لا تصدق أحداً عندما يقول لك: كم أنا سعيد بترك وطني..!؟..
حتى ولو كان مغترباً بوطنه..!
فالوطن جزء لا يتجزأ من الرّوح.... ترافقنا أينما ذهبنا تُكلّمنا ونتكلّم معها بدون أن يحسّ أحد غيرنا بها... ونكابر حيناً أن ثمّة شيء لم يحدث....لكنّ الأيام.... وذكرياتها ...تثبت أن لاشيء أغلى من وطن اعتدت عليه واعتاد عليك, ارتشفت منه خصوصيتك وعاداتك وأمانك وسعادتك ... فتقول : آه ما أجمل كل شيء يأتي من الوطن... ونكابر..نكابر...
أعددتُ حقائبي بغنج طفل حصل على لعبة جديدة..!.. بفرح فتاة تُزَفُّ لحياة جديدة... لم أكن أترك وطني كنت أترك عالمي المشوّش, الذي كنت أفتقد فيه للرّاحة والحبّ والحنان... لقد أرسل الله لي إشارات لم أنتبه لها!.. عندما تأخر جوازي في السفارة كثيراَ وكانت إقامة زوجي تنتهي في مدة معينة وبتوقيت معين في دولة شقيقة وهكذا تأخر الجواز وكنت مستاءة كثيرا...,كما وحصلت خربطات في مواعيد الطيّارة ومواعيد نهاية الإقامة فاضطررنا للسفر برّاً..؟!..إلى حدّ ما أتى الجواز عندها امتلكتني فرحة غامرة.....
تركت وطني وخلّفت ورائي أجمل لحظات العمر, أجمل تربة تطهّرت بها وافتخرت بالمشي عليها تركت وطني وتربته الغالية, لم يعد بالإمكان رؤية الأشياء تتحطم بدون أن أستطيع تحريك ساكن...
لم أكن متشبثة بشيء في وطني .... وخصوصاً أنّي تخرجت جديداً من جامعتي... وكان مجال اختصاصي يتطلب بحثاً وسعياً ... وراء من يتبنى أفكاري.. .. وكتاباتي... والحقيقة أني لم أحاول.... فتجارب أصدقائي قدمت لي كأسا مريرا عن التجربة....
لقد استقلّينا سيارة بسائق مختص بالسفر إلى أطهر أرض ... إنها أرض الإيمان... لا أستطيع تجاهل الحديث عن سائق السيّارة... فهو يمتلك كل المواصفات إلاّ مواصفات سائق مسافات طويلة.... فهو في الستين من العمر لديه مشاكل في القلب ومرض السكري.. وأمراض أخرى لا أستطيع أن أصفها سوى أنها أمراض الشيخوخة.. واكتشفنا ذلك في منتصف الطريق...... ولكن مثل هذه المواصفات لا يجب أن تكون مواصفات سائق مسافات طويلة... لما يتطلبه ذهنه من حضور شديد.. أثناء القيادة... سلّمت أمري لللّه.. واتكلّت عليه ورحت أراقب الطريق كسائق سيارة يسوقها نظريّا..... ولقد كنت خائفة من أن يصاب السائق بشيء على الطريق ويتسبب بموتنا جميعا... يا أخي تبقى الروح غالية...
نترك وطننا ونسافر كفتاة تُزَفُّ وتترك بيتها الأم... فتشعر في البداية بقليل الحنين إليه.. ثم ما تلبث أن تدرك كم كانت أيامها فيه أجمل أيام العمر.!.. وأشدّها نقاوة..!.. ففيها مرتع الطفولة والشباب فكيف إذا كان الزفاف إلى الغربة....
كيف لنا أن نغترب.؟!.. ونحن من نحبّ الألفة والأصدقاء...هل هو قدرنا الذي قادتنا له أوطاننا الحزينة الضائعة..؟...هل هي مصائرنا التي صنعها لنا وطننا ... الحزين..؟
لقد كان الطريق جميلا في البداية أول مشارف الخروج من مدينة درعا الغالية, لأن الخضرة ملأت الأرجاء, كانت أول مرة أرى فيها درعا الجميلة لقد سمعت عن جمالها من صديقاتي المخلصات, ورأيتها في عيونهن التي امتلأت بالإيمان والحب... آه ما أجملك يا درعا..!.
