد معدل الفقر .
أقول لهم أين قانون الاستيعاب الجامعي .. ومن يأتي أولا الدجاجة أم البيضة بمعنى كيف سنزيد عدد المتعلمين من الطبقة الفقيرة ليتخلصوا من فقرهم إذا كانوا بالأساس غير قادرين على تحمل أعباء التعليم المادية ..إذا كان التعليم من سن الروضة لروضة من الدرجة الوسط خمسين ألف ليرة سورية للطفل الواحد فما بالك إذا كان للأسرة ثلاثة أطفال مثلا في سن الروضة (طبعا ما عاد نسترجي نجيب ولاد ) ثم تأتي مفاصل التعليم وزبد ته التي تحدد شكل المستقبل وأنا اعرف أكثر من أسرة تجد أن العلم هو مخرجها الوحيد اضطرت لبيع أثاث المنزل أو الأرض لتدفع ثمن دروس خصوصي في الشهادة الثانوية .. خوفا من الرفض في الجامعات الحكومية و خوفاً من شبح الجامعات الخاصة الذي بات الخيار القسري للكثير من العائلات.. ولكن الفقراء الذين نريد أن نعلمهم ليتخلصوا من فقرهم ماذا سيبيعون وكيف سيحصلون على التعليم العالي ..
الحمد الله نفدتا وتعلمنا على حساب الدولة ..بس إن شاء ينفدوا ولادنا
وفي كثير من الأحيان يربط عمل المرأة بزيادة دخل الأسرة وياما سمعناها من أقرباء أو أصدقاء شو على بالكم راتبين بالبيت بس يالي مو مجرب عمل المرأة خارج المنزل .. نقول لهم لقد أصبحت الأم السورية عبارة عن آلة تعمل منذ السادسة صباحا وحتى منتصف الليل بين وظيفة وطبخ وغسيل و كوي وجلي وتعليم الأطفال وتحولت إلى مريضه نفسية تراودها أفكار مرعبة حول أطفالها البعيدين عنها مسافات قد تكون ليست قليلة قبل أن تصبح الساعة الثالثة و النصف و يحين موعد إطلاق سراحها وعودتها إليهم ثم يبد أ الدوام الثاني لديها في المنزل ويستمر إلى ما بعد منتصف الليل.. وفي الكثير من الحالات تدفع المرأة ثمن غيابها عن المنزل أكثر من الراتب التي تتقاضاه.
وقد ساهم عمل المرأة في فقدها لأنوثتها وتقليدها للرجال لتكثر المشاكل الزوجية وتزيد الخلافات على الراتب ومن يصرف في المنزل أكثر وتزيد حالات الطلاق وتنكمش علاقات الناس بالناس وينقطع التواصل ..وكيف تكون الغربة في الوطن إلا هكذا ...
وللذين ربطوا عمالة الأطفال بزيادة الفقر .. ليمنعوا كل طفل من العمل .. ولكن المنع لا يجدي نفعا إن لم تعقبه تعهدات بسد رمق هذا الطفل الذي يعمل مكرها ومجبرا لتامين مصاريفه الشخصية كحد أدنى من ملبس ودفاتر و خرجيه أو ليدفعوا له من جيوبهم أو من أرصدتهم الخاصة ...
وإذا كان الإنسان هو محور التنمية وهو محركها فكيف سنصقل هذا المحور و نحركه ونحن نقول له (صحيح لا تقسم ومقسوم لا تأكل وعليك أن تأكل و تشبعفي كل يوم يسقط مئات المواطنين من فوق خط الفقر بقليل إلى تحت خط الفقر... وبالمقابل تزيد ثروة احد التجار ملياراً جديداً .. وسيبقى الوضع على ما هو عليه طالما ليس هناك عدالة في التوزيع ....وطالما الآباء يعملون في السياسة و الأبناء يعملون ويديرون الاقتصاد .... وما أكثر الغرباء في هذا الوطن الحبيب ..على مقياس سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حكيم كل زمان وكل مكان علينا من ذكره أفضل السلام .
