syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
دردشات على رصيف الوطن... ألف ليلة وليلة ... بقلم : نضال الماغوط

تعالوا نتخيل .. وإن شئتم أن نجرب ونقول واو على سبيل الهمس لواحد من ثوار آخر زمن أي من زمن ثوار الناتو وثوار أبو متعب أطال الله في سكسوكته، والذي يستنجد بشعراء وفناني حلف الناتو الصديق الصدوق .. الذين غزلوا أجمل القصائد الديمقراطية للشعب العراقي وعلقوها على كعبة آلامه!! ..


 ورسموا جدارية العيش الرغيد والسلام على جدار الفصل العنصري في فلسطين، ورقصوا الشعب الأفغاني على أجمل موسيقى عزفتها طياراتهم ومدافعهم ورشاشاتهم، والذين نحتوا من أجساد النساء والأطفال والشيوخ تمثالاً لسراب الحرية في ليبيا!! .. ويفكرون هذه الأيام بكتابة فصول ألف ليلة وليلة للشعب السوري كي يتسلى في لياليه الحالكة والباردة، وطبعاً لن ينسوا أن يأتوا بالكستناء النووية والعنقودية إن لزم الأمر ريثما يطلع فجر الحرية السوري .. وتكف شهرزاد عن الكلام المباح!! ..

 

 صحيح دعونا نعود إلى ما بدأنا به كلامنا أي لهذا الواحد من ثوار آخر زمن ونقول له ولو على سبيل الممازحة وتلطيف الجو: (إن سورية تتعرض لمؤامرة عربية وإمبريالية) ولكن رجاءً .. رجاءً أخذ جميع متطلبات الأمانة والسلامة اللازمة .. كالابتعاد عنه مترين في أقل تقدير ولبس خوذة إن وجدت، ودرع واقي إن أمكن .. والمسارعة للتلطي خلف أقرب ساتر موجود .. فمن لا يحسب لا يسلم ومراقبة حركاته الفيزيولوجية الإرادية واللا إرادية .. كالنط والتشبير وحركات الكاراتية والمصارعة الحرة، والإنصات الجيد للألفاظ الشعرية الجزلة والتعابير الأدبية البليغة، لأن أبسط وأرق وأعذب العبارات التي سيستخدمها لم يستخدمها جرير في هجاء الأخطل، عداك عن الاستخدام الإيمائي للسبابة وللوسطى ولدلالتهما التعبيرية والمجازية ..!!

 

فعلى سبيل المثال فالسبابة سيستخدمها كإشارة إدانة واتهام تقول عنك أنـَك واحد من الشبيحة، وتربطك علاقات عاطفية مع الأمن، وأنـَك مدمن وأن وضعك هذا يتطلب العلاج الفوري .. فأنت بالتأكيد تشاهد القنوات السورية الموالية للنظام لذلك لابد من الحجر عليك ورميك في مصح لا ترى فيه إلا القنوات التالية:

1 ــ قناتي الوصال والصفا لمدة لا تقل عن ساعتين يومياً والإصغاء الجيد لفتاوى وتوجيهات القائد الفذ عدنان العرعور.

2 ــ قناة أورينت التي يملكها غسان عبود وشركاه لمدة ساعة على الأقل.

3 ــ قناتي العربية والجزيرة وحفظ أخبارهما بصماً وعلى مدار الأوقات المتبقية من اليوم ولا داعي للتفكير بصحة أخبارهما كي تضمن الشفاء .. سلـّم تسلم!..

 

وكي لا تصاب بانتكاسة لابد من إتباع دورة تثقيفية لا تزيد مدتها على عشر دقائق فتصبح معارضاً أشوساً لا يُشق له غبار .. وعندها لن تعود بحاجة لمبادئ التفكير ولا لطرقه (تحليل وتركيب ــ استنتاج واستقرار)، فقط أرجع كل ما هو سيء للنظام .. فعند سؤالك مثلاً من يقتل الجيش، من يخرب السكك الحديدية ويحرق الممتلكات العامة؟! الإجابة بسيطة .. الأمن!!

 

وعند سؤالك من يقتل الأمن؟! قل الجيش .. ومن يقتل المدنيين؟!

قل الأمن والجيش الخائن .. وهكذا .. فهذا التفكير ليس تآمرياً التفكير التآمري أن تقول أن سورية تتعرض لمؤامرات استعمارية نتيجة مواقفها من المقاومة ومن إعاقتها وعدم خضوعها للإملاءات الإمبريالية!!...

 

وطبعاً .. أعذروني لن أشرح لكم لماذا يستخدم المعارض الناتوي إصبعه الوسطى .. فأنا أعلم تمام العلم بأن رئيس التحرير لن يسمح ليّ بذلك وسيشطب الشرح بالكامل وحجته المتوقعة والتي أعرفها مسبقاً: الحفاظ على الآداب العامة!!...

 

ولو عدنا قليلاً للوراء .. إلى حيث تركنا صاحبنا المعارض الناتوي الذي لا ولم ولن يقنع إلا بما تبثه قنوات القطرنة والسعدنة والعرعرة والنتونة (من الناتو) فهو لن يقنع .. بل من سابع المستحيلات أن يقنع أو يقر بوجود قوى مسلحة تقتل وتخرب وتمثل بالجثث حتى لو رأى ذلك بأم العين .. بل وحتى لو قتلت أباه!! .. ولن يقنع بأن ما دُمر في مدينة حماة هو مؤسسات الدولة، وأن المدينة سليمة وظلت على جمالها .. لولا الشتائم والشخيرات على جدرانها .. طبعاً لن يقنع ولو رآها ساحة ً ساحة ً ومسجداً مسجداً وشارعاً شارعاً!!!..

 

هل ما أقوله مبالغة ورش بهارات؟! .. لا والذي نفس نضالاً بيده إني لا أبالغ .. وإني لو بهرّت القصة فإني لم استخدم إلا ما قل بحيث لا أفسد الحقيقة وأحافظ على روحها .. وسأنقل لكم القصة التالية بدون بهارات إن شئتم صدقوا .. وإن شئتم لا تصدقوا: لي صديق اسمه علي كان يناقش واحداً من أقربائه المعارضين بخصوص ما جرى تداوله من اعتداء جنسي على نساء سوريات في مخيمات اللجوء التركي .. سأله علي: من اعتدى على النساء؟! .. قال قريبه المعارض: الجيش السوري الخائن!! .. سأله علي باندهاش وكيف والاعتداء تم في المخيمات؟! أجاب المعارض: قام الجيش بعملية إنزال مظلي على المخيم وتم اغتصاب النسوة وعاد الجيش؟!.

 

سأل علي باندهاش أكبر: وكيف عاد المظليون؟1 .. هنا تلكأ معارضنا المدهش بإجابته المدهشة لكن علياً ومن باب اللياقة أجابه مسعفاً .. أي سمعت بذلك .. عادوا بالمظلات!!..

 

2011-10-24
التعليقات