وعندما وصلنا إلى الحدود مع الأردن امتلكني شعور غريب موحش كمن يفقد أجمل سنين عمره ويرميها خلفه, رافقني هذا الشعور في طريق الأردن القاسي .. الأردن.!. الذي قرأت عنه في كتبي فأخذت الذاكرة تستعيد كل ما قرأته من معلومات عنه, لقد خطّ الجغرافيّون عنه أشياء ما كانت إلاّ وصفاً بارعاً و جميلاً...
وهكذا سرنا في طريقنا مخلّفين وراءنا أجمل ذكريات العمر الرّائعة, ذكريات الحب وذكريات البراءة وذكريات الطيبة والفرح ..
وعندما دخلنا أرض الإيمان غمرتني سعادة وقلت في نفسي ها ها؟! لقد وصلنا لم أعلم أن أرض الإيمان غامرة بالصحراء ... لقد تكبّدت عناء السفر كثيرا... تذكرت أمي الحزينة التي كانت تسعفني في لحظات الامتعاض ولحظات التعب ولحظات كنت أتمنى أن أرتمي بحضنها...
لقد كان كل شيء حولنا رمل برمل وصحراء قافرة موحشه لقد خطر ببالي حينها رجال غسّان كنفاني في قصّتة (رجال تحت الشمس) كيف أنهم لم يدقوا جدران الخزّان ؟..خشية أن يسمعهم من في الحدود ويمنعهم من إكمال هروبهم من وطنهم فلسطين إلى العراق وماتوا بعد أن كوتهم حرارة الشمس بدون أن يطلبوا من صاحب الشاحنة التي تحوي خزان وقود فارغ كانوا فيه ولو استراحة قصيرة تزيح عنهم حرّ الطريق ليكتشف صاحب الشاحنة بعد وصولهم إلى العراق أنهم ماتوا جميعاً......!.. لينهي الكاتب قصته بقوله: لماذا لم يدقّوا جدران الخزّان؟ لماذا لم يدقّوا جدران الخزّان؟!
ولكنّي دققت جدران الخزّان كثيراً ورحت أُعرِب عن ضيقي وقلت لقد تعبت كثيراً تعبت أريد أن أرجع إلى بيتي ووطني لقد ضحك زوجي... ولم يسعه أن يحضنني فنحن في أرض الإيمان وممنوع البوح بالحبّ..!؟..
إنّ تلك اللحظات القاسية التي تكسر روتيننا وتجعلنا نتشارك في صعوبة الحياة ومرارتها لنغيّر مسار حياتنا ونصنع مستقبلاً زاهراً ... هي من تصقلنا وتقويّنا لندرك أن الأقوياء لم يأتوا من فراغ....وأنّهم وحدهم هم من ينبغي ألاّ نبكي عند مماتهم فهم أقوياء....
بل وكما قالت سيدتي الفاضلة أحلام مستغانمي هم من ينبغي أن يستيقظوا ليقدموا العزاء لنا بفقداننا لهم ...
في بعض من كتاباتنا فضح لعيوبنا... ولكنها أيضاً جرأة... فالناس جميعا لديهم عيوب وأشياء متشاركة مع الجميع لكن الرغبة في تجميل صفحاتنا تجعلنا نحاول دوما إخفاء عيوب قد لا تكون عيوبا بل صفات مشتركة بيننا جميعا....
سلّمت أمري لله واتّكلت عليه فرجعت الفرحة قليلا, ولماذا لا أكون سعيدة؟! وأنا من اخترت ذلك لقد حدّثني والدي عن آلام الغربة وحدثتني أم عريسي عنها... ولكن الشباب يحب المخاطرة ولا يأبه لنصائح الكبار ولا لتجاربهم والتي هي كمدارس ثمينة لن نكتشفها إلاّ عندما نكبر ونبدأ نفكر بنصائح سنورّثها الى أطفالنا... ونصعق بلا مبالاتنا تجاه كلامهم....وسنصعق لاحقا بلا مبالاة أطفالنا عندما يكبرون لنصائحنا...