درسنا وتعذب اهلنا وكما قلتي نفدنا جربت القطاع الخاص والعام عملت بجد ولم اجد نفسي لذلك قررت ان اقطع غربتي ببلدي الى تجريب الغربة بالخارج وللة يعينا جميعا نحن معشر الفقراء المغتربين يا انسة عبير سليمان
لقد كانت مقالتك المميزة إسقاط للواقع المر الذي أصبحت العائلة السورية تعيشه اليوم, وليس همها سوى تأمين لقمة العيش وليس الترف والبحث عن السعادة الضائعة أصلا في عيون البائسين. في سورية اليوم ليس هناك ذوي دخل محدود للأسف فكل موظف هو فقير شاء أم أبا وما توصيفك للحالات الأجتماعية والحياتية للموطن السوري الموظفين طبعا إلا تأكيداً على أنهم فقراء ولم تعد صفة بين قوسين ذوي الدخل المحدود تنطبق عليهم لأن الفقر في إتساع والثراء في إتساع والهوة تتسع بيهما أكثر وأكثر. تحية طيبة لك على موضوعك المميز.
غربة النفس شيء و الغربة بمعناها المجرد و ليس (الفلسفي) هو الإبتعاد عن الأماكن و الناس المعتادين .. و مع كل محبتي يبدو أنك لست ممن تكلمت عنهم السيدة عبير (الفقراء) .... و المقالة ليست أطروحة دكتوراه تقدمها السيدة عبير لنقوم ب (فلسفتها) بل هي تصوير لواقع كلنا نعرفه و نعيشه ملاحظة : كلمة (كلنا) أقصد فيها (الغرباء في وطنهم) وشكرا للسيدة عبير ملامستها لقلوبنا و شكرا سيريانيوز أنها مررت المقال
أشكرك عبير على هذه المساهمة الواقعية, وبالفعل بات عمل المرأة خارج المنزل عبء على الأسرة من جهة الضياع والتشرد لأفراد الأسرة لأن غياب الأم يشكل فراغاً أكثر من غياب الأب بعدة أضعاف ومن جهة أخرى لم يعد راتب الأب يكفي لتأمين الخضار والفواكه على مدار الشهر..وبالتالي أصبحت الحاجة ملحة لعمل المرأة وأصبحت الحاجة ملحة في نفس الوقت حتى يتنازل الرجل عن بعض كبريائه ليزيد من فعالية وجوده في البيت كأن يتولى كل ماله علاقة بتدريس الأولاد ويكوي ثيابه بنفسه..ولايمنع أن يفاجئ أسرته أحياناًببعض الطبخات التي يحبونها
الطريق إلى الثروة هو في زيادة الإنتاجية، ولحسن الحظ، الإنتاجية يمكن مضاعفتها وزيادتها بلا حدود، ولو أنّ الناس قرروا أن يزيدوا إنتاجيتهم وفكروا في السبيل إلى ذلك، لوجدوا أن عليهم أن يستثمروا في أدمغتهم لأنها أثمن ما يمتلكون، لا أن يستثمروا أوقاتهم المحدودة، ولاستنتجوا أن التعليم ثم التعليم ثم التعليم هو السبيل الوحيد للثروة. يقول بنيامين فرانكلين:"An investment in knowledge always pays the best interest."
والله أنا أستغرب قدرة حكومات الدول النامية على تبديد الثروة بالهدر والفساد؛ وأستغرب قدرة الشعوب في الدول النامية على هدر الثروة بالإصرار على التفكير السلبي ولعب دور الضحية في كافة مناحي حياتهم، بدليل أن أكثرنا لا يجيد غير إلقاء اللوم (كل الحق على الحكومة)، والتبرير ( بدون واسطات ورشاوي ما بيمشي الحال) هذا بالإضافة إلى الشكوى المستمرة التي لا تجلب إلى حياتنا غير (الهراء). وأكثر ما أستغربه هو وجود فئة مقتنعة إلى اليوم أن الثروة غير مرتبطة بالتعليم.
كلام واقعي عبير مية بالمية ................للأسف ........آخ بس ........و للحالم بقله يمكن ما عندك ولاد ... و للمغترب ... شي بحير فعلا ... نرجع ولا نضل ... نار الفقر ولا نار الغربة؟ !
