أيتها المجرَّةُ المشتعلةُ في مشكاةِ روحي
أيتها العازفةُ على قيثارةِ الهواء القادم
من سرير ملكة البلوط
يطوفُ حمامُ الصباحِ مسبحاً باسمك
يرجم شيطان الظلمة بحجر الشمس
يفقأ رغبة التنين بعشبة الطمأنينة
يحجُّ إليك يمامُ الروحِ و تسعى المنى
بين صفاكِ و مروتك المقدسة
تبكي الذكرياتُ
و تصرخ الآهُ في صدر الأقحوانة
و يستحم رماد الفرح
في تنهدات النافورة الدمشقية
يبللني مساءُ الخوف
أركض بين حقول الغيم
علني أحصد سنبلة النجمة الضائعة
علني أقطف مشمشة الفرح
من صبية الضوء المختالة
على سهول الخيال
فإن شرفتي مطموسة بغيمة الشك
و زنبقة روحي تنتظر ندى الفجر الضاحك
و ياسمين الشام يطفو على بحيرة مخيلتي
فأبحث عن كلماتٍ باتساع حلمي البنفسجي
أبحث عن لغةٍ بين أنقاض السماء الطينية
أبحث عن أنايَ في كل محارات اللغة
أنسج شواطئ الكون علني أجدُ ضحكةً
على شفاه لؤلؤةٍ تواسيني
أبحث عن ياسمينةٍ دمشقيةٍ لم تلفَّها خيوط الدمع
أبحث عن مخيلتي الضائعة في مدينة الشجر الميت
أبحث عن أجنحة الحب كي تظلَّل أغنيتي الباكية
و أنا أرصد نبض السنابل
أرى الأمل الليلكي ( يتعربش ) على مآذن دمشقنا
و صلبان كنائسها الصامتة
و هناك تحت ستارة الجسد الملطخ بالأسئلة
ينام الخوف بين مشربياتها الحبيبة
بينما ( الحكواتي ) جالسٌ على عتبة الصباح
يقصُّ للياسمين
قصص العاشقين
على أدراج اللهفة .