ها أنذا أخبركم بقصّتي وأبوح لكم أيها الأصدقاء...
... آه ما أجمل البوح؟! انه جميل عندما يعلن التحرر لشخص آخر يستطيع قراءته, البوح هو عندما تعلن الكلمات فك قيودها وتحاول الخروج من حصارها, فيرتاح القلب ويعلن انتصاره على أنينها الذي لطالما خاطبها وخاطبته سرّا...ونغّصت عليه نومه وأقلقته..
عادت الفرحة التي راح خطّها البياني يخطّ مابين هبوط هبوط ..وعلو شاهق ليبدو كجبل مضحك غريبة هي مشاعرنا كيف تحاور المدّ والجذر؟ كيف لها أن تلبس مليون لباس أحيانا؟ وهل لنواقلنا العصبية سبب في ذلك؟, ربما! فعندما نتذكر أموراً جميلة تصبح بعض هذه النواقل بأوج عطائها ... فيرتفع خط السعادة البياني أحيانا..هل أبدو بكتاباتي مضحكة.!.هل صحيح أنا كذلك...!..؟..
بالحقيقة أنا أحبّ الضحك ... وأعشق المرح ولكن في أحيانا كثيرة كان الحزن ردائي المفضّل هل من تناقض..؟!..
لقد قرأت في كتاب رجاء النقاش (تأمّلات في الإنسان):
( كيف يجتمع الفرح العميق والحزن العميق في نفس واحدة؟
من النظرة الأولى تبدو المسألة غريبة.. ولكن الحقيقة هي أن الابتسام والفرح هما أرقى تعبير عن الحزن العميق...الأصيل.
إن الحزن هو وليد التجربة الكبيرة, والخبرة بالناس والأشياء.. هي دليل على المعرفة العميقة بالحياة.... والمعرفة- على رأي حكيم هندي هي قلق عظيم..
فالإنسان كلما زادت خبرته وتجاربه تبين أن الدنيا تنطوي على مأساة ... كل شيء يفلت من اليد ويضيع... الزهور تذبل والوجوه الجميلة تتغضّن ...والعواطف الحلوة والأطفال والأصدقاء كل شيء له محطة يقف عندها ويتلاشى ويذوب..
نضارة الشباب تبتلعها خشونة الشيخوخة وجفافها.. الحب تقتله العادة والرغبة في الامتلاك والتظاهر والمشاغل اليومية الصغيرة..
الصداقة تخنقها أنانية الفرد وحرصه على نفسه ومصالحه.. الشهرة والثروة تصبح كلها ذات يوم عديمة النفع عندما تتساقط الأسنان ويرتجف البدن ويمشي الإنسان مستندا على عصاه فلا تكون لديه القدرة على الاستمتاع بشيء...)..
هذا ليس مديحا بالنفس... بل توضيحا لعمق الحزن...
وفجأة وإشراقة الأمل تعلو وجهي لتكشر في وجه وحشة الليل ..ليل سفري في أحضان الصحراء اتّصل بنا أخي العزيز أو ربما كانت رسالة عبر الجوّال : تقول : كيف حالكم؟ هل أنتم بخير؟! هل وصلتم؟! هل تريدون شيئا؟ هل أنتم بحاجة إلى شيء؟!
لقد كانت الرسالة بمثابة شهيق منعش بعد حمّام مثقل بالبخار...
امتدّ السفر مابين يوم ونصف... وعندما وصلنا إلى بقعة مرادنا كانت الشمس قد أعلنت شدّتها ولظاها ناسية كل ما كانت تنعم به عند أول بزوغ لها.... وآخر خيط لها... كم هي مضحكة شمس أرض الايمان؟! فهي موحشة وحارقة لكن سرعان ما تدخل البيت لتنسيك المكيّفات لظاها وحرّها الموحش... ..هل صحيح ستغيّرني الغربة وتجعلني امرأة من نوع آخر؟!...
ربما ؟!.. يا ترى ماذا ستفعل بنا الغربة..؟!..
