syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
لنحافظ على سوريَّتِنا ... بقلم : علاء فنري

جميعُنا نحيا في هذا الوطن ، نتشاركُ ترابهُ ، ماءهُ ، وهواؤه ، نتقاسمُ فيه الزمنَ بحلوهِ ومرّه ..


ولكن .. هل سأل سائل فينا أين يقطنُ هذا الوطنُ الذي نحياه ؟؟..

 سوريّة .. هي ذاكَ الشعورُ الساكنُ في أعماقِنا ، يسيرُ مع الدمِ والنبضِ والنفَس ، نحيا بهِ ، ويسكننا .

 

 ولكن ــ وبحكم طبيعتنا البشرية ــ فقد اعتدنا ذاك الشعور ، وأصبح من لا إراداتنا ، فمن الطبيعي طالما أننا بحكم الأحياء ، أن ينبضَ القلبُ فينا بوقودٍ من الرئتين في ناقلاتٍ حمراءَ عبر شبكةٍ طرقيةٍ معقدة ، وأن نرى ونسمعَ وغيرها من الحواسِّ التي ندَّعي امتلاكها كبشر ، ومن الطبيعي في ظلِّ تلك اللاإراديات التي تُسيِّرنا أن ترتفع نسبةُ البديهياتِ في حياتنا اليومية ، فتنخفضُ معها معاني الأشياءِ وقيمِها ، ويصبح ما يجبُ أن يكون أثمنَ القيمِ في حياتنا ، شيئاً من البديهي وجودُه ، يجعلنا نبتعدُ عن مجرد التفكيرِ بجدوى إعطائهِ ثمناً حتى ولو كان بخساً .

 

 فمن البديهي أن نبقى نرمي أوساخنا كيفما اتفق بحكم بديهية وجود عمالٍ للنظافة يتقاضون أجوراً ليجمعوها من ورائنا ، ومن البديهي أن نبقى ندفع الرشاوي مهما صغرت مبالغها بحكم بديهية فسادِ متقاضيها ، ومن البديهي مخالفةَ إشارةٍ مرورية بحكم بديهية فسادِ المسؤول عن تسجيلها ، ومن البديهي أن نحيا ساكتينَ عن الأخطاءِ من حولنا وتبني شعار (( ما دخلني )) بحكم بديهية أن ليس هناك من يسمعُنا (( وما بدي كون وحدي بوجه المدفع )) ، ومن البديهي .. أن نحيا بأمانٍ مطلق بحكم بديهية وجود عشرات الفروع الأمنية ومئات الرجال الأمنيين الذين من واجبهم إقرار ذاك الأمان ..

 

فبؤساً لنا ولبديهياتنا ..

 أما آن لهذه الأزمة أن تهزَّنا ، أما آن لذاك الشعورِ اللاإراديِّ الساكنِ فينا أن يُستفزَّ ويخرج إرادياً لتُعطى لكلِّ تلك المعاني قِيَمَها ، أما آن لنا أن نُجلّ مكنسةً ونحترم طابوراً ونفضح مخطئاً ونطبق قانوناً شكلوا بمجملهم شيئاً من كينونتنا ، من منطلق أن من يحمل المكنسة قد يكون أخي ، ومن يسبقني في طابورٍ ما قد يكون أبي ، ومن يكون فاسداً قد يكون قريباً لي ، ومن يبني القوانين ويحميها هو شريكي في تراب هذا الوطن .

أما آن لنا أن ننسف شعاراتنا اللامبالية ونقفَ بوجهِ مدفعٍ افتراضيٍ حتى لو كنا وحدنا .

 

أما آن لنا أن نعرف قيمة هؤلاء الأمنيين وأن نعالَ أحذيتهم التي يرتدونها أشرفُ من رؤوس حاملي السلاح طلباً لحرية مزعومة حرمتنا نومنا الهانئ ــ كرجال ــ في ليالي تعودُ فيها نساؤُنا من أفراحٍ ــ نسيناها ــ ، لعلمنا المسبق أن الشارع آمن عليهم أكثرَ منّا نحن ــ الرجال ــ .

 

أخوتي في (( السُّوريّة )) ، فلنستيقظ ولنوقظ سوريَّتَنا الساكنة فينا قبل أن يفوتَ الأوان ، فلنحافظ على سوريَّتِنا ، قبل أن نحافظ على ترابها ، فالترابُ باقٍ شِئنا أم أبينا ، والتراب طاهرٌ وسيبقى طاهر شِئنا أم أبينا .. أما الإنسان بمجملِ ما يحملُ من مكوناتٍ إنسانيةٍ خيرةٍ أو فاسدة فهو زائلٌ لا محالة .

 عذراً سوريَّة التراب ، عذراً سوريَّة الشعور ، لكَم آذيناكِ ، وآذينا أنفسنا وأنتِ التي تسكني فينا ..

 

2011-10-01
التعليقات
مو مهم
2011-10-09 10:17:46
الرجاء القراءة بتمعن
مقالة رائعة ومعبرة .. أما بالنسبة للأخت حلا ياريت تقرأي النص بتمعن لأن الموصفون بالنعال هم من حملوا السلاح تجاه أبناء وطنهم وأنا أرى بأن هذا الوصف هو أقل ما يمكن أن يقال عنهم ..شكراً أخ علاء على أدبك في وصفهم ..

سوريا
حلا
2011-10-02 13:26:16
نعال الأمنيين ماشاء الله على هالمستوى
أنا آسفة سيد علاء قريت المقال من أوله لآخره وكله كوم بس أنك تقول انو نعال أحذية الأمنيين أشرف من اللي طلبوا الحرية مو حلو هالكلام يطلع من واحد سوري وإذا كنت فعلا إنسان راقي متل ما عم تحاول توهم الكل بالمقال فانت غلطت بآخره وبينت على حقيقتك لأنو لو كان فيك ذرة إنسانية ما كنت وصفت أي سوري بأنو نعل أي شخص كان لأنو بالنهاية كلنا سورريين أمنيين ومتظاهرين

سوريا