أحيانا ً ، أتساءل ، وكثيرون غيري ، لماذا نحن بالذات فاشلون في كثير من مناحي حياتنا مع اننا نملك إمكانات النجاح ، وكذلك ، نادرا ً ما نعترف بذلك ؟!

لا نعترف ، لأن الإخفاق يعني ان من عين في مركزه بالواسطة أو لاعتبارات أخرى لم  تعد تخفى على احد   لا يرضى ولا بأي شكل من الأشكال آن يغيره من تواسط له لأنه أهم إليه من أي اعتبار آخر ، حتى الوطن وللأسف !!؟

وبما أن المهم في نظر هذا المسؤول أو ذاك ، ان تستقيم له الأمور بغض النظر عما يسببه هذا او ذاك من تخريب واضرار في جسد الوطن ، إلا ان المحسوبيات والاعتبارات الخاصة غالباً ما تكون هي السبب الرئيس في هذا التخلف والاخفاق المتكرر!!؟ لكننا للأسف لم نحسب لذلك حسابه ، وقد بدأنا ندفع ثمن ذلك غاليا ً هذه الأيام !! ومطلوب منا ان نصلح ما تم تخريبه بعصى سحرية  ، في وقت لم يعد فيه ثمة عصوات سحرية فعــــلا ً !!

هذا الأمر أدى مع الزمن الى استشراء الفساد والتغاضي عن تجاوزات المسؤولين سواء بشكل مقصود أم لعدم كفاءة !! لدرجة أضحى لا بد فيه من الاستئصال !

وسأتكلم هذه المرة عن الرياضة  وأخص كرة القدم كنموذج عن ذلك ، مع أن ما سأقوله يمكن اسقاطه بسهولة على كل مناحي الحياة من السياسة والاقتصاد الى الخدمات الى أقل شأن في سفر حياتنا اليومي !!

منذ عام سبعين من القرن الماضي ، ونحن ما نزال نمني النفس بالوصول الى كأس العالم ولو لمرة ، لكننا لم نستطع  نحن واليمن السعيد ! لم يبق بلد أو قطر لا يزيد عن حارة في بلدنا إلا وصعد ، إلا نحن !! لكننا كنا متفوقين عموما ً بإرسال برقيات التأييد ، وعقد الاجتماعات وإلقاء الخطب والبيانات النارية !

نعم ، أحرزنا ذهبية كرة القدم في دورة المتوسط عام سبعة وثمانين ، لكن الفريق الفرنسي الذي فزنا عليه لم يكن أكثر من فريق حارة وللأسف !؟

وغير ذلك فقد خسرنا نهائي كأس العرب في لبنان أواخر التسعينات امام فريق يكاد يحبو في عالم الكرة ليس أكثر ؟! وما بعد ذلك ، فنحن الخمسة والعشرون مليونا ً ، لم نكن اكثر من رقم مهمش ، ناسين او متناسين كل هذه الحضارة والتاريخ المجيد الذي بناه ابناء هذا البلد على مر الزمن ! واذا ما استعرضنا اتحادات الكرة المتعاقبة على قيادة كرتنا المسكينة ، فلن نجد إلا ثلة من الانتهازيين المعينين بقرار ، وسواء كان لبعضهم فكرة عن كرة القدم ام لا ، فهم تلاميذ ملتزمون بالتعليمات الصادرة ، حتى لو كان أساس عمل بعض منهم  بائعو بطاطا وباذنجان ؟!

وآخر طب الكيل الاتحاد الحالي ، ففي يوم واحد اصدر اكثر من قرار حول الدوري ما شاء الله ، فتارة  يقرر استئناف الدوري وآخرى يقرر ايقافه ،! وتارة ما يقرر  فيه عدم الهبوط وآخرى  عدم الصعود !! وكل ذلك مبرر لأن الاتحاد اساسا ً ضائع  وربما اختل توازنه بسبب بعض الظروف الحالية ، ولكن ما هو مبرر اشراك لاعب في المنتخب ، لا يحق له الاشتراك !! إلا يعتقد السيد رئيس الاتحاد ان العالم كله يتنظر سورية على غلطة ؟ الم ينتبه الى ذلك حقا ً ؟ فإن كان لا يعرف فهي كارثة ، وان كان يعلم وفعل فهو خائن ، وفي كلتا الحالين يجب محاسبته ومـــن يشد على يديه .

يخطر على بالي احيانا ً القول : انه لو لم تكن الأوضاع كما هي اليوم ، ربما قمنا بتكريم هذا الاتحاد على ما حصل كإنجاز !! هكذا تعودنا !! أما نحن كمواطنين فقد بلغ بنا الأمر مبلغه ، ونطالب المعنيين ان يفيقوا ويتحرر ضميرهم او ما تبقى منه ولو لمر ة، ويقومون بمكافأة هؤلاء بخازوق يفوت من اسفلهم ليخرج من قحف رأسهم ، ليكونوا عبرة لمن سيأتي بعدهم كرمى عيون المدللين وسواهم ممن عاثوا الفساد في هذا البلد الغالي !!