يقول توفيق الحكيم في روايته (عودة الروح):
(ان الحياة تصنع المأساة .... ولكن الفرح والابتسام هما الشيء الذي نخلقه نحن لنرش الماء على النار...ونبني أسوارا حول العاصفة التي في داخلنا حتى لا ندع لها ان تدمرنا وتقضي علينا..وهي قد تدمرنا حينما تدفعنا الى الانحلال او تدفعنا الى الاحساس بأن مواقف الحياة متساوية وان العمل والجهد لا قيمة له مادامت النهاية واحدة ومعروفة...)
ماذا فعلت بي الغربة ....
يتبع.....
شكرا لكل من علق وأبدى رأيه... وان اختلفنا بالآراء هذا لايفسد للود قضية .! كنت كتبت الجزء الثاني وقد يحتوي على اجابات لبعض من تساؤلاتكم! شكرا مرة أخرى لأوقاتكم الثمينة التي منحتموها لمساهمتي !شكرا موقعي المفضل الأول سيريانيوز..
بتقديرك لو كانت غربتك في مكان آخر في بلد يحترم فيه الإنسان كإنسان.. يحترم فيه الإنسان لدرجة أنه قد ..قد تستطيعين اكتساب جنسيته هل كانت معاناتك كما عبرتي عنها أم أقل ؟ و بالنسبة لرواية توفيق الحكيم هل يفسر استشهادك بها كنوع من التبني لرأي الكاتب ؟ إذا كان كذالك اسمحي لي أن أختلف معك فالحياة مصممة لتكون سعيدة و الحياة لا تصنع المأساة نحن نصنعها.. في النهاية لا مفر من شكرك على مساهمتك الرائعة .. مع التمنيات لك بالنجاح
ماذا فعلت الغربة بنا ام ماذا فعلنا بالغربة من نجاح الى نجاح "وبعدين" لمين هالنجاح؟
سافرت أكثر من مرة برحلة قصيرة برا سوريا وبطريق البر وطريق طويل وبطريق الرجعة ولما كان يغلبني النوم كنت اصحى ع ريحة هوا سوريا بس نقرب من الحدود بجد هوا سوريا غير أرض سوريا غير وشعب سوريا غير /حبيبتي هيفاء انشالله بترجعي لوطنك وبلدك بالسلامة والفرح والسعادة انتي وعيلتك
شكرا لك صديقتي على غربتك التي أعطت نوراً يضيئ ليالي الظلمة الحالكة وصدقيني أصعب من الغربة خارج الوطن هي الغربة داخله والعيش مع أناس يحاولون تقطيع وطنك إلى أجزاء وهمية بقوة البلطجة والانفلات الأمني حماك الله وحمى سوريا وأعادك من غربتك الخارجية وأعادنا من غربتنا الداخلية
هل ألمح ولادة روائية جديدة في عالم الأدب _ شكرا جزيلا لاحساسك ولمشاعرك_
ونعودي لتعدي كم يوما بقي لتعودي للحياة التي تحبين ولو لفترة قصيرة عندما تجدين اولادك لاينتمون الى البلد الذي تعشقين والى اهلهم المرتبطين بهم بالدم وقد يحبون بلاد الغرباء اكثر ويحبون الاقرباء الغرباء اكثر ويؤلمك هذا وقد لايحرك عندك ساكنا ان تجدي ابنك قدتعلم في مدارسهم رسم علمهم وراح ينشد كل يوم نشيدهم الوطني ويحمل افكارهم فاعلمي يا عزيزتي أن هذا بعض مما فعلته بك الغربة نصحيحتي لكل اصدفائي في الغربة ان يجاهدو حتى لاتكون حياتهم من الغربة الى التربة والسلام
