نتوجه إليكم , وكلنا أمل أن تظهر إلى العلن قيادات الحراك الذي أقلقنا كسوريين خلال الأشهر القليلة الماضية ننتظر أن نعرفكم , فنحن إلى الآن لم نر إلا شباب غاضب يهتف بشعارات عامة ك " حرية " دون أن نعرف ما هو مشروعكم و ماهية أهدافكم , و ما هي وسائلكم لبلوغها .
و بصدق أقولها خامرنا سرور خفي بأنه إذا كان هناك من يمثل " الرأي " فربما أنتم ستمثلون " الرأي الآخر " الضروري دائماً لحياة طبيعية في أي مجتمع . فمن الهام دائماً أن تظهر مصالح و آراء مختلف أطياف المجتمع حول كل المواضيع التي واجهتنا و تواجهنا , و بنفس الدرجة من الأهمية يجب أن نكون جميعاً تحت سقف قانون واحد نضعه معاً و نتفق عليه سوية , لذلك أدعوكم إلى الانضمام إلى لجنة الحوار الوطني التي أعلن عنها , و لنعترف بأن الدولة مهدت الطريق للحوار مع صدور قانون العفو العام و أتبعتها بعدة مشاريع قوانين طرحت للنقاش بدءاً من قانون الانتخابات إلى قانون الأحزاب و قانون جديد للأعلام , و فتحت سقف التغيير ليطال الدستور جزئياً أو كلياً , و أعلنت أن جميع المواضيع مطروحة للنقاش .
و هذا يعني أن قطار التغيير يستعد للانطلاق و بقي على من يود الركوب به أن يحجز مقعده , و لا أحد يدعي أن الطريق ستكون سهلة , و لكن الهدف واضح و هو بناء مجتمع تعددي لكل فرد فيه الحق بإبداء رأيه و الدفاع عن مصالحه تحت سقف القانون الذي يحميه . و عبر هذا الطريق ننهي دوامة الدم التي لا تأبه بالإصلاح و لا تحكمها شعارات سياسية , و إنما يحكمها الدم فقط, و ما ينتج عن الدم بالتأكيد ليس مجتمعاً مدنياً ديمقراطياً و إنما فقط المزيد من الدماء , و لندع جانباً تبادل الاتهامات حول من بدأ دوامة الدم فالأهم هو أن لا نغرق بها .
أدعوكم أن ننهي حالة التوتر و الخوف على وحدة وطننا و مستقبل أولادنا , و لننقل الصراع الذي يدور الآن في الشوارع إلى مكانه الطبيعي تحت قبة برلمان تعددي حقاً , نضع الآن قوانين أحزابه التي يجب أن تمثل مصالح و آراء مختلف طبقات المجتمع . لنلتف جميعاً حول الوطن , وليكن النقاش علنياً حول ماهية القوانين التي نريدها لننقل مجتمعنا إلى مجتمع مدني ديمقراطي , و لنكف عن حوار الدم في الشارع الذي يعمق الانقسام و يسيء فعلياً إلى قضية الإصلاح , و يفتح أسوأ احتمالات المستقبل أمام وطننا سوريا .