رغم اتساعها وضخامة مبانيها , كل شيء فيها ساكن.
فالشوارع خالية من المارة , والمحلات مقفلة , ولا شيء سوى الضباب الأسود يتصاعد . الصمت وحده يسود المدينة .
الناس نيام . أو ربما أموات , ولا أحدا يدري ماذا جرى . وأي مصير أحدق بالناس ؟!! ..
العمارات الشاهقة بنيت لتسكن , والمعامل الضخمة أقيمت لكي تدور, والأسواق أنشأت لتعج بالحركة .
ولكن كل شيء في المدينة جامد . حتى أغصان الأشجار, هي الأخرى بدت ساكنة كونها اصطناعية حيث قطعت اشجار الطبيعة واستبدلت بأشجار مزيفة.
ثمة حركة وصوت في إحدى الجهات .
تزداد الحركة , ويعلو الصوت . يصبح الصوت مجلجلاً . هادراً قويا .
ومن بين الضباب . يظهر رجل قوي البنية ذو وجه مشرق.
يختار الرجل القوي طريقة , لم يسر في شوارع المدينة المعبدة
وإنما اختار الدرب الوعر. فشوارع المدينة كلها تلتقي بمكان واحد .
والرجل القوي يريد أن يمشي باتجاه الشمس .
حقاً فلقد اختار الدرب الصعب. وحين بدأ مسيره سمع أصوات الكلاب تنبح .
في البدء نبحت الكلاب . ثم خرجت إليه من الأبنية العالية وركضت باتجاهه .
تجمهرت حوله وأخذ يعلو نباحها .
وقف الرجل الشجاع مكانه ونظر إلى الكلاب بنظرات حادة أرعبتها وجعلتها تتراجع .
وقفت الكلاب فزعة لا تفعل شيئاً إلا النباح .
حين ذلك تابع الرجل الشجاع مسيره باتجاه الشمس , تحركت الكلاب خلفه وهي تنبح
الرجل الشجاع يمضي في طريقه والكلاب خلفه تحاول أن تثنيه وتمنعه .
توقف أكثر من مرة ناظراً اليها بغضب .
وفي المرة الأخيرة قرر ألا يكترث بنباحها . ولان الكلاب لا تستطيع أن تمضي في هذا الطريق فقد تسمرت بمكانها مكتفية بالنباح , بينما الرجل يمضي في طريقه .
مازالت الكلاب تنبح, وما زال الرجل القوي الشجاع يسير في طريقه باتجاه الشمس.
الأخ المحترم الأستاذ محمد عصام الحلواني أعزك الله: اشكر اهتمامك بمشاركاتي وتعليقاتك التي تزيدني ثقة بأن حب سوريا عند السوريين منقطع النظير وإنهم جميعا إخوة وأحباء يقفون في خندق واحد ضد محاولات الهيمنة على الإرادة الوطنية وضد المخططات الاستعمارية للسيطرة على المنطقة فالشعب السوري الذي نعتز بالانتماء إليه يقف مرفوع الرأس عالي الجبين يحمل راية المقاومة ويقدس الشهادة ويعتز بالشهداء بهذه الإرادة القوية والشجاعة وبتلك اللحمة الوطنية الرائعة تقاوم سوريا أعداؤها ولابد من أن تنتصر .
رائعة ومدلولاتها واضحة وواقعية . وفي هذا المعنى قال الشافعي رحمه الله .. إذا سبني النذل أزددت ترفعا وما العيب إلا أن أكون له مجيبا يزيد سفاهة فأزداد ترفعا كعود زاده الإحراق طيبا... عشت أستاذ عدنان المحترم وعاش الدكتور بشار الأسد وعاشت سورية و..والكلاب تنبح والقافلة تسير
من يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر ومن يقترب من الشمس يحترق فليبقى في بلدته وليعيد اصلاح ما فسد منها ويعيد الحياة لها ويصنع فيها شمسا تدفؤها دون أن تحرقها
عزيزتي الحمامة البيضاء : شكرا لاهتمامك , واني أتقبل الرأي الآخر كما انني مع الحوار الهادئ الذي يعتبر ظاهرة صحية لبناء مجتمع على أسس ديمقراطية سليمة وارد على ما تفضلتي به بالقول : كما إن الحمامة البيضاء رمزا للسلام . فأن الشمس رمزا للنور وليست رمزا للنار . فحين يمشي الرجل الشجاع إلى الشمس فانه يريد النور الذي يشتت الظلام. النور الذي يفتح العيون المغمضة و القلوب المظلمة. النور الذي يقضي على الجهل. نور يشع بالعدالة والمحبة والرحمة والعطاء. بمثل هذه النوايا الطيبة حين يسير الرجل الشجاع إلى الشمس