أما آن الأوان لسحابة التفكير أن تنجلي وتستقر أشرعة السفينة وترتاح في ميناء الحياة ، ضمن محيط هادئ لا تعصف به رياح الأفكار من كل جانب ..

تهب علينا رياح الأفكار كأنها أمواج محيطات عاتية مرعبة فتنهمر على أفكارنا كالشلال الصاعق وتجعلنا نعيش بحالة توتر وقلق يلازماننا طوال الوقت ونصاب بالإحباط واليأس وأحياناً تلازمنا الأمراض ولا نعرف بأن منشأها أعاصير الأفكار على دماغنا ووعينا وكياننا فما الفكرة سوى  ذبذبة فإذا كانت سلبية جذبت كل شيء سلبي لهالتنا وجعلتنا نعيش بحالة من التوتر الدائم لأننا نحن الذين جلبنا هذه الأفكار فكرة وراء فكرة حتى نسبح في بحر من الأمراض والشعور بالإحباط .

وبالحقيقة لا نعي بأن الله هو الذي يستلم دفة سفينتنا ويحرك أشرعتها بمشيئته الإلهية  فالبشر تعصف بهم أفكار الوهم أفكار من الماضي والمستقبل تحيط بهالتنا ومشاعرنا وسلوكنا لماذا لا ندع محيطنا هادئ مستقر ضمن حالة من التوازن الروحي ولا نفكر بأي شيء...

أي ذهن صافي يعيش ضمن إحساس اللحظة الراهنة التي نمتلكها فقط ونجعل الرياح تعصف بعيداً عن شطآننا  إنه إحساس رائع عندما تهبط علينا فكرة سلبية نجعلها تتلاشى في دماغنا وتذوب لا أن نجعل لها فضاء ولون ومساحة ونغذيها بالأفكار حتى تكبر وتصبح مشكلة حقيقية والمشكلة الأكبر بأن البشر لا تتوارد فكرة سيئة إليهم واحدة بل  آلاف الأفكار في الساعة .

في رسالة رومه 19:7 ( فالخير الذي أريده لا أعمله والشر الذي لا أريده اعمله وإذا كنت أعمل ما لا أريده فما انا الذي يعمله بل الخطيئة التي تسكن في ) الخطيئة تبدأ بفكرة سيئة تجاه موضوع ما وتتوارى الأفكار مجموعة فكر تجتمع لتغير تفكير الإنسان وتحوله من العمل الجيد الذي سيقوم به الى عمل آخر .فطبيعتنا البشرية تحمل كل الخير ولكن باستقبال فيض الأفكار تتغير هذه الطبيعة.

يا إخوتي لنجعل هذه الأفكار تذوب على نهاية شطآننا وتتلاش ولا نجعلها تدخل وتتحد معنا ولكي نعيش بحالة وعي بعيدين عن هذه الأفكار المحبطة فلنعيش اللحظة بكل حذافيرها فإذا كانت لحظتنا سيئة سنتعلم ونقدر قيمة اللحظة الإيجابية بحياتنا وإذا كانت ايجابية سننثر من صفاء أفكارنا على جميع البشر واليوم الذي يكون سيئ ليس بالضرورة بعد لحظة أن يكون سيئ لأن الحياة لها وجهان وإذا فكرنا هذا التفكير الايجابي ستلاحظون مدى التغير الجذري الذي ستعيشون به وحالة السكون التي ستنعمون بها فلنعيش بالتفاؤل والمحبة والأمل وننظر إلى الحياة من جانبها المشرق .