في بعض المجتمعات من الضروري ان تعمل الجهات المختصة على اصدار (شهادة عدم الوفاه ) لثلاثة ارباع الشعب لأنهم محسوبين على الاحياء ولكنهم ليسوا بأحياء  

فمن يعمل 18ساعه يوميا على مدار السنة دون يوم استراحة سنوي وليس أسبوعي وما تبقى من الوقت ساعتين مواصلات  ما بين البيت والعمل وساعة للطعام وشرب الشاي ويأكل ويشرب وهو شبه نائم ويكاد يغني للوسادة (والله اشتقتلك ) ولكنه لا يتمكن من تحريك لسانه من شدة التعب ويكتفي بقولها بقلبه مثل محاربة المنكر  و ينام مثل من فارق الدنيا من شدة التعب ويستيقظ بعد ثلاثة ساعات كي لا يتأخر عن عمله ولكن يشعر بان جميع عظامه وعضلاته تصرخ وكأنه لم يكن نائما  ليشعر بالراحة بل كان تحت ثقل يعادل  نصف طن      ( 500كيلوغرام) من اكياس القمح وليس نائما على فراش متواضع  

والمأساة اذا عاد الى البيت ووجد زوجته او احد من ابناءه او احد والديه بحاجه لمرافق للطبيب وأداءه لهذا الواجب الأخلاقي الذي لا مفر  منه والذي  لا يترك له فرصة للالتقاء بين وجهه والوسادة ويكمل 48ساعه دون اي امل في ان يتمتع حتى ولو بساعة واحده من النوم ويعود من العمل ليلقي بجسده المنهك الى آخر رمق على الفراش دون تغيير ملابسه فاقدا القدرة  على بلع رشفة ماء ويستمرعلى هذا الحال  مثل المربوط إلى دولاب الطاحونة مستمرا في  الدوران حول نفسه ولكن ما يطحن هو  سنوات عمره  مقابل اجره الذي يتقاضاه ويتسرب على نفقات العائلة مثل تسرب الماء على الرمل الجاف

 وبسبب تدني مستوى الدخل وعدم امكانية  توفير بعض المال لعثرات الزمن تتراكم عليه ديون بسبب تراجع القوه الشرائية لراتبه    و غلاء الاسعار وترافق نمو الابناء مع ازدياد مطالبهم واحتياجاتهم وتكتمل مأساة حياته بين ضغط جسدي ونفسي وبدل أن ينعم ببعض ساعات من النوم تراوده الاحلام المزعجة او يستيقظ على طرقات المطالبين بالديون وهذه الفئات لو توفرت العدالة ألا تستحق ان يصدر لهم (شهادة عدم وفاه )