إن لكل فترة زمنية نعيشها خصوصيات تميزها عن سابقتها وحتى التي عاشتها الأجيال من قبلنا ونظراً لمتطلبات كل مرحلة نعيشها والتي ترتبط إرتباطاً وثيقاً بهذا التطور الكبير الذي يدخل في كافة المجالات ولا نستطيع أن نقف ونتفرج من دون الإنخراط فيه ومعرفة ما يجري من حولنا وإستخدام هذا التطور بالشكل الذي يخدم حياتنا ومتطلباتنا وبطريقة علمية وعملية صحيحة ..
إلا أن هناك بعض الأشخاص يفضلون الوقوف جانباً وعدم الغوص في بحر التكنولوجيا والتطور ويفضلون الطرق القديمة في عملهم ولو حتى على سبيل المثال إستخدام الكمبيوتر لتنزيل المعلومات التي يحتفظون بها على الورق والدفاتر ويتحججون بأن هذه الطرق القديمة أفضل وأسهل وهم طبعاً يتنكرون لعجزهم على مواكبة التطور مع أن بعضهم وحتى بعد وصوله للعقد الخامس من عمره إلا أننا نجده يتقبل هذا التطور ويواكبه وطبعاً منطلقاً من رغبته بعدم الوقوف موقف المتفرج لأنه يعلم بأن التطور لن يرحمه أو ينتظره ومن لا يريد الإنخراط فيه سيبقى على الهامش مدى الحياة وسيصعب عليه فيما بعد اللحاق به لأن الحياة مستمرة ولا تنتظر أحد ونحن دائماً في سباق معها ومع الزمن ..
وبوجود هؤلاء الأشخاص الذين لا يحبون التطور والتكنولوجيا نجد أولادهم هم من يدفعون الثمن لأن أهاليهم لا يتقبلون أي مظهر من مظاهر الحضارة التي يرغب أولادهم في أن يعيشوها أو يدخلوها إلى بيوتهم وطبعاً يجب أن نعذرهم لأنهم يشاهدون رفاقهم كيف يستعملون هذا التطور ويشاهدون العالم كيف يتغير في كافة المجالات وإذا لم يواكبوا هذا التغيير سيكونوا معرضين للسخرية من رفاقهم ومن المجتمع الذي يعيشون فيه وسيشعرون بنقص في داخلهم وأحياناً سيضطرون إلى مواكبة التطور بعيداً عن عيون أهاليهم وإشرافهم وهنا يبدأ حدوث الأخطاء والتي تصل في بعض الأحيان إلى أخطاء أخلاقية والوقوع في مشاكل كبيرة قد تؤدي فيما بعد إلى الندم ولكن في الوقت الذي لا ينفع فيه الندم أو اللوم وهنا يشعر الأهالي مدى أهمية مواكبة التطور الذي حاولوا أن يبعدوه عن أولادهم بحجج غير مقنعة والتي تتمثل في عجزهم عن فهمه او خوفهم منه وفي النهاية يجدون أن هذا التطور قد دخل حياة أولادهم من دون إستئذان وبطرق مشروعة وغير مشروعة وكل هذا بسبب شعور الأولاد بأن أهاليهم لا يفهمونهم أو يحسون بهم
وبحاجتهم لهذا التطور ..
لذلك يجب على الأهالي محاولة فهم أولادهم وتقبل كل ما يطرأ على حياتهم من تغيير وتطور ومواكبة هذا العصر وكل عصر لأن لكل زمن أولاده ونجد أحياناً أن التطور يدخل علينا من أبواب كثيرة وخلال فترات زمنية قليلة قد لا تتجاوز شهور فيجب أن نكون جاهزين ومتقبلين لكل جديد يطرأ علينا ..
ويجب علينا أن نعلم بأننا لا نستطيع حجب التكنولوجيا عنا وحاجتنا لها وعدم التقليل من أهميتها بسبب عجز البعض عن فهمها أو إستعمالها لذلك على الأقل أن نعطي هذا الجيل وكل جيل الفرصة اللازمة ليكون إبن عصره لأنه حتى في حياتنا الإجتماعية قد تتغير أساليب معالجة بعض المشاكل وحتى ردود أفعالنا إتجاه بعض الأمور وهذا كله بسبب ما يحدث من تطور وربما نلجأ لحل بعض الأمور بأساليب بسيطة لا تقنع أهالينا لأنهم تعودوا على الحلول بطرق مختلفة نظراً لذلك الزمن الذي عاشوه والعادات والتقاليد التي ما تزال راسخة في عقولهم ولكن نحن ليس بالضرورة أن نتقيد بما تعودوا عليه وأنا لا أقول عن العادات والتقاليد الأخلاقية لأن بعضها يبقى مرافقاً معنا ومع أولادنا والأجيال القادمة للأبد ونحن نحترم بعض هذه العادات والتقاليد ولكن على أن لا تقيدنا وكل شيء بإشراف الأهالي ومعرفتهم أفضل من أن يتم من دون علمهم فيجب أن يكون هناك نقاش ومصارحة بين الأهالي والأولاد وعدم التردد والخوف أو الخجل من فتح الأحاديث مهما كان موضوعها لأن الشفافية مطلوبة لضمان نجاح أي نقاش وبهذا لا يبقى هناك أية فجوة بين الأهالي والأولاد ويؤدي إلى تعزيز الثقة بينهم وفهم طريقة تفكير الطرفين لبعض سيؤدي إلى التوازن في العلاقة بين الأهالي والأولاد وأهم شيء تقبل الواقع وما يفرضه من تطور وتحديث في حياتنا حتى يكون كل شئ بإشراف الأهالي حتى يضمنوا دخول هذا التطور بطريقة صحيحة وحضارية لحياة أولادهم وشكراً لكم ...
