لا مِراءَ في أنَّ العربيّة من أقدم اللُّغات الحيّة، وإحدى أكثرها انتشاراً في العالم؛ فعددُ الناطقين بها بحسب موسوعة إنكارتا لـعام2006 (422 مليون نسمة)، وهي لغة رسميّة في الوطن العربي فضلاً عن تشاد، والسنغال، ومالي، ومحكيّة في مناطق أُخرى كالأهواز وتركيا، ولغة رسميّة في الجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد الإفريقي، ومُعتمَدة في الأمم المتحدة بوصفها إحدى اللغات الست الرسمية في المنظمة، وبحسب موسوعة ويكيبيديا فإن "العربية أول لغة يُستخدم فيها حرفُ الضاد"، و"إنَّ أكثر من اثنتين وثلاثين لُغةً لا تزالُ تستخدمُ الأحرفَ العربية رسمياً في كتابتها حتى يومنا".
وقد بقيت العربيّة حيناً من الدّهر لغةَ الحضارة والعلوم والفنون؛ وقتئذٍ كان أباطرةُ أوروبا وملوكها يُرسلون أبناءهم وبناتهم من الأمراء والأميرات إلى الأندلس لتعلُّم العربية، كي يتمكّنوا من إتمام دراستهم في مدارس الأندلس ومعاهدها، وقد أثّرت العربية قديماً في كثير من اللغات سواء الآسيوية والإفريقية والأوروبية، وثمة معاجم مختصة في هذه القضايا صنَّفها الغربيُّون أنفسهم، وما انحسار تأثيرها في زماننا إلّا لأنّ اللغة تقوى بقوّة أهلها وتضعف بضَعفِهم، ولأنَّ من أبنائها مَن ارتدَّ عنها ليغتربَ عن الذات، حتَّى بات الاهتمام بالعربية الفصحى اليوم ضرورةً مُلحّةً تنبعث من عوامل متنوعة:
العاملُ الاجتماعيّ:
وهو ميزة لا تختصُّ بالعربية دون غيرها؛ لأنّ اللُّغةَ تكادُ تكون هي السبيل الأوحد ليعبِّرَ الإنسانُ عن أفكاره وعواطفه، ولولا معرفةُ المرء بلغةٍ يشترك فيها مع محيطه لَما استطاع أن يُوجّه نداءً، أو يخطّ رسالةً، أو يجري مكالمة هاتفية، إذن فمدارُ حياة الناس في أسواقهم ومعابدهم ومعاهدهم ومسارحهم إنَّما هو اللغة.
العاملُ الأدبيّ:
فالأدبُ مرآةٌ تعكسُ إبداعَ الشعوب وأصالتها وعراقتها، وأدبُنا الممتدُّ على أكثر من ألفٍ وستّمئةٍ من السنين إنَّما هو عصارةُ تجربتنا الإنسانيّة، وأيُّ أمّةٍ تتبرَّأ من ماضيها أو تتجاهله أو تجهلُه هي أمة لا تعي حاضرها، وعاجزةٌ عن استشراف مستقبلِها، ونحنُ إنْ واصلْنا زُهدَنا في تعلُّم الفصحى وتعليمها فقد يمسي أدبُنا القديم حبيساً في بطون كتُبٍ تراثية لا يفُكَّ طلاسمَها يومئذٍ إلَّا حفنةٌ من أرباب اللُّغة.
العامل الثقافي:
إذ إنَّ كُلَّ أمّة تسكب علومها ومعارفها وفكرها في وعاءٍ هو اللغة، وإنَّ ما رُقن بالعربية الفُصحى من كتب مخطوطة ومطبوعة ومقالات وصفحات إلكترونية في شتى التخصُّصات لا يُكاد يُحصى، فمَن لا يُجيد قراءة النصوص العربية - ولا سيَّما قديمها - ولا يطيقُ فهمَها فهو يفرّط بثروة معرفية جبَّارة، بل إنّ تقصيرنا اللغوي إن أفضى إلى انحسار الفُصحى فسوف يكون خطأً بحق الإنسانية؛ لأن المعارف المكتوبة بالعربية الفصحى تمثّلُ شطراً موفوراً من بناء المعرفة الإنسانيّ.
