في خضم هذه الأحداث التي يمر بها بلدنا الغالي حاولت أن أفكر بالكثير من المعتقدات والأوليات في حياتنا واكتشفت أن هناك خطأ كبير في تحديد الأولويات .ولشرح هذه النقطة سأتحدث عن التجربة اليابانية
طبعا اليابان قبل الحرب العالمية الثانية كانت إحدى اكبر القوى العسكرية والعلمية وكان لديهم حب كبير واعتزاز هائل بالشخصية اليابانية وبالإمبراطور الياباني (الزعيم )
وطبعا حصلت الحرب العالمية الثانية وحدث فيها ما حدث وانتهت بخسارة دول المحور ومنها اليابان .وإذا أردنا تخيل حالة اليابان بعد الحرب فهي بلد مدمر منهوب الثروات مهان الكرامة نتيجة الاحتلال وإذلال الرمز وهو الإمبراطور وذلك علي يد العدو الأميركي الذي احرق مدينتين يابانيتين كبيرتين بالسلاح النووي وأقام قواعد عسكرية في اليابان وحدد سياستها الخارجية ومنعها من صنع الأسلحة يعني حالة تشبه الاحتلال وعلى اقل وصف الانتداب
لنسقط هذه الحالة على بلدنا (لا سمح الله) كيف ستكون ردة فعلنا طبعا ستتولد لدينا "فكرة" بان أي تطور أو عمل أو علم أو ديمقراطية لا يمكن أن تتم حتى إزالة الاحتلال وطرد المستعمر والتحرر من قيوده وشروطه وستتوقف كافة مناحي الحياة في خدمة هذا الهدف وحتى لو استغرق 50 سنة أو أكثر
بينما لنرى ماذا فعل اليابانيون في هذه السنين الخمسين. نسوا موضوع الاحتلال وخلعوا عنهم ثوب الانتقام وحددوا هدف واحد وهو إعلاء شأن الأمة اليابانية بالعلم والعمل
طبعا حتى الآن لا تزال القواعد الأمريكية موجودة في اليابان ولا يزال حظر تصنيع الأسلحة ساري على اليابان ولكن اليابانيون استطاعوا بالعمل غزو الأسواق الأمريكية(العدوة!!) بالصناعة والتجارة, وفي نفس الوقت حافظو على هويتهم وثقافتهم وديمقراطيتهم
فأرجو أن نتعلم من التجربة اليابانية عسى أن نكون يوما ما أفضل منهم والله الموفق