syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
رفقاً بنا أيتها الحريّة ... بقلم : لمياء زودة
أيتها الحريّة


أنا مواطنة بسيطة من  مدينة حمص  ليس عندي أي اهتمام بالسياسة ,كنت أعيش أيامي بهدوء,أذهب لعملي  أهتم بعائلتي وتسير حياتي على مهل وسكينة.حتى ظهر اسمك أيتها الحريّة في المدينة وجذب بعض الشبان  لا بل سحرهم وهم بعد في ريعان الشباب  يتوقون للعشق ويقتلهم الفراغ فأقبلوا إليكِ بولهٍ شديد

 

منذ ظهر اسمك في مدينتنا , لم أعد آمن المشي في شوارع  عرفتها وعرفتني من أيام الطفولة , صار الخوف والذعر رفيقا روحي , صرت أصلي يومياً حتى يعود زوجي سالماً  كلما خرج من البيت , أطفالي ويا أسفي على طفولتهم  و قد صار صوت الرصاص موسيقا  مفروضة عليهم  ,داقت  بنا جدران المنزل وصارت أيام اللعب في الحارة من الماضي  , وكيف يلعبون ومع من يلعبون ؟  جارتي العزيزة سابقاً والتي اعتدت أن أشرب القهوة معها ,صارت على خلاف شديد معي   بسببك أنت أيتها الحرية , نسينا العِشرة والجيرة وصرت أخاف على أولادي من أولادها

 

ايتها الحريّة ,أبي عجوز مسكين يملك دكاناً صغيراً في السوق ,قام عشاقك بتكسير واجهته وتحطيم محتوياته   أو تدرين لماذا؟لأن أبي رفض أن يشارك في  الإضراب الذي دعوا إليه

أختي لم أرها منذ أشهر , أتعرفين لماذا؟ لأنها تسكن في حارة  أخرى  والطرقات مقطوعة بحواجز ومتاريس ورصاص وكل ذلك تحت اسمك يا حريّة

أم فراس,  جارتنا المفجوعة  تبكي ليل نهار على أولادها الذين قتلوا بسببك أيتها الحريّة

 

ماذا فعلتِ بنا ؟ وكيف استحوذت ِ على عقول الشباب وصاروا يتقاتلون على نيل رضاكِ, أزلت ِ الرحمة من قلوبهم وأعميتِ بصيرتهم فصار قتل شاب لا يهتم لغرامك ولا أسهل

لأجلك هم مستعدون أن يقوموا بأي شيء وتحت اسمك يتم تبرير الجرائم

أيتها الحرية؟ رفقاً بنا

أيتها الحريّة  من أين أتيتِ إلينا؟عودي إلى دياركِ,لا نريدك

 

 عودي لا نريد أن نخسر أكتر

ولكن أين تقيمين أيتها الحريّة؟ بحثت ُ عن أرض ٍ لكِ , لم أجد , لم يستطع بشرٌ قط أن يراك ِ , هناك تمثال لكِ في بلاد بعيدة لكنهم قالوا لي أنهم شذبوك وروضوكِ في تلك البلاد , وبعضهم قال لي الحريّة كلمة مجرّدة لا وجود لها إلا في عقولنا

 

ما أنت إذاً أيتها الحريّة؟ وهم  ... فكرة ..... خيال.... آلهة.... أم لعنة؟

لا يهمني من أنت ِ ,اذهبي واتركينا بسلام  

تجربتنا معك كانت مريرة   ,وليس في قلبي لكِ سوى الكره

رفقاً بنا أيتها الحريّة

 

2011-07-26
التعليقات
لمياء زودة
2011-07-27 05:20:43
شكرا
شكرا لكم جميعا على مروركم على وجعي الذي اصبح وجعنا جميعا تعليقاتكم الصادقة أغنت مقالتي,والحرية كلمة عظيمة تم تشويهها بممارسات لا أخلاقية فلو كان للحرية عين لترى لكانت ماتت خجلا مما يرتكب تحت اسمها جميعنا نريد أن نصل بسوريا للافضل لكن بدون أن نخسر الاشياء الجميلة في مجتمعنا من أمان ومحبة وتآخي . تحياتي لكم جميعاً

سوريا
يحيى محمد
2011-07-26 23:39:03
الوطن غالي
سوريا الله حاميه سوريا بخير طالما هناك قلم يكتب عن ظلم هؤلاء الناس طالبوا الحرية المزيفة أجمل تعبير قرأته عن الحرية التي يردونها أعداء الحرية وبإسم الحرية قتل ونهب ودمار وهم حريتهم مقيدة للأميركا وإسرائيل الذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولائك هو يبور ونرجع نعيش بخير وأمان وأمن وحريةوكرامة وإن شاء الله بكرى أحلى تعملت ماهي الحرية التي يردونها كلمة حق يراد بها باطل شكرا لك

