قررّ أن يستقيل من وجوده، هكذا فجأة.. كبُر على الكون وضاق به ذرعاً .. ما عاد يحتمـل خلوده الوضيع.. في مكـانٍ بات يخنقه.. غـاباتٌ من الشتائم والنقد اللاذع.. ما عاد يهوى.. أضرَبَ عن تبليط البحار و المحيط ..فإذا بسواعدٍ تحمله إلى شاطئٍ ما.. يملأهُ الفراغ السّقيم...
إنّه معتوهٌ بامتياز .. مجنونُ بورَع الفقيه.. كما ولدته أمّه .. طفلٌ رضيع.. ما عاد يتلفّت حين يُعانق النّهد بوجههِ الفظيع... ما عاد يُداعب الشّوق بالتّسلي.. باتّ شيئاً يهذي يسلخ جلد نفسه كي يستريحْ.. بات العمر عبئاً وبات الموت حجةً .. سيّان ظلّ حيّاً أو صريع..!
تقعور صدره باللّهيب .. بُـحّتْ عيناه من أذى الصّقيع.. فقعتُ به أنْ ثلجاً حاوَرني ونقطة من دمعٍ كرّت تتدحرج في أعماقي عند السّكينة و الًّمت الهنيىء .. أن أبكي أنهاراً أن أطفىء نيراناً.. أن يعلو صوتي و احطّم الجليد ..
بتُّ أنهاراً تتوزعني أفكاري وترميني إلى بحارٍ ذائعةَ الصيت.. كم منه رجلاً فقدَ ناقتهُ وترجّلَ في صحراء رملها مهين.. اعتدى على الناس أن يُفهمهم غصب عنهم.. أن يعلّمهم بعض اليقين .. أن يكون بينهم فاقد ٌ للصوابِ شيطانٌ مثير..
أحبّه أكرهه كيفما كان .. يطفئ ضوئي .. ألعنُه .. أنّه بئس الأيّام .. و سبب انعدامي (مرّات).. أني كنتُ من وراء ظهره أستعين بالحظِّ والفرص والشيء الثّمين.. جاؤوا يعاتبوني قائلين: لماذا خدعتِنا وأنتِ على علم مسبق بلون روحه الحالك الثّقيل .. لماذا حرصت على تهدئتنا فيما دنياه قائمةٌ قاعدة والآتي أعظم و رديىء..
تمردّتُ بابتسامتي وكانت لا تستهين بالقاصي والداني وبكل سافر جاءني بنبإٍ لعين ...
كتبتهٌ بقلمٍ فطين زاده شوقاً إلى آخرته وصار عبداً مخصيّاً في قفصي رهينْ.. رهينُ غرائزي وذكرياتي وأحوالي كأنّ شيئاً لم يصير .. وجاء الوقت يعدُه بمصير.. أنه اليوم عاش وسيبقى في ذاكرتي لبرهة لكنّه تمرّد غلى قارعة النّسيان وقبع يناظر المارقين...
آن أن يستريح
ليش هاليأس كله ، بعد كل ضيق لازم يكون في أمل نطلع ونشوف الضو ونعيش بسعادة
كلامك جميل تالا وقوي ويدل علي علم بباطن الأمور .ولكن كيف ستروضين شخصا مثل هذا الشخص.واضح إنه تحرر من قفصك وحزم حقائبه ورحل وإلا ماكان كتبتي هذا الكلمات .نندم علي الأشياء بعد فقدانها ولانعرف قيمة الأشياء والأشخاص إلا بعد رحيلهم.فعندما نفقد الأمل برجوعهم إلي القفص نبلش بالنقدواليأس والندم والشتم وأشياء أخري.
يبعتلك الهنا حاسيس حالي مالح أرجع من هل السفرة الا محمل سامحونا يا اهل الجيرة