هناك ..
في بقعةٍ مباركة .. على كوكبنا الجميل
بلاد تنعم بالعدالة والأمان والشرف ..
لعلها .. في شيكاغو .. في أمريكا .. حيث الرعب والدم قراطية ..
لعلها .. في الدنمارك .. حيث تطول حرية الرأي كل مقدّس ..
لعلها .. في فرنسا .. حيث يباح اغتصاب المنقبات ..
أظن .. لا بل أعتقد .. أنها في كيانٍ صهيوني .. يمتلك حق البقاء ( وحده ) والباقون لا أحد .. بقرارٍ سماويٍ واصطفاءٍ من الله ..
ولأن كل البقاع ( المباركة ) المذكورة آنفًا ..
هي المثال .. والكمال .. والجمال ..
لأنها الملاك الحارس للبشرية جمعاء ..
لأنها الأم الحنون ..
لأنها صاحبة قضية .. ( إنسانيةٍ بحتة ) .. لا صاحبة مصالح ..
لأنها ذات نبلٍ طاغٍ .. وحنانٍ لا حدود له .. وشرفٍ يتطاول إلى عنان السماء ..
لأنها ذات قلوبٍ رحيمةٍ .. رؤومةٍ .. بالغة الحب لكل أطفال العالم .. وبخاصةٍ أطفال غزة ..
لأنها أطيب وأروع وأشرف حكوماتٍ في الوجود ..
كان من واجبها الإنساني الشريف ..
أن تعين الشعوب العربية ( المسكينة ) ..
لذا ... لذاااااا ..
قررت هذه البلاد الكريمة .. بالغة الكرم ..
الرحيمة .. بالغة الرحمة ..
أن تساعد أطفال العرب ( الأبرياء ) .. ونساء المسلمين ( الضعيفات ) .. وشباب الوطن العربي ( الطامح ) ..
فبذلت المليارات من الأموال .. وجيشت الإعلام الخاص .. وتكاتفت يدًا بيد ..
سهرت الليالي في التخطيط .. وأمضت الأعوام في الدراسة ( التآمر ) .. وتداولت الآراء وبحثت عن الحلول ..
لبت نداء ضمائرها الحية .. وأصخت السمع إلى صوت تعاطفها الوجداني
واستسلمت أخيرًا .. استسلامًا منقطع النظير .. إلى أمر واجبها تجاه الشعوب العربية ( الحبيبة ) ..
فقررت .. ( من أجلهم ) .. حصيرياً ..
قررت .. أن تخلصهم من نير استبداد حكامهم ..
لتدعهم هملاً .. أحرارًا .. أفرادًا في سفينةٍ لا ربّان لها .. تتقاذفهم أمواج الفوضى ( الخلاقة ) ..
قررت .. من أجل الشعوب العربية .. من أجلها ( حصيرياً ) أن ( تسقط ) تكسر لها أطواق أنظمتها ..
طوقًا .. طوقًا .. أقصد نظامًا .. نظامًا .. الواحد تلو الآخر .. فبدأت بالعراق .. والسودان .. و .. و ..
وفي نيتها .. أن يعمّ خيرُها العميم العالمَ العربي من المحيط إلى الخليج..
لذا .. لذاااا ....
فالشكر الموصول لك .. أيتها البلاد المباركة الحنونة ..
فمعروفك .. اقتضى هذا التنويه .
ومع ذلك هنالك الكثير من الأغبياء الذين يصدقون هذه الكذبة الغبية المفضوحة ويعتقدون بحب أولئك المجرمين السفاحين للدول العربيةوهم مصدقون بكليتهم أنه لو أتت تلك الدول الى بلادهم فسوف تنشر الحرية والديمقراطية وتعامت عيونهم عما فعله الأوغاد في العراق وليبيا ،أيعقل أن يصل الغباء الى هذا المستوى ؟