syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
امبريالية الذاكرة ... بقلم : احسان عبيد

استعمرت ذاكرتنا في التاريخ المعاصر أضمومةٌ  من الشعارات ، جاءت بها أحزاب وجماعات وزعماء  غسلت أدمغتنا ، ونومتنا مغناطيسياً ، وأصبحنا نرددها ببغائياً ، لأنه لم يعد في مخزون الذاكرة غيرها ،          فأ لفناها وتعودنا عليها .. وإذا حاولنا أن نستحضر بعضها نجد :


•        من المحيط الهادر .. إلى الخليج الثائر .. لبيك عبد الناصر .

•        أنا بعثٌ وليمتْ أعداؤه || عربيٌ اشتراكي عربي .

 

•        ما منعبد إلا ربين .. الله وأنطون سعاده .

•        الإسلام دين الحياة ، والدولة ، والممات ، والآخرة .

•        العمال والفلاحون ، يصنعون الحياة ويحرمون منها .

•        بالروح بالدم نفديك يا رئيس .

 

•        فتحاويه .. فتحاويه .

•        حمساويه .. حمساويه .

•        جبهه جبهه شعبيه .

•        جبهتنا ديمقراطيه .

•        ما منختار ما منختار غيرك يا أبو عمار .

 

وبتحليل بسيط نرى في هذه الشعارات غياباً لذكر وقدسية الوطن ، وحل محله تمجيدٌ ( للرعاة ) الزعماء   الأحزاب ، والجماعات . الأمر الذي يشير عمق غريزة القطيع ، واستفحال الفكر الرعوي الذي تولى الوصاية على الرعية ، وسيلته في ذلك قبضة أمنية مطلقة ، عززت طقوس الولاء على الأداء ، وعطلت القنوات التي تفضي إلى حلم الشعب بالحرية ، والكرامة ، والمشاركة بصنع المستقبل ، ففرتْ الخبرات ، كما العصافير الممنوعة من التغريد في أعشاشها وبين صغارها ، وهربت الأشجار من تربتها باحثة عن نداوة  تبلل فيها شعيرات جذورها المتيبسة . وتحول الشعب إلى محبرة ألم تنغمس فيها ريشة الاستبداد ذات النصل الجارح ، تكتب باسمه ، وتعمل ضده .

شكلت الحكومات المتعاقبة دلة قهوة بدون فناجين ، وأقامت ولائمها لأنصارها ، وبقي الشعب خارج القاعة يستنشق الرائحة ، رغم أنه قدم لهم الذبيحة والبرغل والسمن والفواكه !! .

 

الأحزاب نجحت في فترة ما نظرياً ، لكنها سقطت سقوطاً مدوياً في الترجمة العملية ، والزعماء المخلصون   قد يفلحون في قيادة  شعوبهم ، ولكن لمشوار قصير ، ولن يكونوا بديلاً عن الشعب ليختزلوه في شخصهم .

 

الآن :

-  يجب أن ندرك أن الأحزاب ضلت طريقها ، وأخذت القاطرة إلى بقاع الرمل والطين ، وغرّزت هناك   وعليها أن تخرج نفسها من مأزقها ، وتقرأ خارطة الشعب لتهتدي بها !!.

 

- لابد لنا من ( فرمته دماغية ) كما يحصل للكومبيوتر ، لنمسح من عقولنا الشعارات التي ما زلنا نرددها ببغائياً ، بولاء رعوي .

-  في مثل هذا العمر لن ندخل الجنة ، لأننا محمّلون بأثقال الفساد ... علينا أن نعود أطفالاً من جديد لكي نتعمد بالطهارة ، ونكون مؤهلين لحمل أفكار جديدة ، حضارية ونظيفة . . . ونتخلص من امبريالية        الذاكرة !!.

-         

2011-06-27
التعليقات