لم اعتد يوما أنا أخاطبك يا دمشق على الملأ فكل همس ونجوى
أما اليوم فانا أصر على البوح بالعتب
ما بال أمي الحنون تنكرت لأهلها أم هم تنكروا لبعضهم تنكروا للحقيقة الدامغة بأنهم إخوة من رحم واحدة
دمشق مل الصبر من صمتي وركوني
السائد الآن أن داءا لعصر القلق وإذا بي اكتشف انه شي أخر لم أجد له تسمية إلى الآن
بعد عجزت كل مصطلحات اللغة العربية عن إغاثتي
إنها سخرية الحياة حين توشك أحلامك على التحقق فتجد أنها لا تعنيك فتدير لها ظهرك وترحل غير آبه بحلم سهرت لأجله الليالي اهو من جاء متأخرا أم أنك مللته ؟؟؟
عندما نقف عند مفترق طرق فتتخلى بلحظة عن كل رموز الماضي حتى لو كان اقرب الخلان
أنه لم يعد يعنينا هو شيء ليس له علاقة بنا وسيشوب مستقبلنا البراق
وكأن الذاكرة تقف في تلك اللحظة لتعلن النسيان أو بالمعنى الأصح الخذلان
اهو التوقيت من خذلنا أم نحن تنكرن المبادئ عشنا نقاتل لأجلها
انه الخذلان.....
عندما تصعق بقدوة عشت العمر تهذي بكل حرف تنطقه كانت المربي والمعلم كانت المنبع الذي تأبى أن تستقي العلم منه
وإذا به ينهار أمامك مرة واحدة دون سابق إنذار كبرج التجارة العالمي و
تنهار معه كل المبادئ التي آمنت بها والمثاليات البراقة التي مافتئت ترددها
يصيبك هذا بزلزال نفسي مدمر لا يبقي ولا يذر
الجيد و الردئ عنده سواء
حتى القيم السامية تتهاوى
واقل الضرر بأنها أن لم تتهوى فقد تصدعت
هذا ما فعلته بنا .
هكذا يا دمشق
من أين لكي هذه القسوة من أين لك هذا البرود والجمود
أتتنكرين لأبنائك وأنت الأم الحنون وأنت الملاذ الأمن للمستضعفين
دمشق أجيبيني
أم أنت مرغمة مثلي على السكوت
لا أدري
من اعصب عيناك عن مشاهد الموت التي ترتكب بدم بارد
من كبل أطرافك عن التحرك لنجدة فلذات كبدك
من أصم آذانك عن سماع الحقيقة
من أغراك بالسكوت أم من أجبرك عليه
انه الخذلان يا دمشق
إلى ياسمينة دمشق الصامدة سلامي............
إلى شجرة الليمون التي ستخرج لنا كل يوم أمثال صلاح الدين ويوسف العظمة سلامي...............
إلى قلعة دمشق الصامدة في وجه كل معتد كل مر الأزمان سلامي
أترضخين يا دمشق
لا
لم ولن تجبن دمشق هي أم الأبطال هي دار السلام هي الكنانة
دمشق مارح توقع ورح تبقى متمسكة بقائدها وبشعبها وتبقى جامعتهم إيد بإيد
دمشق اليوم متعبة وحزينة من كل ماجرى وللأسف لم يعد بوسعها سوى الصمت