اقترب ذلك اليوم الذي كنت اخاف ان يقترب

يمر يوما بعده يوم وانا أتألم ولا اكاد انفك عن التفكير فيه

ساعات الليل تلك التي تذكرني ايضا وتبكيني وتدمي قلبي من جديد

تتسارع خطوات الحياة وتكثر أيام الفراق

فيوما بعد يوم يمضي ليصبح سنة مملوءة بالعذاب

أمي حبيبتي

ليتك ما فارقت قلبي ليتك بقيتي بقربي

والدتي عودي انا بأمس الحاجة لحنانك

ذلك الحنان اقترب اليوم الذي دفنا فيه ذلك الحنان

ايعقل ان أرى بعيني ان امي التي تبتسم وتتحرك جثة باردة بلا حراك

تختفي تحت البياض شيئا فشيئا

وما هي الا ثواني ويرحل

ليغادرني ويسكن تحت التراب بعيدا عن حجرتي

كيف لي ان انسى مشاهد الفراق

وترك الحنان تحت الاكفان كيف لي النسيان

اوجاعي تزيد يا أمي فأنا قست علي الدنيا بعيدا عنك وعن قلبك الدافئ

وحضنك  المعطاء بدونك انا قطع اوراق نقدية لا قيمة لها

عيناي لا تزال تبكي

ونحن في البيت المهجور بتنا كالاشباح

وجدران هذا المنزل المتشحة بالسواد

وشبابيكه المظلمة وورود الياسمين الحزينة

كيف لي يا امي ان اتجاهل وجعي فوجعي يزيد

اما قالوا ان الله وهبنا نعمة النسيان

لا اصدق انني اذهب الي التربة لأزورك

وافكر في داخلي وانا اعانق شاهدة كتب عليها اجمل اسم واحب اسم الي قلبي

واقول الن تخرجي يا أمي وتعانقيني

والمثير للشفقة اني اشكو لك وجعي من الدنيا

انزل الى التراب لا تحسسه الذي دفنت فيه عساني اشم رائحتك فيه

يال رائحة صدرك لكم افتقدها يا حبيبتي

فأنها اجمل من عبق الياسمين

معشوقتي انتي وهوائي ليت القدر ما فرقنا

كل خطوة اخطوها واستمر بها الى ذلك المكان الذي سكنت فيه بعيدا عنا

اشعر بالحزن وتارة احس باني فقدت أحاسيسي بكل شي

أتخبط في نفسي التي تحطمت من بعدك

لم اعد اشعر باني أحب احد فقد مات قلبي معك

وذهب اشتياقي اليكي

واتشتعلت نيران الحنين ومن غيرك يا بعد عمري يطفئ بقلبي النيران

ويضمد الجراح ويشفي الفؤاد    بعطفه والأحضان

انا رأيت امي مودعة لنا وهي تنطق الشهادتان

وقلبها الرقيق ينفذ من الدقات وروحها تجسد في الاكفان

جثتها طريحة بلا حراك وجسدها ستأكله الديدان

لا استطيع الفرح ولا التلذذ بسعادة فالمكان ملأته الاحزان

من هي التي سهرت لراحتي وابكتها احزاني

من سهرت الليالي وعانقتني وغمرتني بكون من الحنان

من التي اخذ الله روحها الي الجنان

أمي لا أجد من سيواسيني في مصابي للان

ما حصلت على حنان يساوي جزء بسيطا من حنانك لو مهما مرت بي أزمان

فسريرك لا يزال باردا ويشتاق لك المنزل في كل ركن من أركان

تتراقص دموع المطر عليكي فأنت فارقتني في يوم مولدك وهاهو يعود الآن

اتوجع والوجع سقيم وبقطع لي أوصال قلبي ويقتل وجداني

لو ان البكاء أعادك ولو ان الحزن ارجعكي ولو انك ما فارقتني وتركتني بلا امان

اين امي كيف لي ان اجدها وكل الاماكن باردة بعدها كيف تطيب وتحلو الحياة

قولوا لي كيف تحلو ؟؟

هاهو الشهر العاشر ففيه فقدتك يا حلاوة قلبي  ومرارتي بعد البعاد

لا صحوة لي ولا نوم يومي كسكرانة حافية القدمين

كمسكين يمشي ويستعطف الناس ليس ليأخذ المال

بل ليبحث داخل العيون عن  نظرة امان

امي انا انتظر بفارغ الصبر ذلك اليوم الذي سأراكي فيه

واطلب من الله ان يستعجله لأنني احن لحضنك

,,,,,,,,,,,,,,يتبع