كان هناك ملك عظيم لديه كنوز عظيمة و مملكة واسعة جدا فيها أعداد لا تحصى من العبيد تقوم بخدمة الملك وخدمة الأراضي التي يملكها بالإضافة إلى أعداد لا تحصى من المواشي والابل وفي يوم من الأيام وبينما الملك يقوم بزيارة احدى المزارع التي يملكها شاهد عبدين من عبيد هذه المزرعة يعملان بجد و إخلاص فأحب أن يكرمهم فأشار لهم .. فحضروا فورا وقالوا لبيك أيها الملك فأطرق قليلا ثم قال لهم أريد أن أعرض عليكم عرضا مغريا فقالوا أنت تأمر ونحن ننفذ آمرك فورا
قال اسمعوني جيدا سوف أحرركم من العبودية وأعطي كل واحد منكم مزرعة من مزارعي بكل ما فيها من أشجار وثمار وابل ومواشي فتصير ملك لكم لا يشارككم بها أحد ولكن عندي شرط
قال العبيد بعد أن كادوا لا يصدقوا ما سمعوا و الفرحة و الاستغراب على وجوههم نعم قبلنا بالشرط قبل أن نسمعه قال الملك : شرطي بسيط جدا وهو أن تزوروني كل يوم ودون انقطاع ولو لمدة قصيرة تحدثوني بأخباركم ثم تنصرفوا إلى مزارعكم وأشغالكم وإذا انقطعتم عن زيارتي فسوف اسحب منكم ما أعطيتكم وأعيدكم إلى زل العبودية وأضيف على ذلك من يقوم بمعاقبتكم وتعذيبكم يوميا ودون توقف ... قال العبيد نعم.. نعم.. أكيد ....نوافق
وبالفعل استلم كل من العبدين صك حريتهم مع المزرعة التي وعدهم بها الملك بكل ما فيها من خيرات
وانطلق كل واحد منهم للاهتمام بمزرعته والتمتع بخيراتها وحرص كل واحد منهم على زيارة الملك كل يوم يشكره على التحسن العظيم والتغير الكبير الذي طرا على حياتهم ويوما بعد يوم بدأت الأعمال تكبر وتزدهر لديهم فأما الأول فحرص على عدم الانشغال عن زيارة الملك يوميا ولو لدقائق يتحدث إليه يشكره ويخبره بكل أحواله حتى انقلبت الزيارة من واجب يقوم به إلى عمل ممتع ومحبب لهذا العبد لأنه شعر بأن الملك يبادله المحبة والمشاعر الطيبة فأصبحوا أكثر من أصدقاء وأصبح الملك يزيد من عطائه وكرمه لهذا العبد ومن دون حدود حتى أصبح هذا العبد من كبار الأثرياء بالإضافة لعلاقته القوية مع الملك التي تعطيه الكثير من الثقة والطمأنينة والدعم القوي
وأما العبد الأخر فقد تقاعس وانشغل بأعماله المتزايدة عن زيارة الملك و الملك ينتظره ويعطيه فرصة تلوا الأخرى لعله يتذكر وعده وعهده
ولكن العبد الغارق بالنعم والملذات نسي الوعد بشكل نهائي وعندما جاء صديقه ليذكره بالوعد تردد ولم يبادر فورا ويعود لزيارة الملك حتى قال لصديقه في أحدى المرات دعني فأنا لم أعد أحب هذه الزيارة ولم تمضي أيام حتى أرسل الملك رجاله لهذا العبد وذكروه بالعهد الذي بينه وبين سيده وكيف اخلف هذا العهد وأخبروه بحكم الملك عليه وهو مصادرة كل أملاكه وأعادته لحظيرة العبودية بعد العز والجاه الذي عاشه .......صرخ العبد ...بعد أن ذهل
انتظروا أرجوكم أعطوني فرصة أخرى ولكن الحكم نفذ فورا وأعيد العبد للحظيرة القديمة بعد أن سلب منه كل شيء ووجد من ينتظره هناك ليذيقه من ألوان العذاب الشيء الكثير .. .................................. انتهت القصة
هل عرفتم من هم هؤلاء العبيد وهل عرفتم من هو هذا الملك إن هذه القصة هي قصة حياتنا في هذه الدنيا فإما ان نكون العبد الأول وإما ان يكون العبد الثاني
.إن المغزى الأساسي من هذه القصة هو تقوية الصلة بالله ........الصلة بين العبد وربه......وأقوى أنواع الصلة هي الصلاة
..
ما أجمل أن أقف بين يدي ربي وأن أتذكر نعماءه وآلاءه التي لا تحصى فأثني عليها بما هو أهله ، وأبدا صلاتي فأقول ...الحمد لله رب العالمين ...ما أجمل أن أشعر بذات الله وما ينبغي لها من إجلال وتوقير وما ينبغي لصفاته من تقدير وتكريم وما يجب أن أقدمه لربي
فالصلاة علاقة بين الإنسان وربه يؤدي فيها العبد حق سيده ، يؤدي فيها المرء حق التقدير والتوقير لمن أوجده من العدم وأمده بالحياة لحظة بعد أخرى
...
إن عيب الحضارة الحديثة التي نعيش في ظلها أنها حضارة ذهلت عن الله ..... تعيش في نعمته تتقلب بين أسرار قدرته
فهي .حضارة غافلة عن الله !!!! إن الله خلق الإنسان سيدا في هذا الكون .... وسخر له كل شيئ ....((هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا.)).
.ولكنه قال أنت سيد في هذا الكون وعبد لي أنا الذي خلقتك ....أعجيب أن يخضع المرء لمن أمره بالحياة وألهمه الفكر وسيره في البر والبحر ؟؟ طبيعي أن يبايع الإنسان من يمنحه القوى ،
لكن الحضارة الحديثة جعلت هدفها أو محورها الذي تدور عليه هو ... سيادة الكون ونسيت حقوق الله .........، نشأ عن هذا أن الناس أغلبهم اعتمدوا دينا جديدا وهو المنفعة المادية فقط ، فهم يلهثون وراء المزيد من المال ، المزيد من التمسك في الأرض ، فأصبحت الحياة وكأنما غابة ..كل إنسان يفكر في نفسه ، أو يفكر في منفعته ،
أخيرا أيها الأخ الحبيب إن المرء يحرم من التوفيق كله ويتحول الى حيوان كاسر إذا انقطعت صلته بالله وبالعكس يكسب التوفيق بالدنيا والآخرة إذا قويت صلته بالله تعالى
ولتعلم أنك إذا افتقرت إلى الله يمنحك الغنى ...... وما تعسر طلب أنت طالبه بربك وما تيسر طلب أنت طالبه بنفسك
وخلاصة الخلاصة....... في قوله تعالى .. ((فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ))
عرفت الهوى مذ عرفت هواك وأغلقت قلبي عن من سواك
وبت أناديك يا من ترى خفايا القلوب ولسنا نراك
أحبك حبين حب الهوى وحبا لأنـك أهل لـذاك
وماذا تقول للعبد الذي بقي عبدا دونهم????أم هو لايحق له العيش كبقيه أفراد قصتك??أنا أسف ولكن حجتك ضعيفه وقصتك من قصص الف ليله وليله . تستطيع قصها على اطفالك قبل النوم..
قصة رائعة بس الملك يمكن ما يفبل يعطي فرصة ثانية للعبد أما الله بيبقى يعطينا فرص لآخر لحظة بعمرنا علنا نتوب ونعود لعز الطاعة ونترك ذل المعاصي والشهوات