إنها مقامرة الحياة .. نلتقي لنفترق .. ونقترب لنبتعد .. ونقبل لنرحل. إنها مقامرة الحياة .. التي لا سبيل لنا فيها للربح، فدائماً نحن الخاسرون.. نجلس أمامها على طاولة القدر، التي لا نستطيع حتى لمسها، وتبدأ اللعب، ولا حقّ لنا في اللعب. ...
تحرك أوراقها وأوراقنا كيفما شاءت، بل وتحركنا كيفما شاءت، فنحن لا نملك اختيار المكان الذي سنجلس فيه على طاولة القدر، هي التي تملك، فتفرض علينا المكان الذي تشاء، بل وربما تفرض مشيئتها علينا أن نغير مكاننا كل لحظة، أو كل يوم، أو كل عمر، فنلعب بذلك كل جولة من زاوية مختلفة، والنتيجة واحدة ..
إنها مقامرة الحياة .. ولا رابح فيها سوى الحياة ..
مكان اللعب قلوبنا، وطاولة اللعب قدرنا، وأوراق اللعب مصائرنا. فإذاً نحن مؤهلون للربح، لأنه كما يقال "اللعب في أرضنا" ، ولكن عندما يكون الخصم هو الحياة تنقلب الموازين وتنعكس المعادلات، لأن الخصم قاسٍ وعنيد، يقامر ليربح فقط.
وفي نهاية اللعبة، التي لم نكن فيها سوى ضيوف شرف، بل ضيوف فقط، بل متطفلين وعالة على طاولة القدر، تنتصر علينا الحياة، فتنفذ فينا شرط اللعبة الذي حددته هي، فتحول قلوبنا إلى مقابر تدفن فيها كل مآسي هذه اللعبة، ثم تكفن أرواحنا بأكفان اليأس والأسى، وتلقي بها في مقابر الانتظار، تلك التي لن تفتح حتى تقرر الحياة أن تبدأ بنا لعبة جديدة لا تختلف في شيء عن سابقتها.
انت اكثر من رائعة.. لديكي احساس راقٍ جدا وتعرفين معنى ان حياتنا نحن من يرسمها وسيسرها سواء للطريق الصحيح ام الخاطئ انت لمستني من الوجع..
وسأغتنم فرصة الحديث لأخبر من يتابع كتاباتي بأن ديواني الشعري الأول سيصدر قريباً بإذن الله. وهو بعنوان "خريف أخضر".
أما ثانياً: إني أؤمن تماماً بكل ما قلت من أننا نستطيع دون شك رسم حياتنا بأيدينا. إلا أن الكاتب حالة: أنا أؤمن جداً بهذا. فقد يكتب الكاتب في لحظة ما يخالج شعوره. وليس بالضرورة أن تكون قناعته في الحياة ككل، ولكنه في هذه اللحظة شَعَر فكتب. ومقامرة الحياة ليس معناها أني أرى الحياة عبثية وفارغة، ولكن في حالة رحيل شعرت أن "السيناريوهات" تتكرر لتؤلمنا، فكأن الحياة تقامر معنا لنكون الخاسرين في النهاية. في حياتي الكثير من الحب والإيمان، مما يجعلني أؤمن بأهميتها وضرورتها، وجماليتها!
أشكر مروركم الطيب جميعاً: دعاء والحمامة البيضاء وفيفي، فإني بآرائكم ونقدكم أطور أسلوبي الأدبي. وشكر خاص ليامن على نقده البنّاء. إلا أنك يا صديقتي نقدت النص مضموناً وليس شكلاً هذا أولاً.
انسة اماني تقبلي اسفي واعتذاري الشديد والغير مقصود بسبب الخطأ في " اسمك "
جميعنا خلقنا على الفطرة الصحية والسليمة ولكن هناك الكثير من يحيد عنها وبإختياره عندما يقف على مفترق طرق بين الصح والخطأ . قدّر وشاء ربي وكتب علي ان اخلق في اسرة فقيرة " كمثال " ولكني انا اختار ان ابقى فقيرا شريفا واعمل بجهد في الكسب الحلال او اختار ان اختصر الطريق بالمال الحرام . فانا اختار مكاني في هذه اللعبة وانا من يلعب وانا يحدد نوع اللعبة وهي ليست مفروضه وليس قدري ان اكون لصا او مرتشي او فاسد , ولايتوجب علينا ان نعلق فشلنا على انه من القدر. تقبلي مروري وشكري لرحابة صدرك .
الانسة أماني اسمحلي لي بان اخالفك شكلا ومضمونا, كي نقرأ حدود القدر بشكل واضح , فأي شيئ في الحياة يصادفنا يقبل بين الاختيار بين شيئن فهو ليس من صنع القدر لكن القدر هو من جعلنا في هذه المواجهه وفي هذا الاختيار !! فنحن دائما ما نعلق اخطائنا على القدر ودائما نعلق سوء حالنا على القدر مع انه اكبر دليل من الله سبحانه وتعالى بانه جعلنا مخيرين باغلب امورنا الحياتيه والدنيوية بوجود العقل الذي وهبنا اياه كي نختار بين الخير والشر والصح والخطأ !!!
نربح في هذه اللعبة إن استخدمناها في الخير والسلام والحب ولم نتركها تستخدمنا في غير ذلك
نربح في هذه اللعبة إن استخدمناها في الخير والسلام والحب ولم نتركها تستخدمنا في غير ذلك
أن الدنيا والحياة مقامرة والرابح الحياة ونحن ضيوف مسيرين ولسنا مخيرين .. شكرآ عزيزتي جميل ما كتبت يداك وخط قلمك .
زهرة البنفسج.. يفوح شذى عطرك بين الكلمات التي تمرين عليها فتزيدينها ألقاً.. شكراً على مرورك الطيب.. تحيتي