و عن تجربة كمان صدقوني جميعا . انا كنت ببلدي حس حالي غريب بعد ما تخرجت من الجامعة طبعا و تسكرت بوجهي كل فرص العمل اما الىن و بغربتي سعيد جدا و دون مكابرة و لا ارغب بالعودة ابدا ، المشكلة كما تفضلتي اخت عبير عدم العدالة بتوزيع الدخل الآباء يلعبون بالسياسة و الابناء في الاقتصاد دائما نسمع عن افتتاح شركات و مصانع جديدة لأسماء لكن ليسو جدد و يبقى الشعب كما هو عند كل زيادة في دخل احد الاثرياء نلاحظ زيادة اكبر في عدد الفقراء .. الله يفرجها عل الجميع بس عند رعبتيني و زاد من اصراري بعدم العودة للوطن
تكمن المشكلة التى تواجه المجتمع السوري هذه الايام في الدخل ، فنحن كدولة اعلنت منذ مطلعها الإشتراكية احد اهدافها ، كان حكم عليها ان تقلص الدخول مقارنة بالخدمات المجانية المقدمة للمواطنين ( تعليم ، طبابة ، غذاء ) و اليوم بعد تغير المفاهيم في كل العالم و نجاح الرأسمالية كتجربة كان حكم علينا ان نواكب العالم و نحرر الاسعار و نبدأ بإزلت الدعم عن القطاع العام .النتيجة كان لا بد من رفع الاجور لتحقيق التوازن السابق لكان زيادة الاجور لا تزل بعيدة بشكل كبير عن الاسعار . و هذه هي المشكلة في الحقيقة.
الحقيقة انو تحليل راقي وخصوصا موضوع عمل المراة كتير حساس ومهم فالمراة صار لازم تشتغل بينما كان الهدف من عمل المراة هو مشاركة الرجل وتحقيق متعة من عمل شيء مفيد اما الآن صارت عم تشتغل لانو لازم تشتغل والا بيختل ميزان العائلة والاهم من هيك موضوع العدالة نعلم جميعا ان في بلدنا الخير آلاف المليونيريين ومئات الوف الفقراء والين يرزحون تحت خط الفقر---- بس برجع وبقول نحنا بايدنا الحل--------انا عن نفسي مغترب واعاني الغربة والحقيقة المرة اني لا استطيع العودة الى سوريا في الوقت الحالي شكرا لك عبير
مساهمة موضوعية وواضحة وبدل على انك كاتبة بتحبي الحقيقة والموضوعية بس انا مو مع مقولة انو الفقر بالوطن غربة والغنى بالغربة وطن ومو دائما الغنى بغير الوطن يعتبر وطن ومو دائما الفقر بالوطن يعد غربة مع مراعاة غربة النفس أقسى من غربة الوطن وليس المال وحده كافي لمحي غربة النفس وحتى لو شو ما صار
بعد الاحترام لك ولقلمك المميز, ولكني أرى أن الفقر غير مرتبط بالتعليم, فهناك مشكلة تتفاقم في سوريا وهي الزيادة الكبيرة في أعداد المتعلمين, والنقص الهائل في أعداد الفنيين والحرفيين... وأضرب كمثال: فإن أعداد المهندسين السوريين يفوق بكثير أعداد النجارين والحدادين والبنائين مجتمعين, وهذه ظاهرة لا تدل على خير... أما بالنسبة للفقر فإني سمعت أحد مشايخنا الفطاحل يواسي الفقراء ويقول بأن الفقراء هم أحباب الله وأن مصيرهم إلى الجنة...
موضوع هام كتير عبير تناولتي فيه أكثر المواضيع الإجتماعية أهمية بأسلوب سلس مترابط , وعلى هيك رح ضل بالغربة وبطلت أرجع شورأيك ؟ تقبلي مني التهاني على طرحك الجميل وإلى مزيد من التألق
اشكرك على المقالة الصادقة المعبرة والتي من الواضح تعبر عن واقع مؤلم لكثير من الناس ان الغربة عن الوطن تحمل معها الحزن وفراق الاهل والاصدقاء فهي كقطعة من نار ,ولو خيرنا بين مال الغربة وربعه في بلدنا لاخترنا الربع ولكن للاسف حتى الربع غير موجود اخذته من اين للشاب شراء بيت او تامين تكاليف زواج او معونة اهله او او فما بالك بالمراة نتمنى ان نرى كل المغتربين قد عادوا الى بلادهم وعاشوا حياة كريمة بعيدا عن الفقر الموحش والغربة القاسية وشكرا