متآمرون , متظاهرون , مندسون , منادون بالحرية , شهيد , خائن , جماعات ارهابية , جيش منشق , شبيحة النظام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كلمات و كلمات لم نكن نسمعها قبل تسعة أشهر فقط , و فجأة و حتى بدون أن نشعر أو ندري دخلت تلك المفردات على حياتنا نحن كسوريين و اليوم و بعد تلك الشهور الطويلة و التي أعتبرها و من وجهت نظري الشخصية الأطول و الأِشد صعوبة في تاريخ سوريا الحديث , و السبب بسيط فكل الأزمات التي مرت بها سوريا سابقاً كانت نتاج اختلاف وجهات نظر سياسية مع العالم الخارجي أما الآن فيصعب حتى الوصف فيها , فمن وجهت نظر القيادة السورية أو كما درج بوسائل الإعلام السوري كل ما يجري على أرض الواقع ليس سوا بضع شذاذ أفاق و بضع مندسين و مخربين و بعض جماعات إرهابية متفرقة تعثوا فساداً في البلاد و ممتلكات العباد و تحاول دس الفرقة بين الأهل و الجيران و الوضع تحت السيطرة ؟؟؟؟ !!!! .
أما من وجهت نظر الثوار و على حد تعبير الجهات الإعلامية الفضائية فهم ليسوا سوى متظاهرين سلميين يرددون شعارات تنادي للحرية و الديمقراطية مقموعون مقهورون من ظلم الأجهزة الأمنية ز النظام السوري ؟؟؟؟!!!! .
و هنا بيت القصيد , فالإعلام الخارجي مغرض على حد تعبير القيادات السورية ؟؟ و الإعلام السوري كاذب على حد تعبير الإعلام الخارجي ؟؟ .
فلوا دمجنا كلتا الروايتين و قمنا بنبذ نصف مقالة كل واحد منهم , لوجدنا أن جل ما يجري في سوريا ليس سوى كارثة بسيطة ستؤدي بحياة بضع ألاف من السوريين سواء من المواليين أو من المعارضين . و ستهدم ما بنيناه منذ استقلال سوريا , و اعذروني على تعبير كارثة بسيطة فهو محض سخرية من مرارة ما يجري .
أصدقائي كلنا سوريين و بدلا من أن تطرح علينا مبادرات من الخارج لا أحد يدري مصدرها أو حتى غايتها لحل هذه الأزمة التي ستتحول بفعل المتظاهرين ( مندسين أو سلميين ) و رد فعل القيادة ( سياسيين _ جيش - أمن - شبيحة ) علينا أن نجد المخرج بأنفسنا !! و لما لا فعلى القيادة تقبل الرأي الأخر و على المعارضة التفكير جيدا إلى أين هم ذاهبون ..
و لست من المتشائمين و لكن ما تكلمت عنه في بداية الأزمة قد ظهر على السطح , ليس لأني سياسي محنك أو عارف بالمستقبل , و لكني لست سوى مواطن سوري متجذر بأصالة سوريته و أملك من الدراية ما يكفي للتنبؤ بتصرفات الجميع نظاما و شعبا أو كما يقال ( شمس بلادي و بعرفها ) ..
و الحذر الحذر من القادم و على القيادة السورية في المرحلة الحالية , و الحالية فقط , لأنه لن يكون هناك مرحلة قادمة أن تتذكر المثل الشعبي القائل ( الطنجرة الكبيرة بتسع الطنجرة الصغيرة ) فو الله نحن جميعا كسوريين نقف على بوابة الكهف المظلم الذي ما إذا دخلنا فيه فلن نخرج منه سالمين ..
و الحذر الحذر فقد بدأت مفردات جديدة تطفوا على السطح و من الجانبيين على حد سواء ( نظاماً و معارضة ) ( حماية دولية - انقلاب مسلح - حظر جوي - حظر اقتصادي - سوريا لا تتأثر بتلك العقوبات ) هذه المفردات تنبئ ببداية الكارثة , فما جرى في الشهور السابقة لا يمكن تشبيهه سوى برحلة في مدينة ألعاب كبير مقارنة مع القادم .
لنستيقظ جميعا من غفلتنا و لنوقف قطار الفتنة و لنبدأ بالكلام و الأفعال التي ترضي الشعب أولا و القيادة ثانيا و الترتيب الذي ذكرته لا ينقص من قدر القيادة و لكن يرفع من شأنها .
