syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
ذهبٌ لا يخبو بريقه... بقلم : ماجد الياس

من يحلق في الفضاء عالياً يرى روعة وجمال سورية ومن يغوص في أعماق نسيجها البشري يعرف لماذا سورية هي بلا شك مكون طبيعي بين الأرض والإنسان يكاد يكون أزلي الوجود لولا أن علم التاريخ قدّر عمره.


إنه جمال ما بعده جمال وإن كنّا نرى بعض ما يعكر صفو هذا الجمال لأننا لسنا الوحيدين في هذا العالم فنحن بلا شك نؤثر في محيطنا ونتأثر به ومن يظن أننا وحيدون في هذا العالم فهو يلامس الخيال ويتجرد من الواقع.

 

لقد تعالت في الآونة الأخيرة بعض الأصوات التي تندد بالفساد وتطالب بالإصلاح مستعملةً بعض العبارات الفضفاضة التي في معناها الفلسفي يجب أن تكون محددة بأطر وقوانين تحدد لها ضوابط وصيغ تناسب كافة شرائح المجتمع ولا تتعارض مع الثوابت الوطنية والقومية التي هي سر منعة سورية وقوتها.

 

وهنا لابد لنا أن نفصل بين الإصلاح وعملية محاربة الفساد لأن الإصلاح هو عملية تطوير للأنظمة والقوانين والعمل على تنفيذها أما الفساد فهو حالة اجتماعية يشترك بها الجميع لأنه أي الفساد ينمو ويتطور مع تنامي البيروقراطية وضخامة الأعمال الورقية وحاجة المواطن لكثير من الوقت لإنجاز معاملاته يترافق ذلك مع ضعف في القوة الشرائية للمواطن العادي مع ارتفاع في الأسعار بما لا يتناسب مع دخل الفرد الذي زادت متطلباته مع التطور الصناعي والتكنولوجي الحاصل والحاجة إلى توفير مستلزمات الحياة التي لا تخلو من الرفاهية.

 

والخطر الأكبر يكمن في حالة الطمع التي يصل إليها البعض عندما لا يكتفي بتأمين متطلباته في الحياة وينظر إلى المستقبل بغية توفير رصيد مالي قابل للتضخم كلما زاد طمعه وجشعه.

ومن هنا نجد أن محاربة الفساد هي برنامج توعوي يتطلب جهداً كبيراً وزمناً طويلاً وتطويراً إدارياً في الجهات العامة تخفف من ضخامة الأعمال الورقية وتقلل الإحتكاك بين المواطن صاحب الشأن والموظف المسؤول عن التنفيذ.

 

إن تنفيذ عملية الإصلاح ومحاربة الفساد لا يصعب على أبناء سورية لأنهم بمكونهم المتعدد الأطياف يشكلون شعباً عقائدياً ينبذ التطرف ويسعى دائماً إلى اللحمة الوطنية وإن هذا الشعب العظيم وصل إلى أكثر من التعايش السلمي لأنك تجد أنه شعب يحب بعضه بعضاً ويتداخل ويتكامل دونما النظر إلى فروعه الطائفية والإثنية.

 

2011-07-17
التعليقات