((اقلب طرفي في السماء لعله ..يوافق طرفي طرفها حين تنظر))....عرفنا الحب العذري وتطور معنا بتطور ابطال رسمت صورهم في ذاكرتنا الجمعيه وطريقتنا في تصوراتنا للجمال الكامل و نطرتنا الشموليه للمطلق.
والمطلق بكل تصوراتنا راسمين اسسا تاريخيه جعلنا منها ايقونات وصور لا تمس كتابوهات مقدسه في سعينا للكمال من تصورنا للخير وللحب وللقوه وحتى للثأر ..فترى مخزون ذاكرتنا (المقدسه) تحتفظ برموز كالزير سالم و حاتم طيء و مجنون بني عامر وجميل بثينه وغيرهم .
ولن نخوض في بحث الشك في وجود اغلب هؤلاء المذكورين في التاريخ اكانو موجودين ام سعينا للكمال جعلنا نخلقهم او وبحال وجودهم ما هي الاضافات التي طرأت في تكوين الصورة النهائيه لدينا ..ما يعنينا في هذا المجال هو الحب العذري بنظره نقديه مقاربه لعلم النفس لبحث الموضوع ..هل حقا كان الحب العذري عذريا بمعناه اللفظي ومدلوله الفكري ام ان اقصاء الجسد عن تصورنا لعلاقة تربط الرجل بالمرأة.
هو ما جعلنا نتابع طريقتنا في تصوير الامور من منطق الاصوليه والمطلق ..وهل كان شعراء العذريه كما يسمون بشرا ام ملائكة ..هل كانت امراض نفسيه كالمازوشيه (تعذيب الذات ) والنرجسيه كحاله عمر بن ابي ربيعه وعقد كعقده اوديب تطفو على سطح نتاجهم الشعري او ما نحل ونسب اليهم سأحاول ببحثي السريع اخذ الاجوبه من قصائد شعراء العذريه وبعد بحث بمراجع متعدده .. سئل "أبو العباس أحمد بن يحيى" عن الحب والعشق: أيهما أحمد؟ قال: الحب، لأن العشق فيه إفراط، ويسمى العاشق عاشقاً لأنه يذبل من شدة الهوى كما تذبل العشقة إذا قطفت"..كان العشق وتوالي تدرجاته في اللغه العربيه كمفردات خصصت مكانا للحب العذري بشكل صوره متكامله لن ابحث بالمفرده لغويا كي لا ادخل بمجال اللغة العربية لكن أحب ذكر شرح لها أحبذه شخصيا....
سئل أعرابي : ممن أنت ؟ " فقال أنا من قوم إذا أحبوا ماتوا ، فقالت جارية سمعته : عذري ورب الكعبة ، أي أنه من قبيلة بني عذره الذين عرفوا بولعهم الشديد وحبهم للنساء..إن الحب العذري أصّل للمفهوم الروحاني لماهية العشق عند العرب، وأضاف إليها أبعاداً روحية جديدة، أصبحت بعد ذلك منطلقات أساسية لحركة التصوف الإسلامي، لذا نرى أن العذرية في تجلياتها ضرب من السكر الصوفي،((اصلي فأبكي في الصلاة لذكرها *** لي الويل مما يكتب الملكان ))إذ الصوفية بدأت من حيث انتهت العذرية من الوقوع في الذنب الميزة الأساسية التي اتسمت بها العذرية.
فالعذري نفس ممزقة بين الانجذاب المادي للجسد الأنثوي من حيث هو غواية،والتعلق الروحي بالمحبوب من حيث هو إنسان بالروح قبل أن يكون جسداً؛ لذلك نجد "في كثير من الأحيان يأخذ الخوف من الذنب شكلاً لا شعورياً من ..كقول جميل بثينه... (( لا والذي تسجد الجباه له ..مالي بما دون ثوبها خبر ***ولا بفيها ولا هممت بها ..ما كان الا الحديث والنظر ))...
ونظره الانجذاب المادي لجسد الأنثى واضحة في الصوره كما هي واضحة النظرة الخائفة مضافا إليها القسم ببداية البيت ..إن تشبث العذريين بمقولة العفة ليست إلا النتاج الحتمي للخوف من السقوط في الذنب، بل هي الدرع الواقي الحاجز بين الفرد والإثم. إن العفة التي امتاز بها شعراء هذه الظاهرة لم تكن عفة خالصة نابعة من نفس متشبعة بالحياء والعفة، بل نستطيع القول بأنها سلوك مصطنع، ( يجب ان نفهم بان العفة هي وليده الخوف ولا تعني نكران جسد الحبيبة ) كقول مجنون بني عامر ...((كأن على انيابها الخمر, مجه .. بماء الندى من اخر الليل غابق *** وماذقته الا بعيني تفرسا ..كما شيم من اعلى السحابه بارق )) .
