طروحات كثيرة وجدل أكثر وأسئلة عديدة وجهت للمواطن العادي مثلي ومثل عامة الشعب ، ماذا تريد من قانون الإعلام الجديد ؟.
وكأنهم عندما يطرحون على وعلى أمثالي هذا السؤال يظنون أنفسهم أمام بروفيسور في الإعلام أو أمام خبير في خصخصة وقوننة الإعلام.
فماذا نريد من الإعلام هل نريد منه أن يخفف من بث الأعمال التجارية مسلسلات وأفلام مثلا أو أن يمتنع عن بث البرامج السخيفة التي تسبب الصداع لكل من يشاهدها وليس لها أي هدف مدروس سوى ملئ الوقت المخصص للبث هل نريد من صحافتنا المقروءة أن تخفف من عدد صفحاتها مثلا أو أن لا تكتب عن الطبخ واللياقة البدنية أو أن لا تكتب عن المؤسسات الفاشلة ، هل نريد من محطات البث الإذاعي أن لا تبث أغاني لفيروز في الصباح ولأم كلثوم في المساء.
ما نريده أيها القائمون على وضع قانون الإعلام الجديد لا هذا ولا ذاك.
إن ما نريده يا حضرات المشرعين الأكارم هو أن يكافح الإعلام الفساد المستشري في كل مكان من مفاصل حياتنا نريد من التلفزيون أن يبث مقاطع فيديو لمسؤول كبير كان أو صغير وهو يرتشي أو وهو يخرب في مؤسسته أو وهو يتستر على خطأ.
نريد من صحافتنا الكريمة أن تكتب كل يوم عن الفساد وعن جهودها في كشفه وعن الأموال التي تهدر والمتسببين في هدرها نريدها أن تكشف وبالأسماء عن من يكافح الإستثمار في بلدنا وعن من يحارب رؤوس الأموال الأجنبية وعن أسباب عزوف الكثير منها عن الإستثمار في بلدنا.
نريد من الإذاعة أن تجري مقابلات مع مواطنين تم إيقاف معاملاتهم من أجل ابتزازهم نريد مراقبة القضاء ،الشرطة ،المالية ، التجارة والاقتصاد، التربية والتعليم العالي ، الإدارة المحلية ، المطار ، المرفأ ، نريد من الإعلام أن يراقب حتى مختار أصغر قرية في سوريا الحبيبة.
- وأخيرا لا نريد لأي فاسد مرتشي ومخرب أن يبقى خارج السجن وبإمكان الإعلام مساعدتنا على ذلك ، ودمتم ودام الوطن حرا أبيا مهما خسئ الخاسئون.