آسفة للاطالة.....عندما يصيب بلدنا الحبيب أي مصيبة داخلية أو خارجية وتصبح سوريا الحبيبة كمريض بوباء مستعص ومعد وكأن أهلنا وأخوتناممن فيها لايربطنا بهم سوا دقائق على الهاتف لنطمئن عليهم ونلغي الاجازة خوفاعلى انفسنايعني ياروح ما بعدك روح والبلد بتروح بتبقى العوض بسلامتنا المهم نحنا هون عم نعد فلوووووووووس عندما تجدي السنين مرت وانتي تنتظري يوم نزولك لبلدك لتتنفسي هواء الشام وتداعبك نسماتها وانتي في حضن امك ويمضي الشهر كيوم مع أهلك وتعودي للغربة التي يمضي اليوم فيها كشهر يتبع
عندما تطغى المادية على كل ما تملكينه من مشاعر وأحاسيس مرهفة وتصبح المولات مكانك المفضل للاستمتاع وتعتادي البعد عن أهلك واخوتك وأعزالأصدقاء أو تعتادي البعد عن زوجك الحبيب ولو لفترة قصيرة عندما تمرضي لاقدر الله ولا تجدي أحدا ممن كانو الى جانبك في طفولتك عندما تصبح أحدث موديلات السيارات والماركات والشغالات والأكلات والجمعات النسائية ووووووووكل ماهو مادي هو كل اهتمامك عندما تعلمي أن أحدوالديك يعاني المرض ويكون هذا خبرا هامشي عندما يموت أحداقرباء وتشعي بكل بساطة انك ستمرين بنفس الموقف يتبع
المحزن هو التفكير الذي أوصلنا لفكرة الوطن وان سالتك يا سيدتي بثقافتك ومحبتك الهائمة لأرضك ... ماهو الوطن ... هل حدود رسمها المستعمر اصبحت نفحة الفرح التي تسكنك ... أليس الوطن هو كل هذه الأرض .. هل خلقك الله سورية أم بشرية ... فعلا العقل الغربي استطاع اقناعنا بان الوطن هو حدود ....ولكن حذار من أن نقنع أبنائنا لأننا عندها سننسى بشريتنا ونصبح سوريون وليس بشر .. وهذا ينطبق على كل امم الأرض لكل شيئ جذر متأصل في التاريخ ابحثوا عن الجذر تهدتوا الى الصواب
في قصّتكِ المستمرّة الأحداث ثمّة خطوطٌ متقاطعةٌ كثيرةٌ مع كلّ من حرمهُ اللهُ من نعمةِ العذابِ في وطنهِ..و لأنّني أعيشُ في غربةٍ في ذاتِ البلدِ الذي قدِّرَ لكِ أنْ تكملي حياتكِ فيهِ فأنا أعي تماماً مقدار الوجع معجوناً بالحزن الذي تعيشهُ روحكِ مهما بلغتْ رفاهيةُ العيشِ في بلدٍ خليجيٍّ يتاحُ لكِ فيهِ كلّ شيء إلا ..التّنفس !. في الخلاصة لا أملكُ إلا أنْ أشفق عليكِ و عليِّ و أتلو عليكِ تعويذتي: الغُربة :أقبحُ امرأةٍ في الكون ، و للأسف حَكَمَ اللهُ أنْ أُصبِحَ و أمسي على وجهها . تحيتي و ( ياسمينة)ل
لان راتبك لا يتجاوز الشرة الاف..هل الهموم اليومية لنا في البيت و المأكل و المشرب و البطالة وكل تفاصيل حياتنا المملة و المقرفة تجعل الوطن قوس قزح ام تلك الصحراء التي ذكرتي؟؟؟قال لي احد اصدقائي المغتربين..الوطن بالنسبة الي شيك مصرفي و سيارة وبيت اعيش فيه وهوملكي وليس اجارا وولد ارسله الى مدرسة يضمن مستقبله فيها ولو صحت فرصتي للكثيرين من العرب لرايتهم كقناديل البحر يسبحون في كل التجاهات هربا من فردوس اوطانهم.
