كان يجلس مع اصدقائه في مطعم ، كان الجميع يتشاركون الأحاديث والضحكات ، إلا هو بطبعه الخجول يجلس
في مكانه بصمت ، كانت إحدى الفتيات تنظر له وتستغرب صمته وابتساماته الخجولة .
فما كان من هذه الفتاة إلا دعوته الى طاولتها ، فذهب لها بعد تردد كبير ، وجلس ينتظر منها البدء في الكلام ، وبقدوم النادل
سألته : ماذا تشرب ؟ وتابعت القول ، أنا أريد عصير الفراولة وأنت ..؟ وبعد ارتباك نطق وقال أريد فنجان قهوة مالحة
فسألته ماذا !! فازداد ارتباكه ولم يكن منه إلا أن تابع القول للنادل ، أجل أريد فنجان قهوة بالملح ، فسجل النادل الطلب
وذهب ، فسألته الفتاة لماذا طلبت القهوة بالملح ، فقال لها أنه كان يعيش في طفولته بقرب البحر ، والنكهة المالحة في القهوة تذكره بتلك الأيام وما كان فيها من براءة وجمال ، فشعرت الفتاة أن هذا الشاب إنسان عاطفي جدا فتابعت الحديث معه ، واستمر لقائهما عدة أيام .. عدة أسابيع .. ليكون الزواج بعدها ...
مرت الأيام والأشهر والسنين .. والآن .. الشاب الذي أصبح عجوز ممتد على سرير الموت .. وتلك الفتاة التي أصبحت عجوزة تجلس بقربه تبكي .. وهو ينطق بآخر كلماته لها .. بأنه يحبها .. وبأنه لم يكذب عليها في حياته .. سوى مرة واحدة .. فنظرت الزوجة في عيني زوجها .. فقال لها سامحيني أرجوكِ .. فأنا .. فأنا لا أحب القهوة المالحة
وعندما تعرفنا على بعضنا أول مرة كنت شديد الإرباك .. وأخطأت وطلبت القهوة المالحة ولم أحب أن يظهر ارتباكي أمامك .. فأصررت على طلبها ...
حبيبتي .. لقد شربت القهوة المالحة من يدك كل عمري برغم أنني لم أحبها ( ومن سيحب القهوة بالملح ) لكنني لم أحب أن أظهر أمامك أنني إنسان كاذب بشأن طفولتي .. فسامحيني .. الوداع ..
) مما قرأت ...)
قرأت هذه القصة مرة كما قرأتها انت ونقلتها الينا ..هي فعلا قصة جميلة ولكن يبقى السؤال لماذا كذب فعلا ،هل من أجل أن لا يظهر أنه كاذب وأن ماجعلها تحبه وتقبل بزواجه كان فقط مجرد خدعة؟ أم أنه فعلا يحبها حيث لا شيء يجبره على شرب القهوة المالحة طوال عمره ؟اعتقد لو أنه صارحها بعد الزواج بارتباكه وكيف شرب القهوة المالحة من أجلها ،لكانت حياتهم قد تحولت إلى طعم آخر بطعم السكر ،ولكانوا كل مرة يشربون قهوتهم، تذكروا ذاك الفنجان القهوة المالح الذي حول حيتهم إلى طعم آخر وألذ من السكر بكثير .شكرا لك
Its very well done short story and most of all it was titled as "some of what I ve read"
المستحيلات الثلاثة الغول والعنقاء والخل والوفي ..عادة لا أعلق إلا عندما يشدني الموضوع وأشد ما أبغضه المجاملات وقصتك جميلة عزيزي تستحق أن يتوقف عندها المرء ويفكر فيها مطولا ، هل هذا الوفاء موجود؟ هل يستطيع المرء الكذب بشأن ماضيه لآخر العمر وتساؤلات أخرى.. دمت بخير ولا تحزن لقلة التعليقات فكما قال أحدهم الموضوع الجيد لا يحظى بالكثير من التعليقات وشكرا لمجهودك..
بجد رائعة منذ زمن لم اتنقل عبر صفحات موقعي الحبيب واول ما وقعت عليه عيناي وشدني للقراءة هو هذا المقال الرائع.. بجد كتير حلو الاعتراف حتى لو بعد زمن و الاحلى من هيك ان نكون صادقين بعدين حتى لو كانت البداية كذبة