وهنا وبشكل جلي تتضح صوره الشهوة والحرمان مما لم ينله إلا بالعين وشبق المفردات وكأنه يظهر بالمفردة حاله شبقيه ويعتبر بأنه لم ينلها ..ويقول جميل بثينه واصفا الجسد الانثوي لمحبوبته .((مخطوطة المتنين مُضمَرة الخشا *** ريَّا الروادف، خلقها ممكور))..
ويضيف عمر بن ابي ربيعه ((سموت إليها بعد ما نام أهلها .. سُمو حُباب الماء حالاً على حالِ))..بل واكثر من ذلك افصح اشهر عشاق العذريه عن طلب واضح فيقول مجنون ليلى ((الداءُ ما الداء يا ليلى سوى عــــطش *** إلى لماك ، فهـات الثغر واســقـــــيـني))..
وبالنظره لتكوين صوره النفسيه لدى شخصيات الحب العذري نرى بوضوح الحالات النفسيه بأكبر تجلياتها , فكما كان الوازع الديني والكبت الاخلاقي حاضرا كانت كذلك حالات نفسيه كالمازوشيه حاضره باول السيره جميل بثينه في قوله (( واول ماقاد المحبه بيننا ..بواد بغيض يا بثين سباب *** قلنا لها قولا فجائت بمثله ..لكل سؤال يا بثين جواب ))
فالشاعر ومن موقف المستضعف وصوره الضعفاء المازوشيين الذين تغريهم مظاهر الاساءه والحرمان وبخل الطرف الثاني وتزيدهم كلفا ولعل اكبر تجليات الحاله نراها في تصوير ابطال العذريين لمحبوباتهم بمظهر البخل والبخيلة المتمنعه دوما يقول كثير عزه ((لو أن الباخلين وأنت منهم *** رأوك تعلمو منك المطالا )) .
وفي مكان آخر ((وكم من خليل قال لي :هل سألتها *** فقلت نعم .ليلى اضن خليل ))..إن المعروف نفسيا بان الكبت غالبا ما يكون مترافقا مع المازوشيه من حيث كونه بحد ذاته الما وعذابا للذات فتراه يظهر في شعر العذريين بشكل خضوع واستكانه لحبيب مستبد بخيل مماطل الوعود ولو انفردنا خارجا عن الحالة العربيه بالشكل العالمي للعذريه لوجناه يصل للمطلق وهو الموت كما في حاله روميو وعشقه لجوليت ..بالنهاية احب ان اوضح بان الموضوع معقد ويحتاج لصفحات طويله في نقاشه وسبق وناقشه باحثون كبارمنهم " العقاد " في تحليله النفسي الفرويدي لشخصيه جميل بثينه ..و"طه حسين" في سياق التحليل النفسي للحالات العذريه ولعل محاولتي لبحث الموضوع جاء من جدل داخلي يمس طريقتنا في الوصول للكمال على كل المستويات ومنها الحب ..مع ان الفكره الصوفيه للكمال بكل مستوياته وصلت لنتيجه عدم تصور الكمال خارج نطاق الله فهو الصوره المثاليه للكمال المطلق وربما يكون هذا من احد الحلول ..أو ربما يكون إبقائنا لحاله نرتاح لخلقها ولو لم تكن موجوده كطهر الحب وعذريته بمعناها الشامل وعلى مبدا " لو لم يكن الحب موجودا لوجب علينا خلقه .
وسنبقى وابقى اولهم ممن يناجون صباحا مساءا بــ ((وأني لتعروني لذكراك هزة لها*** بين جلدي العظام دبيب ..بنا من جوى الأحزان والبعد لوعة *** تكاد لها نفس الشقيق تذوب ..وما عجبي موت المحبين في ***الهوى ولكن بقاء العاشقين عجيب)).
.و ويبقى السعي للوصول للصوره التي تمثلا المشاعر شجنا وتمثل إسقاطا لكل انسان في سعيه لتجميع المخزون العاطفي في قالب تاريخي بشكل مشخصن...
ونقول مع قيس بن الملوح
عندما رفض الموت فأبدع ((في الـمــوت فـصل الروح عن جسد ****والــــروح لــيــلــى وهــذا الـفــصـل يـشـقيني )).
