كعادتهما سعيد وأسعد كل سهرة خميس (ليلة الجمعة) يسهران في أحد المقاهي الشعبية في دمشق، ويشربان القهوة ريثما يصل باقي الفريق، فريق الشدة، منافسة حامية الوطيس في لعبة الطرنيب، كيف لا؟
كعادتهما سعيد وأسعد كل سهرة خميس (ليلة الجمعة) يسهران في أحد المقاهي الشعبية في دمشق، ويشربان القهوة ريثما يصل باقي الفريق، فريق الشدة، منافسة حامية الوطيس في لعبة الطرنيب، كيف لا؟ وسعيد مهووس بهذه اللعبة والبقية يعشقونها ويفضلونها على باقي الأمور
على كل حال سعدون ومسعود لم يصلا بعد، وهذا الأمر يسمح لسعيد بإعطاء بعض التعليمات لأسعد الذي (يخبص) عادة في بعض الحركات، المقهى كالعادة ممتلئ بالزبائن، نفس الزبائن، نفس الوجوه، لكن الاختلاف بين اليوم وما سبق، هو اختفاء تلك القهقهات التي كانت ترفرف بين سحب الدخان، الوجوه عابسة، والهمسات التي باتت سيدة الموقف وبشكل ملحوظ،، وسعدون الذي وصل مبتسماً فاستقبله أسعد قائلاً: ليش لهلأ يا دب؟
سعدون: مرحبا يا رجاااال؟
ويصافح بحرارة كلاً من الصديقين..
سعيد بجدية: ليش تأخرتو؟
يصل مسعود وهاتفه على خده كالعادة لأنه يتكلم مع صديقته..
أسعد: هي الدب التاني ليكو..
سعدون: لعمى ما أوسخ لسانك لك أسعد وزّن بئا، ثم يلتفت إلى سعيد: والله يا سعيد متل العادة الطريق معجوء، وسعيد كان جوعان، تعشينا واجينا مشان ما يصير فينا متل الخميس الماضي، قضيناها خناء وتخبيص وآخر شي تحجج لانو جوعان.
يضحك أسعد ويقول: تعشيتو لحالكون يا دباديب.
ينهي مسعود مكالمته ويضرب أسعد (مازحاً) وهو يقول: لك انت ما بدك تحكي متل العالم؟
ينزعج أسعد ويقول: لعمى بقلبك على هالمزح مليون مرة قلتلك لا تمزح بإيدك.
يهدأ الجميع بعد أن يصرخ سعيد وينادي للشروع في لعبة الطرنيب استغلالاً للوقت وبالفعل جلس الجميع وبدؤوا اللعب، لعبة تلو أخرى، لعب لم تخلو من الصراخ، الحظ،، الشجار، العنف، وتبادل الشراكات..
واستمر الحال هكذا وهواتف فريق الشدة لم تهدأ، سعيد متزوج، وزوجته كانت تتصل به كل خمس دقائق وكان يضغط على زر الفصل كلما اتصلت، ووالدة سعدون كانت تتصل كل عشر دقائق وكان يفصل الخط ثلاث مرات ويفتح الخط في الرابعة ويصرخ قائلاً: شو صرلك؟ خلص قلتلك جاية، مارح طول.
مسعود كان يتلقى رسائلاً من محبوبته وكان يتصل بها بعد بعض الرنات التي كانت تمررها له كل نصف ساعة تقريباً.
وأخيراً عمال الورشة كانوا يتصلون بمعلمهم أسعد الذي يديريهم عن بعد أثناء قيامهم بتنفيذ طلبية لتصديرها إلى إحدى المحافظات.
تلك كانت سهرة هؤلاء الشبان في ليلة الجمعة.
اجتمع الفريق مجدداً في ليلة الأربعاء، بناء على طلب أسعد، فورشته متوقفة عن العمل ولا مانع من الاجتماع والسهر وتضييع الوقت، وبعد مرور ساعة على اجتماعهم، رن هاتف سعيد، وبعد أن رد على المكالمة سأله سعدون: شو سعيد ما ملت مرتك منك؟
سعيد: سكوت مشان الله، ليك مين عم يحكي، يلي إمو بتضل تدقلو من أول ما منقعد ولوقت ما منروح.