لعله صراع الأجيال فببساطة قد لا يتفهم الأهل رغبات أولادهم بالخوض في كل جديد من حولهم وبنفس الوقت لا يفهم الأولاد سبب رفض أهلهم لرغباتهم وهنا نقع في مشكلة سوء التواصل والذي برأيي يقع عاتق تحسينه على الأولاد أكثر من الآباء من خلال الوعي لايجابيات وسلبيات تلك التكنولوجيا والاستفادة من ايجابياتها وتجنب سلبياتها.
يجب علينا أن نكون قريبين من ابناءنا فهمهم والتطور معهم ومع الزمن ومحاولة الابتعاد عن الممنوع غير المبرر فكل ممنوع مرغوب واللجوء الى النقاش والاقناع ولا مانع ابدا ان لم نقنع ابناءنا ان نقتنع منهم
الكاتب عهد بدي أقول لك اشي، انه الفكرة ال كتبت عنها حلوة بحد ذاتها كفكرة، لكني لاحظت إنك تكرر ذات الفكرة بكل مقطع جديد كتبته، وهذا الاشي أضعف قوة المقالة ومبقتش كويسة كتير، بتمنى تتقبل نقدي وسلاماتي الك.
لم اعتد يوما ان ارى اسمك ولا أعلق كما تفعل أنت , ما تحلله بمقالتك المنطقية نقطة هامة ومحورية وتصلح لتكون رسالة علم اجتماع أو مقدمة لكتاب بالتوفيق صديقي كعادتي سأبقى بانتظار جديدك
موضوعك رائع جدا ويمكن مفهوم التطور عند الأهل هو أنو نسمع كلامون لإنوهني أدرى منا بكل الأموريعني ما في تشجيع أبدا لذلك أنا بتمنى تتحفنا دائما متل ما عودتنا
كما ذكرت عهد المطلوب فهم الطرفين لبعض والمناقشة والشفافية وأنا أقول بأن الأهل يجب أن يستوعبوا أولادهم أكثر لأن خبرتهم وتجاربهم في الحياة طويلة وعليهم أن يحاولوا بأن يكونوا أبناء عصرهم ليفهموا أولادهم ومتطلباتهم ..
المتألق؛ صديقي عهد...التطور شيء لا بد منه، من الممكن أن يكون بعض الأهالي قد فاتهم ركب الحضارة والتطور، لكن هذا لا يمنع أن يعلّموا أولادهم وأن يحاولوا التكيّف مع ما يحيط بهم...مقالة مفيدة كالعادة..بانتظار المزيد.
أستاذ عهد يسعد مساك والله انك مبدع وتحليلك للفجوة بين التحضر وتكنولوجيا العصر وبين الأباء والأبناء تحليل منطقي وواقعي .. نفعنا الله بكتاباتك ولك مني أزكى السلام
معك حق في هذه الجملة فلكل مرحلة من حياتنا ولكل عصر ناسه وأولاده الذين خلقوا له ليتكيفوا معه وعلى الآباء محاولة فهم أولادهم والتأقلم مع متطلبات كل زمن ومواكبة التطور وشكراً لك لأن مساهمتك قيمة ومفيدة ..
الأسد أو لا أحد الأسد للأبد
لو تعرف ياعهد...حتى أواكب تطور التكنولوجيا ,أتبعت عدة دورات (كمبيوتر,لغة انكليزية,صيانة كمبيوتر)مع ابني لعلمي بأنها ضرورة لابد منها لأعرف ابني ماذا يفعل..وأتابعه خطوة بخطوة..والحمدلله يعمل ضمن الاصول.شكرا لطرحك هذا الموضوع الهام بالنسبة لجيل المستقبل.تحياتي لك
فعلا عهد موضوع جميل يستحق القراءة وفق الله يا عهد يا أحلى صديق وكاتب متألق دوما وبانتظار آرائك وأفكارك الجديدة دوما مـتألق يا عهد