هي تعلم ككل نساء الأرض تعلم. أن البحر غواية البحارة, أنها الفقد الأليم للحلم بالإستقرار. وأنها نهار ليل جديد قادم في دوامته الأزلية.
ركبت مركب أبيها, تناثر أشلاء شعرها الكستنائي بغنج فوق أمواج الريح الخماسينية. نظرت بعمق نظرة أخيرة لليابسة, غادرتها بعد أن تركت أجزاءا من لحمها ودمها في الخلف. ورحلت.
لم تكن البغي البحر في منأى عما قررت أن تفعل. أعدت لها الموج وتكسرات الأمل. وبضع أصداف من ألم ستترك ندبا واضحة في الروح المستوحدة بوحشية قبائل من الأجناس المهيئة للغزو والفتح.
الآن, باتت تعلم بحق أي الخيارات دفع بوالدها وبه للغوص في فرج آلهة العشق القاتلة تلك. باتت تدرك بصمت وبعزة نفس أن لها مصيرا مشتركا مع الزبد البحري. مع ذاك البغي الأبيض المتصاعد في فراغ عدمي في كل هبة ريح. الآن فقط, تمضي مجللة بالحب المنتقم. تبغي نصر الأنوثة المسلوبة منذ الأبد. أو حتى, أنوثة النصر عندما يتشح بعبير القلب المتصدع من عمق الإهانة البحرية.
يديها الغضتين تميلان برفق ام تمسك رغبة رضيعها في قلبها فوق المجداف المهترء. لا لشيء, إلا لتمارس طقس الأمومة المسلوبة منذ تسعة وعشرين عاما. تعرف الآن كيف تحتضن العزم ورغبة الإنجاب فوق فخذيها اللذان لم يلمسهما كفيه بعد.
تسعة وعشرين عاما, حملت فيه له, الزاد والماء وبضع قبلات سرقها في عجلة من يقبل امرأة وينتظر أحضان أخرى. أي خائن ذاك الحبيب الذي لطالما أعطاها سندات قبل موقعة بإسم امرأة أخرى؟ أي غشاش ومخادع حمل لها الأمل في كل سلة سمك وفي قعر تلك السلة كان يعبق برطوبة أنثى أخرى مخبئة, شوقا للفكاك؟ هي البحر إذا, غواية الملح الحلو واجتماع الأضداد داخل قوقعة الإنتظار, تأخذ الأب والحب الذي منحته انتظارا دهرا, ولم يمنحها سوى الفقد الحزين!.
هي البحر, آلهة العهر الذكوري, ومسربلة أحلام النساء خلف حدود الخوف والإنتظار. هي البحر, زبد العبث الجميل
وصف مميز وتشابيه رائعة ومعاني عميقة
يضرب الحب وساعته أذا بدنا نوصل لهاد الشي