يضحك أسعد ويقول: لك شبكون والله إنكون بتضحكوا..
يتكلم مسعود بعفوية: لك خلصونا شو الطرنيب؟..
وهنا يرد سعيد على سعدون بجدية: أول شي النمرة غلط، تاني شي حضرتك عم تسألني إذا مرتي ملت مني، يعني ضليت تنق ضليت تنق لحتى تطلقنا وراحت على بيت أهلا..
الجميع بذهول: لا.. عنجد طلقتا؟
سعيد: ليش مالكون خبر؟
سعدون: لا والله ما لنا خبر، ليش وكيف وايمتى؟
مسعود: منين بدو يجينا خبر؟ رح يحطوا خبر طلاقك ع الجزيرة يعني؟
أسعد: يلا أريحلك، أنا لو محلك كنت طلقتا من زمان، بس هات حكيلنا كيف طلقتا؟
سعيد: لك وقت طلعنا من هون رحت دغري ع البيت، وأول ما فتت لقيتا لابسة أواعي الطلعة وبدها تحرد، قلتلا يا بنت الحلال واصلة معي لراس منخيري، بدي نملي ساعتين مشان روح ع الصلاة، قصري شر وفوتي أحسنلك، وأصرّت تعملي قصة، عصبت عليها وقلتلا إذا بتحردي على بيت أهلك هالمرة، بتكوني طالق بالتلاتة، مالقيتا إلا طلعت وأنا كبرت براسي وبعتلا ورقة الطلاق.
أسعد: يحرز دينك، هاد الصح مابدا وقفة، ناس ما بتجي غير بالعين الحمرة، وأنا يوم الجمعة رحت المسا ع الورشة لقيت الشباب هربانين ومو مخلصين الطلبية، اتصلت مع الزبون ولغيتها وقلّعت كل الشغيلة وسكرت الورشة بلحظة جنان، بس حاسس حالي مبسوط ومرتاح..
يضحك مسعود ويقول: لعمى وأنا قطعتلا كرت لحبيبتي، هلكتني مسكولات، لسا بتمسكل وأنا ببتلى بمكالمة ساعة ونص، آخر شي قلتلا إذا بدك ياني انت دقيلي أنا ما عندي رصيد، وما عادت دقتلي بنوب..
سعدون: يللا وأنا كمان رح احكي شو صار معي، رجعت ع البيت، لقيت إمي فايقة وعم تستناني، صارت تعيط عليي وأنا مالي متحمل حالي، قلتلا أنا مالي صغير، قالتلي قد ما كبرت بتضل صغير بالنسبة لأهلك، قلتلا لكن بدي فرجيكي كيف هالصغير رح يروح يعيش لحالو ويخلص من النق، واستأجرت غرفة ومابدي كل هالعيشة..
يسكت الجميع لدقائق..
ثم يتكلم سعيد: قلتولي شو كان اسمها الجمعة يلي هيك صار فيها؟
أسعد ومسعود وسعدون بصوت واحد: شو الطرنيب؟
عنجد هل القصة بتعبر بشكل رائع عن جمعة الغضب وكيف خربت بيوت العالم وشو مشان جمعة اطفال الحرية؟
والله هالغضب خرب بيتنا وخرب بلدنا مفكرين حالهم رح يرتاحوا بس ما بيعرفوا خيره ليجربوا غيره واذا هنن بدهم يجربوا احنا ما بدنا نجرب احنا مقتنعين وعارفين ان يلي عنا ما في احسن منه ولو بندور الدنيا ما بنلاقي مثله وياريت هنن يعرفوا بقى
ههههههههههه يخرق حريشك على هالصبح شو مهضوم...برافو
ملعوبة..... لله در هؤولاء المخربين الارهابيين الذين أقلقوا راحة شرفنا سوريا