سوريا
خيال حنظله
2011-07-26 16:22:10
lلموقف
الحرية التي تفجر الكراهيه والفتن وتفتح حمامات الدم وتحول العمار الى دمار وتصادر لقمة عيش الفقير وتحرم الناس الشعور بالامن والامان الذي كانوا يعيشون فيه ولا يقدرونه الا عندما فقدوه وتحمل على درجات السلم من هم غير اهل للمسؤوليه فاي نوع من الحريه يتحدثون عنها

سوريا
ياسر ح
2011-07-26 14:35:50
صبرا"..لمياء
لمياء ياذات الشفة السمراء بسيطة مفرداتك ..عميقة جروحك.. أتسألين عن الحرية..! سأجاوبك ولكن اكتمي السر ..فهو جرح عتيق.. حريتهم المنشودة,هي حقدهم الموروث على الأصحاب الحقيقيين للحرية,ليواروا سوءاتهم المثلومة..خلف هزائمهم.

سوريا
الحمامة البيضاء
2011-07-26 12:13:49
صباح الورد
اذا الحرية مانقدر نطلع من بيوتنا ومانأمن اذا طلعنا انه نرجع سالمين وانه بكل يوم نخسر دماء شبابنا فالله يرحم أيام العبودية التي يحاربونها تلك الأيام التي كنا نسير بالطرقات والشوارع في منتصف الليل لانخشى ما نخشاه في وضح هذه الأيام تلك الأيام التي كنا فيها مرتاحين البال نتعب في كسب رزقنا لكننا ننعم براحة البال والأمن والاستقرار فيالها من بديل تافه لا نريده لا نريده

سوريا
syrian man
2011-07-26 12:07:39
رفقا بنا وارحلي من حيث أتيتي
رفقا بنا يا من يسمونك هولاء بالحرية... زرعو الخوف بيننا بندائهم بالحرية كسروا السيارات والمحال وسرقو ونهبو وقتلو وهم ينادون بالحرية.. يحاولون زرع الفتنة والكراهية بيننا وهم ينادون باسمك ايتها الحرية المزعومة.. ارحلي من بلادنا وارحلي من حيث أتيتي الى تمثالك الملعون فلا تحملين لنا سوى الخراب

سوريا
كلمة الحرية
2011-07-26 09:56:49
كلمة الحرية
لانو كلمة حرية هزت أركان الظلمة ، والحرية عندي ان انتخب بطريقة حرة وان انتسب لحزب بدون فرض ووووووووو .

سوريا
سؤال
2011-07-26 09:54:45
سؤال
ما سألتي حالك لماذا منعت حرية الرأي والاختيار منا طوال هذه السنين .

سوريا
لايهم
2011-07-26 09:45:00
ودي لك
أعجبني روعة الافصاح ومخاطبتك للحرية فأنت تكلميها بلغة رائعة وتشعرين انك تفتقدين لأشياء كانت مؤنسة لك ومحزنة بنفس الوقت. لكن عندما نتعثر بالحرية قبل ان نتنفسها .. فهنا تكمن المشكلة . وعندما يتحول الحاضر إلى مخلوق لايؤتمن والمستقبل إلى رسائل لايتم الرد عليها سنحاول ونقاتل للاحتفاظ بها. لكن دون حلم أو أمل يرجى بعد . الحرية دائما تأتي بأردية غريبة . لتقنعنا بأنها رسالة من الجنة نكفر إذا لم نلتقطها . ياسيدتي اننا نبحث عن حرية (المقابل ) لا نبحث عن مجتمع عدد الممثلين فيه أكثر من االمشاهدين .

سوريا
شامي معتق
2011-07-26 09:12:05
سوريا ياحبيبتي
أنا مواطن من دمشق،من اللحظة التي ظهرت فيها كذبة الحرية والعملي أصبح أقل بالنصف وأصبحت أركض لبيتي قبل التاسعة ولم أر أصدقائي من زمن،وتحول كياني الآمن الحر إلى مقيد وبلا أي حرية،الحرية برأيهم هي التكسير والقتل وإقلاق راحة الناس بمظاهرات ليلية،والحرية برأيهم هي السب في المقاهي عن الدولة وعن بعض الأشخاص وفقد الاحترام وهم جالسون يدخنون الأركيلة،مللنا من الحرية التي خسرنا بها نصف الوطن العربي والنصف الآخر بانتظار.أشكر لك مقالك ومتفق معك بالكامل.وإن شاء الله تعود الأمور مثلما كانت لنبني من جديد

سوريا