علينا نحن السوريين فقط أن نجد الحل لنخرج سالمين من أزمتنا , قبل أن يدخل إلى مطبخ سياستنا حل جاهز و لا ندري هل سيأتي على مقاسا , أم يكون فضفاضا يفضح ستر ما تحته أم ضيقا يخنق أنفاسنا
فكروا جيدا جميعا فمع كل ما جرى ما زلنا نقف خارج الكهف و لا تفصلنا على دخوله سوى نصف خطوة , و الويل للسوريين إذا ما دخلوه ,,,,
أليس من الحكمة أن يكون من السوريين من هم على الحياد , لا هم من السلطة و لا هم من المعارضة , فهؤلاء الحياديون هم الأقدر على رؤية الصورة كاملة , و هم الأقدر على الكلام مع كلا الطرفين , و لما لا يتم تشكيل مجلس حكماء من الداخل و الخارج و من السوريين المحايدين فقط لوضع مبادرة تسد باب كهف الموت الذي وصلنا إليه , فلا أحد أقدر من السوريين أنفسهم على حل مشاكلهم , و لكن بالحكمة وحدها , فلا السلاح و القمع ينفع و لا التظاهر و الشعارات تنفع , الحكمة و التفكير السليم وحده هو المخرج , فمع احترامي و تقديري لأردوغان و العربي و ميقاتي و نجاد و نصر الله و ميدفيدف و حتى أوباما و ساركوزي , فالكلام عندهم سهل سواء كانوا يتكلمون لصالح النظام السوري أو لصالح المعارضة , و لكن ما نفع كلامهم أمام ألامنا و شهدائنا , نحن و نحن فقط من عليه إيجاد الحل و على النظام استيعاب المعارضة , كما يجب على المعارضة التفكير جيدا فيما تقول و تريد , و النصيحة إياكم و المراهنة على عامل الوقت لأنه قد نفذ و بتنى نقف على أعتاب كهف جهنم
سوريا حلمي و همي سوريا حبي و دمي
يجب على الطرفين الانصياع للحكم وإلا لن يصل أحدهما أو كلاهما لنتيجة مرضية .. ولذلك الحذر الحذر من شر قد لا يذر .. أحداً من البشر .... التحية والشكر للأخ الكاتب منذر المحايري .. والتحية موصولة لموقع سيريانيوز متمثلاً بجميع القائمين عليه .. دمتم والوطن بألف خير ..
لأن الضعيف وبصورة طبيعية يخاف من تصرفات القوي إذا انتصر .. المعادلة صعبة ولكن حلها بسيط يتمثل بجهتين : الأولى محايدة ( داخلية ) والثانية ضامنة ( خارجية من أصدقاء الطرفين ) .. المحايدة تقرّب وجهات النظر للوصول إلى حلول مناسبة ترضي الطرفين .. والضامنة تراقب وتضمن تنفيذ الاتفاق وحسن سيرورته .. مع ضرورة الامتثال للحُكم من قبل الطرفين .. فمن دخل التحكيم فلا غالب ولا مغلوب إلا الحق .. والحق يقال : يجب على الطرفين تقديم بعض التنازلات ليس للطرف الآخر وإنما فداءً للوطن ..
عند وقوع خلاف بين شخصين يتم حل الخلاف ( بالتحكيم ) عن طريق جهة محايدة لا هي مع هذا ولا هي مع ذاك وبذلك يصل كلٌ منهما إلى حقه ( بعد سماع رواية طرفي النزاع ) , وفي حال ميل الحَكم إلى طرف دون آخر سيظلم طرف على حساب الآخر ولن يرتضي المظلوم بالحكم , فوجود فئة على الحياد أمر طبيعي ومن غير الطبيعي عدم وجود هذه الفئة وهذا الأمر للأسف لم يستوعبه الكثيرين سواء من المؤيدين أو المعارضين .. حل الخلاف يستوجب تقديم ضمانات من طرفي النزاع وخاصة من الجهة الأقوى ..
المشكلة في المعارضة السورية أنها غير ناضجة أولا وثانياً هي لأ تعرف ماذا تعارض ( مع بعض الاستثناءات ) فليس صاحب عقل يطالب بتدخل خارجي ويقول انه تهمه مصلحة البلد فهو إما خائن وإما مفجوع وعواطفه تحركه وإما أحمق (وما أكثرهم)فلكي يكون هناك حكماء من الطرفين يجب أن يكون هؤلاء الحكماء لديهم القدرة على ضبط من وكلهم ليتكلم بإسمهم وعند ما يتوصل لإتفاق مع الطرف الأخر يلزم من ورائه بتطبق ذلك القرار ولا ان يتبرأ منه اتباعه عند ما لا يعجبهم ماوصل إليه مع الطرف الأخر بصراحة غالبية المتظاهرين تحركهمعواطفهم