العامل الديني:
لقد كُرِّم العربُ حين أُنزل القرآن الكريم بلغتهم وثبَّتَ أوتادَها (إنا أنزلناه قرآنا عربياً) ، فنهضوا بتعليمها للمسلمين الأعاجم مؤمنين بأنَّ الاحتفاءَ بالعربية واجب ديني وحضاري؛ ونتذكر هنا قولة الثعالبي (ت429هـ): "مَن أحبَّ اللهَ تعالى أحبَّ رسولَه محمَّداً (ص)، ومَن أحبَّ الرسول العربي أحبَّ العرب، ومن أحبَّ العرب أحبَّ العربية ...ومَن أحبَّ العربية عُنيَ بها، وثابر عليها، وصرف همَّته إليها"، وقد كانت العربيةُ لغةً طقسية رئيسية لعدد من الكنائس المسيحية في العالم العربي، كما كُتبَ بها الكثيرُ من الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.
العامل القومي:
إنَّ العامل الديني حمى اللغة العربية وحفظَها من الضياع، لكنّه لم يكنْ وحدَه، بل كان العامل القومي ولا يزالُ باعثاً على الاهتمام بالعربية، فمثلاً في مُستَهلِّ عصر النهضة تعهَّد كثيرٌ من المفكّرين والأدباء العرب بإحياء التراث العربي وصون ذخائره، أو بالإسهام الأدبي فيه؛ كناصيف اليازجي وابنه إبراهيم، وبطرس البستاني مؤلف معجم [محيط المحيط] وصاحب شعار: "حب الوطن من الإيمان"، وفؤاد البستاني، ومارون عبود "أبو محمد"، وأمين الريحاني، وميخائيل نعيمة، وغيرهم؛ لإيمانهم بأن اللغة العربية تعكسُ تراثَ العرب وتاريخَهم وهويَّتهم على تنوُّع مشاربهم الدينيّة، وأنَّها أهم مقومات الوحدة العربية، وختاماً أرى أنَّ استمرار تقهقر أو انحسار الفُصحى ينذر بخطر يدهم وحدة العرب، وأزعم بأنّ اتّحادَنا اللغوي هو الذي يعصم الأمة من التَّفكُّك أو التحلُّل إلى عواملها الأوليّة، وأنَّ الحفاظ على العربية الفصحى واجبٌ قومي وإنساني؛ لأنه يحمي الهوية، ويعزز الانتماء
قلبي يتمزق حين أشعر نفسي غريبة عن كل الناس حتى بأهم وأبسط ما نملك من طريقة للتواصل والتعبير عما نشعر به وما يجول ويعتمل في صدورنا من أحاسيس باتو لا يفهمون ان لم تحتو كلماتي على تعابير أجنبية عصية على لساني أن يتفوه بها وثقيلة على سمعي حين أسمعها فهذه لغتي تبقى حبيسة في قلبي مع مشاعري لأنني لا أريد أن يطعنني أبناء لغتي في ثقافتي واذا كان مقدرا لمشاعري أن تموت حبيسة سوء التعبير فما ذنب لغتي؟وما ذنبي ؟
العربية اجمل لغة بموسيقاها المحببة للأذن لو نطقها لسان لايتكلفها وحروفها صديقة للفك متوازنة مع خلقه وهناك لغات نطقها يغير شكل الفك وهذا معروف ...اسمح لي اضيف ميزات اخرى: -الوقع الموسيقي للكلمة يتناسب مع مدلولها وقارن كلمة احبك في اللغات ترى الفارق -أغلب اللغات لازالت تحتاج الى تطوير الا العربية اكتملت من قديم بحيث يمكنها استيعاب مخزون الفكر والفلسفة والعلم عبر الزمان -هي لغة أهل الجنة -الايجاز وابلغ العربية مبدؤه"خير الكلام ماقل ودل"