الفقير سيبقى معدما سواء جاء فلان أو علان الى الحكم والفقراء هم الأكثر التصاقا وتقديرا لقيمة الارض ربما لقربهم منها اقتصاديا حيث ان جيوبهم مسح على البلاطة او لأنهم يعيشون على خيراتها مباشرة ويقدرون معنى فقدانها ولكن البعض يستخدم فقرهم لكسب قطعة من الكعكة حين ينظر البعض ان الوطن كعكة ومن حقه الحصول على نصيبه منها فلا يترك وسيلة لاستخدام الفقراء او الاستعانة بقوى خارجية لتحقيق أطماعه في تسمين ارصدته وتحسين موقعه وموقفه إلا واستعملها
وإذا كنا في معرض الحديث عن الحرية فقد اشتكى رجل لصديقه من ضيق المكان وانعدام الحرية وهو متزوج وأب لعشرة أطفال ويعيش مع زوجته وحماته ولديه بقرة وحصان وحمار وبعض الخراف ويسكن ثلاثة بيوت من الطراز القديم الواسع بيت له ولزوجته والبيت الثاني لامه وحماته والأولاد العشرة والبيت الثالث وضع فيه المواشي وهنا سأل الصديق إذا قمت بتنفيذ تعليماتي كما أقولها ستستفيد فتعهد الرجل بالتنفيذ وهنا اشار عليه الصديق بأن يقوم بتقسيم البيت الذي يسكنه مع زوجته وهو عبارة عن غرفة واحدة واسعة الى ثلاثة اقسام وان يسكن امه وحماته والأولاد في قسم والقسم الثاني للمواشي والقسم الثالث له ولزوجته
وبعد اسبوع التقى الصديقان وسأله عن الحال فكان الرجل مضغوطا من مشورة صديقه فقال له حسنا يمكنك الآن ان تعيد المواشي الى مكانها وتبقي امك وحماتك والاولاد والتقى الصديقان بعد اسبوع وكانت الإجابة انه شعر ببعض الراحة والحرية بعد أن عزل المواشي وهنا قال له الصديق يمكنك اليوم أن تعيد أمك وحماتك وابناؤك الى مكانهم الأصلي وفعل الرجل وعند التقاءهما بعد اسبوع كان الرجل في منتهى السعادة وقال لصديقه انني اعيش الان في جنة واسعة لم اكن اقدرها بعد ان ارجعت الوضع الى ما كان عليه ومن هنا سؤال لكل انسان لا يقدر قيمة الوطن الذي يوفر له الدراسة والعلاج والحياة بحرية وكرامه ويريد حرقه والجلوس على التله ليراقب بغباءه ما فعل بالأم الكبرى حين بادل العطاء بالجحود والحنان بالعقوق والوطن اساس كل شيء للإنسان ولا نقدره بما يستحق ونستهتر بقيمته الحقيقية والمشكلة والخلل في سكان الفلل الراغبين في الفوز بنصيبهم من الكعكة