الحب شئء جميل يحرك المشاعر ويحفز الانسان نحو الأفضل والأحسن . ولاما نع أن يكون الحب عذرياً ويطمح بلمسها أو لمس شعرهاأو أي جزء من جسدها . أما أن يكون فقط يريد أن يمارس معها الجنس وينتهي كل شيئ فهذا عكس الحب العذري فلا يهمه مشاعرها ولا الحفاظ على سمعتها فلولا الجنس لما وجد الحب . الحب العذري يحبها ويشتهيها ويريد أن يتزوجهاويستمتع بها ويحافظ عليها .ودوماً نهاية الحب عند الزواج عندما يتملكها وتصبح بين يديه يصل اليها في كل لحظة شاء دون أي قيد أو شرط عندها لايبقى شيء اسمه حب . ويبدأ بالبحث عن حب جديد
اول شي الله يعطيك العافية موضوعك حلو..بس حبيت قول شغلة بصراحة :كل قصص الحب العذري فيها كذب لأنه كانوا يخافوا يصرحوا بعلاقاتهن بجرأة ومع ذلك كلنوا يوصفوا جسد الحبيبة بمواصفات تدل على لقائهم بها .فاين العذرية في الموضوع ..حتى ولو لم يتم اللقاء هذا يدل على شهوتهم لها
حسام انت بتعرف حتى لو ما رديت على مقالك هيدا الشي مابيعني انو ماعجبني بس لو لقيت رد كنت كتبتو من قبل شكرااااااااااا بحجم السماء لروعة الكتابة بانتظار الاجمل
ليس محالاً وجود هذا النوع من الحب ولكن أعتقد أن كل قصص الحب العذري التي سمعناها عبر التاريخ كانت من نسج الخيال وتتصف بالكثير من المثالية والتي أراها ليست واقعية فكم من حبيب كان يلتقي حبيبته في الخلاة أو قرب الينابيع أو خلف الخيام تحت ضوء القمر؟ ثم أي حب عذري هذا عند ابن الملوح عندما تغنى بمحبوبته ليلى العامرية وذكر اسمها في معظم قصائده وكلنا نعلم أن ذكر الشاعر لمحبوبته في الشعر تجعل من المحال اقترانه بها فهل كان قيس يجهل هذا الأمر؟!! شكراً للكاتب فعلاً السؤال مشروع ولكن قد لا نجد الجواب الأكيد ل
بسم الله الرحمن الرحيم الحب العذري لا ينكر الجسد ولكن الغاية والنية تختلف من الحب العذري إلى غيره. الإنسان الشهواني أوالحب الجنسي -ولا يوجد شىء اسمه حب جنسي ولكن...- يريد الوصول إلى الجسد بهدف المتعةالجنسية فقط وبعد الإنتهاء منها يلقي من أعطته جسدها على قارعة الطريق .أما الحب العذري يريد القرب من المحبوبة بأي شكل وأقرب ما يكون الحبيب من محبوبته في اللقاء الجسدي وأقول ربما لو استطاع أن يندمج معها لما قصر . المتعة هي متعة القرب والوصال وليس متهة الجنس التي تنتهي بعد كسر القفل وبلوغ الشهوة.
انو شو دخل الصوفية بالحب ولا كل شغلة مو عارفانين كيف بدكن تدخلو الدين فيها ؟؟؟؟
الاخ العزيز حسام الحب العذري موجود بين الرجل والمراة على نطاق ضيق ومحدد وهو ما نراه في حالات الاعجاب بالصفات الاخلاقية و العقلية والفكرية و الادبية لشخص ما, كان يعجب الانسان مثلا بالمشاهير كالادباء او الفنانين او الشعراء او اي شخصية ناجحة فيمكن القول ان الحب العذري هو موجود ولكن يمكن وصفه بانه الاعجاب , مساهمتك قيمة تمنياتي لك بدوام التالق والنجاح
دائما نتكلم عن الحب على انه شيء رائع لكننا بالحقيقة نجهل ما هو مكنونه وفي يومنا هذا لم يعد الحب حبا بل وسيلة لتحقيق الغايات مثل الشهوة والمصالح المادية واخيرا اشكرك صديقي على الحوار
أن أحب ...يعني أن أذوب بحبيبي...أن نكون جسدا واحد...لا جسدين..الحب لايعرف الجبن ولا الخوف...والحب لايكون حبا ان لمن نعشه بكل تفاصيله
اخي العزيز حسام طرحك جاء بطريقه اعرف ما حذفت فيها واذكر تماما الناقش الذي جمعنا اناوانت مع الشاعر العظيم مظفر النواب في مقهى الهافاناوقد تم طرح الموضوع من قبلك على الاستاذ مظفر وذكرته وقتها بقصيدته # وانا تحت النهدين اناء # ولن انسى رده ههه ابدا وساحتفظ بنصك هذا لحين عودتي لسوريا سلام صديقي والى لقاء قريب
فكرة الكاتب عن الحب العذري خاطئة ولاأدري كيف تقحم أوديب في هكذا مقام يبدو أنك لاتعلم سبب عقدته
تحياتي حسام موضوعك صعب شوي وبرأيي مافي شي اسمه الحب العذري لأن القلب لما يدق معلنا الحب لازم يتأثر كل شي بالجسد حتى العيون بتلاقيلها لمعة جديدة والجسد كله كذلك
شكرا لكل من خط فكرا في الموضوع وساهم في اغناء الصوره ..الموضوع عباره عن نقاش داخلي قد يطرح في داخلنا ومحاوله للتفكير في صور ربما سلمنا فيها مسبقا كمسلمات مثل من الصور الكثيره في التاريخ ..ففعلا التعليقات قد وضحت امورا بالموضوع قد لا اكون مررت عليها وهذا من حسن حظي طبعا .