أثر انهيار بقايا الامبرطورية الإسلامية على أيدي البرتغال والأسبان ووقوعها في مصيدة المصالح الأوربية برز دور السلطنة العثمانية كمخلص للدول والأمارات العربية مما يتعرضون له وبدأت تسوق لنفسها لكي تكون حاكمة للعالم العربي والإسلامي من خلال صدها للغزوات آن ذاك وخصوصاً بعد فشل المماليك بهذه المهمة ولقد نجحت تركيا بأن تسوق نفسها جيداً إلى حد أنه حتى الآن يعتبر البعض العهد العثماني عهد من عود الخلافة الإسلامية ليس نظام استبد بالشعوب
ولسنا نزيع سراً إذا ما قلنا أن هذا الحلم يعود من جديد ولكن بشكل يوازي التكتلات العالمية الجديدة فبعد انهيار نظام الخلافة في السلطنة العثمانية مع تفتت دويلاته وتحرر بعضها على يد الثورة العربية الكبرى التي وقعت أيضاً في مكر خطط الانتدابات والمصالح والاستعمار
برز نظام علماني جديد قاده الزعيم التركي كمال أتاتورك والذي قرر أن يحول تلك السلطنة الضعيفة إلى دولة قادرة على مجارات تطور العالمي الاقتصادي والاجتماعي والفكري وقادرة على أن تستعيد دورها السياسي نوعاً ما وبعد ذلك أخذت تركيا تبحث عن موقع أو تكتل تستطيع من خلاله أن تلعب دوراً دولياً وسياسياً هاماً وتكمل استعادة ما أخذ من نفوذها وتكتلها بعد الحروب العالمية والثورة العربية فاتجهت ولكونها تحسب على القارة العجوز (أوروبا) لأن تنضم إلى تكتل الاتحاد الأوربي بشكل خاص والغربي عموماً لتتشارك معه ولعلها كانت تتوقع أن يساعدها في حصول على بعض أماكن النفوذ في الشرق الأوسط ويخلصها من مشاكلها مع أكراد العراق في أقليم كردستان والعمليات التي كان يقوم بها ضمن أراضيها إلى أنها أسطدمت بجدار باريس الرافض رفض قاطعاً لدخولها لو كنها لن تضيف شيء جديد على النفوذ الأوربي ودوره السياسي وهذا ما أكده رئيس فرنسا لرئيسي أميركيا جروج بوش الذي حاول أن يحصل على موافقة فرنسا بدخول تركيا للاتحاد الأوربي لكي يفاوض تركيا عليه بأن تسانده أثناء الحرب على العراق
وبعد أن وجدت تركيا ذلك الباب مقفلاً أمامها اتجهت إلى الشرق لعلها تعيد أمجادها السابقة وتلك الأيام الخوالي فقامت بارتداء الزي الديني الرابط مع الدول العربية وأخذت تحضر نفسها للعب هذا الدور فقامت بطرق البوابة السورية وحسب ما يقولون أيام السلطنة العثمانية شام شريف ففتحت سوريا الباب ودخلت تركيا من جانب الاقتصادي بعد قرون من العداء خصوصاً بعد أزمة لواء أسكندرن وذلك الأستفتاء المزعوم وبعد أزمات عديدة وبناء سدود بقصد حجب الماء وحينها قال أروغان على ما أعتقد إذا لما تتفق أنت ودولة على الصعيد السياسي فعليك بدخول من الجانب الاقتصادي وفعلاً قامت سوريا وتركيا ببناء تحالفات اقتصادية وتوقيع اتفاقات مهمة إلى حدا ما و وصالت تركيا بإعادة تسويق نفسها من خلال عدة أحداث و اتجهت إلى قلب العرب وما يمكن أن يجعلهم متوددين لتركيا ألا وهو الصراع العرب مع الكيان الصهيوني المجرم من خلال حادثتين أولها
1-مؤتمر دافوس الاقتصادي :والذي قام الرئيس التركي بالأنسحاب منه بعد أن وجهة عدة كلمات إلى رئيس ذلك الكيان السفاح تحدث فيها عن مجازر العدو الصهيوني وما فعله بأخوتنا بغزة . وهذا الموقف قد أثلج صدري وصدر العرب جميعاً