هل سألتي يوما افريقيا واحدا يقطع المتوسط سباحة الى اوروبا بيديه ..ماهو الوطن؟؟؟ وماذا يعني لك؟؟هل تراه ترك جنة وطنه و اهله وغامر بحياته لانه على الغالب لن يصل؟؟لماذا تضحي بنفسك كي تهجر وطنك؟؟؟ ماهو الاصعب..الغربة في الوطن ام الوطن الغريب..لماذا نحتاج نحن العرب و المسلمين فيزا لندخل الى العالم المتحضر..وهل سمعتي يوما عن هجرة اهل السويد الى اغفانستان او اية دولة عربية؟؟؟..هل تزوج احد اقربائك ولا تستطيعي تهنئته باكثر من 500 ليرة او الف ليرا
ونتسائل؟؟؟ هل الوطن قطعة ارض..وكما من الحجارة و الانهار و التراب؟؟؟لها نشيدها و علمها ودستورها..؟ام الوطن امان واستقرار و محبة..هل توجد هذه الصفات المثالية في وطننا؟؟؟ماذا لو اعلنت سفارة امريكا في سورية عن فتح باب الهجرة لنا ؟؟؟من سيبقى في الوطن؟؟؟وهل سنبقى لاجل ما ذكرتي ؟؟هل سجلت يوما على هاتف في اي مركز في بداية التسعينات و لم تاخذيه حتى اليوم؟؟هل منحتي يوما قرضا من بنك كما فعلت انا..بعد مائة كفيل ووكيل..واخذت 100 الف وسددتهم عشرات عشرات في اقل من سنة
هناك خلل في مفاهيم البعض التي وان حاول الالتفاف عليها اعادته اليها احداث لم تكن بالحسبان فالانسان الحاصل على جواز سفر او وثيقة ما لا تعبر عن جذوره ويحاول التنكر لجذوره فالمفترض ان تتنكر جذوره له ولا تعود تراب وطنه مستعد لاحتضانه والاكثر سلبية هم من يتخلون عن الوطن ويستيقظون على حب مفاجىء للوطن لا لينفعوه ويكرموه بل ليهدوا اليه سمومهم وعللهم وافكارهم الموتوره
تجربتي تشبه تجربتك ولكن الاصعب ان تغتربي في بلاد يهمش فيها المسلمون,وتصبح فيها عاداتنا وتقاليدنا بالية بنظرهم, كم اتمنى العودة للوطن واشتاق اليه.
ذكرتني بصديق غالي كان في الغربة وفي غربته سافر إلى مدينة بعيدة عن مكان إقامته وعندما عاد مساء، وجد الثلج قد قطع الطريق ولا توجد وسيلة للوصول إلا السير على الأقدام وفعل ... وعندما أتعبه المشوار اتصل بي، وقد كنت بعيدا جدا، و قال و هو حزين ما تقولينه الآن... أتمنى لو أستطيع أن أراه عل لديه الجواب: ماذا فعلت بنا الغربة؟. شكراً أيتها الصديقة الغالية هيفاء فكتاباتك دائما تمدنا بالأمل... وفقك الله
يقضي الانسان حياته وهو يحري ظنا منه انه يسير نحو الافضل ولكن صدمته الكبرى تكون عندما يكتشف وغالبا بعد فوات الاوان انه كان يجري وراء سراب شكرا لك على صراحنك وشكرا لغربتك ان كانت من صقلتك وكشفت عن هذه الموهبة الخلاقة وانا انتظر بقية قصتك علهاتخبرنا بالافضل عن غربتك واحوالك وعل من اخذ بيدك الى الغربة ياخذ بيدك فيها
في صحراء الازمة التي تعيشها سورية الان، تلفحنا صفحات الاخبار بشمس موحشة كشمس ارض الايمان، ومقالتك بالنسبة لي كان لها تاثير رسالة اخيك..وكما بقيت في الغربة بعد رسالته فها نحن نعود لصحراء الازمة بعد مقالتك..بانتظار الوردة القادمة..
ماشاء الله. الله يعطيك العافية.اصبحت بارعة في الوصف, ساحرة الكلمات, خبيرة غربه.مبروك التألق في الكتابة.
يا لها من رهافة روح لمحتها ترفرف هنا ... أسرتني بعذوبة عباراتك وسلاسة كلماتك.. فسافرت معها بأفكاري بعيداً ... بالتوفيق وسلمت يداك لما نقشته .. شكراً لبوحك التي أمتعتني به..
أتمنى أن تكوني مغندجة في وطنك ( أعجبني استخدام الغنج )
تحيّة للسيد نزار علي على ما قال في تعليقه والله نطق لسانه جواهر مو كل بلاد الاغتراب متل بعضا كتار كتير ببلاد الغربة عايشين باحترام وامان واكتفاء فلو كاتبة هالمقال بشي دولة أوربية راقية كان ما هيك كتبت ومتل ما منعرف الفقر في الوطن هو الغربة وإلاّ الكاتبة بعد كل هالالم ليش لساها بالغربة؟؟؟