كلنا نلتقي بعشرات الأشخاص كل يوم وليلة .. منهم من نختلط معهم بمصافحة وسلام ومنهم من نتعمق معهم في أحاديث وحوارات .. و كثيراً ما يتخلل هذه الجلسات و الحوارات شيء من الاستفسار .. فالاستفسار في سياق الحديث عن شيء ما لا يفسد الحوار .. لكن الجواب المفعم بالسلبية هو من يفسد الثواني والساعات التالية لإجابة السائل ..
لا أدري لماذا دائماً تكون أجوبة أسئلتنا سلبية ومخيبة لآمالنا .. - إلا من رحم ربي - ..
يقول القدماء: الكلمة الحلوة تخرج و السيئة تخرج ..
أما ما يفسر إجابة الناس بالسلبية الطليقة فهو قول أحدهم : قالوا لسلبي لماذا لا تصبح إيجابي فقال يصبح لي اسمين ..
كثيراً ما أعيب الجواب السلبي الذي يرد به بعضنا على سؤال الآخر فما بالك بمن يرد على سؤالي وسؤلك بسلبية خاطئة ..
أين نحن من بشروا ولا تنفروا . . ؟ وأين نحن من يسروا ولا تعسروا . . ؟
السلبية على كل شفاه .. :
تسأل الطبيب عن وضع قريبك النصف مريض فيقول محمراً وجهه وعاقداً حاجبيه لو تأخرتم دقيقة لمات بين أيديكم .. ترى من الضروري أن يتحفنا بكلماته العذبة .. وما ضره لو حمد الله وبارك بالسلامة وتبسم ودعا بتمامها .. ؟
لماذا نعسر حركاتنا وحركات من حولنا وكل ذلك بكلمات لا نلقي لها بالاً نقذفها من ألسنتا..؟
لماذا أخبار السوء تصل بسرعة بينما يتعثر وصول المبشرة والجيدة منها..؟ لماذا لا نجمل الخبر السيئ أو نحذفه أو أقلها أن نأخره عله ينقلب ويتبدل .. ؟
لماذا نسمع خبر وفاة فلان حتى قبل أن يمت بدقائق وربما بساعات..؟ و لا نبشر أحبابه بقصص نخترعها عن أشخاص عادوا من على فراش الموت وكملوا حياتهم .. ؟
وغيرها الكثير من الأسئلة التي نطرحها على بعضنا كل يوم ..فصيغة الأسئلة تتعدد و ليس لجوابها سوى صفة واحدة :
السلبية .. فهل يا ترى صعب نطق الإيجابية بهذا الحد الكبير. .؟ أم ما زلنا نجهل أن لكل شيء وجهين ؟
لما يتم نقل الأخبار السيئة عن سوريا ،ولايتم نقل الأخبار الحسنة ؟ لماذا تتعمد بعض القنوات تجاهل النواحي الايجابية ؟ في كل بلد في العالم يوجد الايجابي ويوجد السلبي ،فلماذا يتم التركيز على السلبي فقط ....الجواب :هذا نوع من التحطيم المعنوي المدروس .