2-ثم أنطلق باتجاه دعم الجهود الدولية لفك الحصار عن غزة وأبدى دعمه لسفية مرمرا (اليمامة الزرقاء) لفك الحصار والتي وقفنا جميعاً لها باحترام وشموخ أمام شجاعة المسافرين الذين ضحوا بحياتهم من أجل تأييد إخوتهم العالقين في الحصار
ومع بدأ المد الثوري العربي في كل من تونس ومصر اللذان أسقطا نظامان من أكثر الأنظمة تعاوناً مع النظام الأمريكي والصهيوني حاول النظام الأميركي أن يبني له مناطق نفوذ مستفيداً من المد الثوري نفسه الذي اسقط له نفوذه في مناطق أخرى
واتجهت أنظارها إلى سوريا مستفيدةً من بعض الأخطاء على الصعيد الداخلي وجود بعض القوانين مثل قانون الطوارئ و غياب بعضها الآخر مثل قانون الأحزاب ولأن اليد السوداء الأمريكية مكشوفة في سوريا كان لابد من الاستعانة ببعض الدول التي تتمتع سوريا معها بعلاقة جيدة وتم أختيار قطر وتركيا
أما بالنسبة لقطر فأنا لست مع الرأي الذي يقول بأن الأسرة الحاكمة القطرية تخلت عن علاقتها الطيبة بسوريا من أجل الحصول على المونديال في الواقع أن الصفقة بالنسبة لقطر وتركيا كانت أخذ الدور السوري الإقليمي لكي تدخل قطر من الباب الداعم للثورات في الوطن العربي وتلعب دور الوطني الذي دافع عن كرامات الشعوب في مصر وليبيا متجاهلةً أنها هي أول دولة تستحق أن تقوم ضمن أراضيها ثورة نظراً لنظام الملكية غير الدستورية الموجودة بها ومدى الفساد على جميع المستويات وبالأخص تطبيعها لعلاقات اقتصادية مع الكيان الصهيوني الغاصب متناسية جميع المجازر التي قام بها من بحر البقر إلى دير ياسين مروراً بالشهيد محمد الدرة وليس أنتهاءً بأطلاق النار على من حاولوا العبور إلى أرضهم وأخذ حق العودة ولو على جثثهم
أما بالنسبة لتركيا فهي لا تطمح فقط بالحصول على شعبية في العالم العربي ولكن أنا أرى أن هناك كما يقال أمر قد دبر بليل بأن تقوم تركيا بدعم الاحتجاجات بإرسال لهم كافة متطلباتهم من تأمين هواتف إلى طعام إلى ........ألخ وأن تقوم بدعم التيار الأوروبي المتجه لإدانة سوريا ولقد قلت من قبل أن هناك خلاف كائن بين تركيا وفرنسا من أجل دخول تركيا للاتحاد فبرأي أن هذا الخلاف قد حل بأن تدعم تركيا القرارات المتجه ضد سوريا مقابل الحصول على تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي فيما بعد
وجميعنا لا حظنا ذلك التناغم الغريب المستفذ بين كل من تركيا وفرنسا لذا أنا بوجهة نظري أن هناك صفقة قد عقدة بين فرنسا وتركيا
(عذراً على أطالة لمقال ولكن في نهاية هناك كلمات يحتم علي ضميري أن أقولها)
وهي أن سوريا سوف تنتصر على هذه المؤامرة وستخرج منها أقوى من ذي قبل بسبب توضح الرؤيا على الصعيد السياسي الداخلي والخارجي والتحام سوريا بقيادتها أكثر فأكثر يؤكد أن سوريا كانت وستبقى تلك القلعة التي ترفض أن تفتح أبوبها أو أن تهدم أسوارها للمصالح الخارجية والضربة التي لا تقسم ظهرك تقويك
وعذراً مجدداً على طول المقال
إلى متى تتلون صحافتنا ومقالاتنا وإعلامنا وكتابنا بتلون الأحداث مرة يضعون قطر وتركيا فوق البشر لمواقفهم المميزة ضد الصهيانية ومرة يضعونهم أسفل السافلين لمجرد إشاعات هنا وهناك، أنا أخالف الكثيرين والذين يقولون بأن السوريين يملكون الوعي بل أقول بأن السوريين يملكون عواطف جياشة يميلون بميل هذه العواطف ، أو يملون كما يراد لها الأعلام أن تميل.
