بسم الله الرحمن الرحيم
أمي
أنتي روح السلام وأية الرحمن في العالم الفوضوي ....... لينتظم بك يا أمي
علمتني التجارب أنك أوفى مخلوق على وجه الأرض
وعلمتني الحياة أنك نبع العطاء . وأنني كنت أناني جدا . ومتسلط جدا . ومستبد جدا . ووصولي جدا معك .
والعجيب يا أمي أن ظلمي لك كان يسرك .
كم كذبت عليكي . وكم استغفلتك وتعاملت معك على أنك لا تفهمين ما أدبر .
كم كنت ناكرا للجميل . وكم كنتي متسامحة معي .
في ضنك العيش ومحنة الوقت العصيب والمرض والهموم كنتي لطيفة جدا معي .
كنتي تضمدين جراحي . وتشعرين بألمي ولا أشعر بك وكأنك لا تمرضين أو تتعبين . . وحتى لا تأكلين ولا تحتاجين شيئا .
همك أنا . وهمي أنا فقط . ولم تكوني يوما همي .
أنا مخلص ومتفاني عند رغبات أطفالي وزوجتي . وبشوش جدا ومرح جدا مع أصدقائي . ولا أطيق كلمة واحدة منك . وإن صدف وطلبتي مني شيئا تأففت وتذمرت وذكرت موانع عدم تلبية طلبك وتعذرت بعصبية ونفور . وكنت تتراجعين عما تريديه . بكل رحابة صدر . !!
كنتي تخفين عني ألمك وتظهرين البشر في وجهي . ولقد كنت عبوسا متجهما دائم الشكوى والتململ أمامك .
يدك الرحمانية تمسح على رأسي ..( رأس التمساح ) .. الذي يعيش على هيئة بشر .
من أنا دونك . وما هي قيمتي دون رجليك . وهل كنت لولاك . أي متنمر أنا وأي غبي يخسر فرصة العمر الوحيدة ليبر أمه و ليرد بعض جميل المرأة التي أعطته كل حياتها .
ولن يستطيع مهما فعل ..
كانت يدي تسبق يدك إلى اللقمة فتتركيها لي بكل سرور .
وكنت أحب أن أخذ ما بيدك .
كم كان يحلو لي ما بيدك فتتنازلين عنه لي مهما غلى ثمنه ومهما عظمت أهميته بالنسبة لك ..
لم أكن يوما واحدا في حياتي أحمل همك أو أفكر بك . بل كنت أتصل بك هاتفيا لكي أرفع الشعور بالذنب عن كتفي . وكنت أظن أن الاتصال هبة ومنحة مني لك ..
لم أفكر يوما أنك تتعبين ويضيق صدرك .
هل تشعرين مثلنا يا أمي !! ,
ألست مصنوعة من البلاستك لا تمرضين ولا تشعرين بالضيق .
عجيب أنا .. أم أنك عجيبة أنتي ..
حري بي أن أضع رأسي تحت قدمك . وأن أشرب منقوع قدميك لأشفى من عقوقي .
حري بي أن أعود فأرتب حياتي من جديد على أن تكوني أولا .. ومن بعدك يأتي كل الناس (أبني وابنتي . أخي وزوجتي . عملي وحياتي . وأنا نفسي) ...
فلولاك ما كنت شيئا يا أمي ..
اللا منطقية تزعجني جدا وأظل ساعات ألقي محاضرات وأتذمر من موقف ليس فيه منطق . أو مخالف للمنطق . عجيب . أنا كلي لا منطقي معك ووجودي عبثي ولا قيمة لكل ما أفعل لأنك لست فيه .. ولأنني وضعتك على هامش حياتي وأخر اهتماماتي ..
الظلم يتبعك ممن حولك . حتى من أخوتك . وأبنائك . وبناتك .
أمي أنا كلي لك .. أنا عبدك . فلا تعتقيني ما أحلى العبودية بين يديك . وما أعدلك .
أمي أسعد الله أوقاتك .
من لا يشعر بوجود أمه فهو ذو قلب متحجر
الأم وطن كبير
عزيزي القارئ :
لم تفت الفرصة بعد لتتقرب من أمك وتكون لها الابن البار . فتنعم وتقر بك عيناها .
لم تفت الفرصة بعد لتكون رجلا مكتمل الرجولة حين تقدم أمك على كل شيء في حياتك .
لم تفت الفرصة بعد لتكوني سيدتي أما لأمك حين تكبر بين يديك . فكأس الحياة مريرة وما نسقيه لأهلنا سيجرعنا إياه أطفالنا .
لم تفت الفرصة بعد لترد جزءا من مليار جزء من فضائلها وفضلها عليك .. وأكثر .
عزيزي القارئ لأنني أحبك أنصحك
ولقد نصحت نفسي أولا
والسلام
محمد عصام الحلواني 3/7/2011 صباحاً
في الأزمات ... في قمة الفوضى التي تعجُّ العالم...تبقين أنت يا أمي ملاذي..و...كم أنك الأوفى..؟!..وياقلمك ما أبدعه.. ياسيدي...سلمت...شكرا سيريانيوز..شكرا لاحتضانك أجمل المواضيع..
عنجد مافي اغلا من الام .. انا كان عندي رفيقة صرلي بعرفها 11 سنة وكنت دايما قول انو مافي شي ممكن يفرقني عنها .. كنت كتير بحبها ولهلأ بحبها.. بس الي صار انو اتصرفت بطريقة مهينة مع امي وقللت من احترامها .. وقتها قررت دغري قلها الله معك لانو مافي اغلا من الام .. الام وبس .. عطوني رأيكم يا شباب ويا صبيا .. أنا معي حق ما هيك ؟؟؟
فعلا عنا ثروة ماحاسين فياوالحياة مانا طويلةخلينا نستغلهافما نتأخر لنرد الحب بحب بالعامية بقولوا(لي ما عندو ميمةينصب بالتل خيمة)الله يخلي امهات العالم كلها
عزيزي محمد مشاعرك رائعة وأسلوبك متقن لا تبخل علينا بمزيد من العطاء ووددت اخبارك بأنني كنت انشر سابقا باسمي الكامل تغريد محمد لو احببت الاطلاع على خواطري السابقة لان رأيك اصبح من الاراء المهمة شكرا