أراكَ في مراحل عمري كلها ....
-لكن فقط في أحلامي-
رأيتكَ تهدهدني وأنا في لفلافتي ...
رأيتكَ تعلمني المشي على قدميَّ في سنَتِي الأولى ...
وبلبلٍ صغير وكتكوت حلمتُ بكَ اشتريتهما لي
كما كان جدي الذي تركتني بين يديه الحانيتين يفعل
رأيتكَ تُقِلُّني بيديكَ الكبيرتين الدافئتين إلى باص روضتي
حتى أني أراكَ أحياناً تزجرني بصوتكَ الرخيم
لكن برفق
حين أجنُّ و أعلن عصياني
رأيتكَ تأخذني في الليل إلى الطبيب عندما اِرتفعت حرارتي
-لكن فقط في أحلامي-
و مرة تدافع عني في المدرسة أمام معلمتي المختبئة التي ظلمَتْني
لكني بعد ذلك نَمَت عندي القوة والجرأة
و لم أسمح بعد ذلك الحين بأن يسيء أحد إلي
أيما كان
لكنّي مع ذلك أبقيتُ على
أنوثتي...
وعندما صرتُ في الجامعة أصبحتُ أراكَ تفخر بي
بأدبي
بشموخي
بلغاتي التي أتقنها
وحجابٍ قد وضعتُهُ حباً لربي
(في الجنة لن أدعكَ تتركني)
تمرُّ الساعات و السنين والثواني و أنا وحدي بدونك
أفتقدكَ في كلّ سنة أطفئ فيها شموع ميلادي
هل ستكون معنا روحكَ الطاهرة في كَتْب كتابي؟!!
و لعينيكَ والدي ستكون عيناه كجمال عينيكَ
و سأقنعه بأن يكون اسم اِبني على اِسمك
سأعلمه حبّكَ مني..
(في الجنة لن أدعكَ تتركني)
أراكَ تدخل إلى غرفتي و أنا على طاولتي
وتقول لي ادرسي بنتاه لا تدعي الزمن يضحك عليكِ
أراكَ تشاركني أنفاس حياتي ..
-لكن فقط في أحلامي-
أسْكنتكَ في قلبي ... فكنتَ له النّبض
وعشتَ في روحي ...فكنتَ لها الفرح و لحن السلام
عيونكَ ملاذي في لحظات وحشتي وخوفي
أرى فيكَ الهدوء و سكينة العلماء و الشيوخ
يا من أرى كل يومٍ على جبينه إشراقة العزّ
ومن عينيه أستمدُّ الأمل و التحدي
ومن وقفته العنفوان
و يبتسم الحبُّ والعطاء على وجهكَ كل يوم
-أدركُ ذلك من الصور-
(في الجنة لن أدعكَ تتركني)
أراني أخبز لكَ عند المساء
صحوناً من البيتزا
فإنّي أعرف أن كثيراً من الآباء يحبونها
و أراني أقدّمها لكَ وأنتَ تشاهد المباراة أو الأخبار
أو, و أنتَ معنا محلّقاً على المائدة
تشرب معنا الشاي
أراني ألفُّ لكَ عند الصباح قبل العمل عروسة الجبن أو الزعتر
في كيسٍ
و يكتب قلمي الصغير على ورقةٍ في قلب اللّفافة
( أبتاه قد طال السفر) ..
أراني أوصلكَ عند كبركَ بسيارتي الجميلة
فقد تعلمتُ القيادة بجدارة, ونجحتُ في الفحص منذ المرة الأولى
أراني امدُّ لكَ سجادة صلاتك
أراني أسوي لكَ ربطة عنقك
و أختار لكَ ثيابك
بعد أن أطلي حذاءك الأسود الجميل
(في الجنة لن أدعكَ تتركني) يتبع....
بإنتظار الباقي أنا , ولكن مهما عبرتي لن تفرغي الذي بداخلك من حب وحنان وشغف وشوق لهذا الأب العظيم الرائع .. الله يرحم ترابه على هالبذرة الطيبة .
أحيي فيكي عزك بوالدك وأنا ما زلت المتابع لكتاباتكي مازلت انتظر المزيد تقبلي تحياتي...
فعلا انك وردة فقد فاح العطر من كلماتك لأبيكي
أراك وأشعر بكل كلمة قلتها فمثلك أنا ولكن الفرق أني قدمت آخر مادة من الامتحان في الجامعة بعد عشرة أيام من وفاته ونجحت لأجله قد أكون أكثر حظا منكِ ولكني لا أنفك أشعر بحاجتي إليه وحنيني الدائمين فقد تعلقت روحي به وأصر أن أدخل الجنة إن شاء الله حتى أراه وأشعر بيده الحانية تطبطب على كتفي وحينها فقط سأرتاح .. الله يرحمن ويدخلن الجنة بدون حساب