لقد جاء اليوم الذي بات علينا ان نؤمن بان تركيا هي مجرد خدعة والخديعة الكبرى كانت تمثلية اصطول الحرية التي منها دخلت قلوبنا ولكن بالخداع فكل من يتمحص جيدا عن نتائج تلك التمثيلية يدرك بانها كانت خدعة للدخول الينا بعد ان بات كل عربي يشمئذ من علاقاتها واعاونها الاستراتيجي مع اسرائيل وكان الحل لتبيض تلك الصور هي خدعة ما كماحال قطر وقناة الجزيرة
اما هذه الدويلة فهي وحدها يلزمها كتاب كامل للحديث عن خيانتها التي لم يسبق لها مثيل ,و الجميع يعرف ما هي قطر منذ الحرب على العراق
) ردة الفعل التركية لم تكن مناسبة لحجم الجريمة. هناك دول دخلت في حروب لأمور اقل من قتل خمسة من مواطنيها ولكن تركيا لم تلغي حتى الإتفافيات العسكرية وبقيت حليفة لنفس الجيش الذي قتل ابنائها و السبب ان مصلحتها ما زالت مع إسرائيل و الغرب وبعد هذا كله ها تنتظرون منها بالتضحية بمصالحها من اجل العرب وهي لم تضحي بها حتى من اجل الاتراك؟
بالنسبة لسفينة الحرية: 1) لم يكن الشعب التركي كاملا فوق السفينة و طبعا هناك من الاتراك من يتعاطف مع الفلسطينين ( هناك حتى من اليهود من يدرك وحشية إسرائيل فلما لا يكون من الاتراك متل هؤلاء لم تتوقع الحكومة التركية ردة فعل بتلك الوحشية و ربما اقصى ردة فعل كانت تتوقعها هي إحتجاز طاقم السفينة و ازمة صغيرة تحقق تركيا بها شعبية كبيرة عند العرب 2) بعدما سفك الدم التركي لم تعد المسالة مسألة فلسطين بل مسألة الدم التركي (وهذه النقطة تعجبني فيهم)
إنها افضل وصفة لخدمة الكيان الصهيوني وفي نفس الوقت لإحتواء العرب بطريقة سهلة من خلال تطويع الإسلام لخدمة مصالح الغرب..الأتراك ينظرون لبلاد العرب كمستعمرة سابقة يريدون ان تكون لهم فيها كلمة من جديد وليس لخدمة الدين الإسلامي كما يظن بعض السذج وإنما لإحياء ما يمكن إحيائه من عصر عثماني إندثر مثل الدينصور. تركيا لن تنجح في ذلك لانها في هذا كله تلعب دور الضبع الذي لن يلتقط اكثر مما سيبقيه له الليث من الفريسة .وبصراحة لا يمكن إعتبار تركيا حليفاو الإسلام التركي إسلام خاص جدا بالاتراك
انا مقيم في المانيا التي تعتبر ثاني مكان في العالم من ناحية عدد السكان الاتراك بعد تركيا و اقول لكم بصراحة تركيا كدولة والاتراك كاشخاص لا تهمهم إلا انفسهم. النموذج التركي يعجب الغرب فهو نموذج يقول إنه علماني ويصر على علمانيته وفي نفس الوقت يسمح بحزب إسلامي في الحكم ولكن بشرط ان يبقى على إسرائيل كحليفة. الغرب سيشجعون ظهولا مثل هذا النموذج في كل انحاء الوطن العربي...يعني دساتير تقول انها علمانية واحزاب تقول إنهاإسلامية في الحكم وتعترف بإسرائيل ونوطد العلاقة معها.
اذا بدنا نبقى معتبرين حالنا محور العالم وكل الدول مصيرها معلق بسوريا ، رح نضل طول عمرنا من دول العالم الثالث ...ياريت نصحا بقى من هالوهم ونعرف انو في عنا عمل كتير وجهد كتير لحتى يبلش ينعملنا حساب.
تركيا تعمل لمصالحها وهذا ليس عيبا وقد حققوا الكثير من النجاح وحصدوا شعبية كبيرة في المنطقة بسبب مواقفهم بل ان دماءهم سالت من اجل رفع الحصار عن غزةان انتقاد تركيا الآن هو اساءة لمسؤلينا عن السياسة الخارجية لانهم لم يخططوا جيدا ولم يتوقعوا هذه السياسة التركية
جعلك الله أنت وكل سوري دوما سعيد الصفقة هي نفسها والدول الاستعمارية هي نفسها والتاريخ عيد نفسه برايي يجب أن نسفيد من التاريخ المليء بالخيانات العربية التي كانت السبب الأكبر في الهزائم وأن ننعقد صفقات مع حلفائنا لا بل ونشكل حلفا (روسيا -سوريا-إيران-كوبا-فنزويلا-كوريا-الصين)
لأ حبيبي لأنو تركيا ما رح تنضم للإتحاد الأوروبي كيف ما عملت لأنو القصة تحولت لمسألة طائفية علنية من أنجلا ميركل و ساركوزي و غيرهم و القصة هو خوف من حدودها الجنوبية ما اكتر من هيك
مو أحسن لو نبطل نفكر بالناس، ونلتفت لحالنا ومشاكلنا.. ماشاطرين غير بالعلاك.
سوريا دولة غير نفطية واقتصادها بحاجة إلى الكثير ليستقر,ولأخذ العلم لسوريا اتفاقيات مع تركيا بشأن شراء الكهرباء كما وأن السوق التركية تدعم السوق السورية,وأخيرا حزب العدالة تجربة ديمقراطية ناجحة يحتذى بها,أيضا فرنسا تدعو تركيا- بالغول الإسلامي- رافضة انضمامها للاتحاد الأوروبي , وأخيرا يعلم موقف حكومة وشعب تركيا الجدي بالنبة لقضية العرب_فلسطين_ والنصر لسوريا.
صح أكيد حكيك كلو صح من يوم ما حاولت تركيا منع الحجاب بالجامعات وهي عم تحاول تنال الرضا الأوروبي منان تتنضم للاتحاد بس الحمدلله إلون سوابق الأوريبيون بخيانة الأنظمة المستندة لإلون متل ما عملو بمصر وتونس والحبل عالجرار والله يخليلنا بلدنا صامد بوج المؤامرو الكبيرة كتير
يبدو كاتب المقال يكتب للمرة الأولى حيث خلط عباس بدباس ونسي ان للدول مصالح والدليل ان سوريا كان لها ادوار في الشان الفلسطيني مع جهة ضد جهة وكذلك الأمر في لبنان والعراق والأكراد . هي مصالح دول يا حبيبي مو خيالات ... بعدين ليش ما تنبهتوا يا جهابذة التحليل للدور التركي "الخبيث" على حد زعمكم ودور قطر المشبوه والسعودية المدسوس واللبناني الخائن والفرنسي الموتور والألماني المستغرب والانكليزي المطبطب والامريكي المتكتك قبل هذه الأزمة ؟
بالمناسبة الاتراك دخلاء على المنطقة والعرق التركي أتى من وسط آسيا بدءا من القرن الحادي عشر الميلادي بينما تركيا تاريخيا كانت مسكونة من قبل أحفاد الحثيين الذين هم شعوب آرية أي كالفرس والاكراد اما جنوب تركية فكان دائما جزءا من الحضارات السامية الارامية وغيرها وعندما تأسست الامارة العثمانية عام 1281 م تمدد الاتراك تدريجيا وفرضوا لغتهم على الاقوام التي تعيش في هضبة الاناضول ..وتركية ما تزال تعاني من ضياع الهوية بين آسيوية واوروبية