syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
أم حسان المجنونة ... بقلم : فيصل تركي خليفة

تتوقف جميع المركبات عند هذه الإشارة المرورية حصراً بانتظام والتزام ندر نظيرهما هذه الأيام، بينما تقف "أم حسان" تراقب الوضع عن كثب.أما عيون السائقين تترقب إشارة الإنطلاق من يد " أم حسان " خوفاً من تعرض مركباتهم للإذى إذا ما أخترقوا القانون أو خالفوا النظام فقد كانت تحمل سلسلة حديد تنهال بها على سيارة من يحاول قطع الإشارة الحمراء.وبعضهم والإمانة احتراماً لحالة " أم حسان" نفسها.


* * *

 

وصلتْ إليه أول الناس ،حملته كما هو مضرجاً بدماءه الكثيرة وأخذت تركض رافضةً الركوب بأي سيارة لإعتقادها – تحت تأثير تضخم الألم - بأنها ستكون أسرع من أي سيارة في هذه الدنيا في الوصول به إلى المستشفى. أجبرتها الناس على الركوب بسيارة لكنها رفضت تسلميه لأحد بقيت متمسكة به بكل قواها. معذورة "أم حسان " فهو وحيدها ذي الثمانية أعوام الذي آمن بالقانون والنظام .داخل السيارة بدأت حرارة جسده تتلاشى حتى وصل حد البرودة الكاملة مع وصول السيارة للمستشفى وهنا نطقت للمرة الأولى صارخة " إنه وحيييييييييدي يا الله ..!!! هل تسمع يا رب العزة ؟ أقول لك أنه وحيييييدي..!!! "

 

خرج الطبيب من غرفة العناية المشددة بعد دقائق ليقول" الرحمة لهذا الطفل المسكين ،عظّم الله أجركم ".غابت "أم حسان " عن الوعي بعد هذا الخبر المتوقع أو ربما لترافق "حسان " بلا وعيه للحظات ،ولتودعه للمرة الأخيرة.

* * *

 

جاء في التفاصيل : " إن مركبتين قطعتا الإشارة الحمراء بسرعة جنونية، حيث أن أحدهم كان يطارد الآخر و يعتقد بأن الأول كان ( شبيحاً ) والثاني (مندساً ) فشلا بالاتفاق على وجهة نظر فتطور الأمر لضرب و من بعدها هروب ...وللدقة لم يُعرف من كان يطارد من أو أي من المركبتين صدمت وقتلت "حسان " لهذا سُجلت القضية ضد الوطن .

 

لا الموت ورهبته، ولا فقد الوحيد وعظمته ،ولا حتى طول الفراق وألمه كانت الأسباب التي دفعت " أم حسان " للجنون أو لهذا الحالة الهسترية، بل هذه التفاصيل حسب تقديرات الأطباء . كيف لا و "حسان" لا إنتماء له للموالاة كأبيه ولا للمعارضة كخاله

 

الذين وقفا معاً وجنباً إلى جنب في مجلس العزاء وبكل تأكيد بكايا معاً. ولكن كلٍ من مبدأه .. ويُقال بأن صراع أبو حسان وخال حسان الدائم في محاولة تحميل المسؤولية لطرف دون طرف آخر جعل من حالة "أم حسان " لا أمل منها بالشفاء.

* * *

 

نصيحة : " احذروا الموالاة والمعارضة عند إشارات المرور....حرصاً على سلامتكم فكلاهما يتشدقان بسيادة القانون "

2011-10-05
التعليقات
سوري
2011-10-05 15:22:21
شرطي
جميل انو ام حسان فقدت وحيدها بس مافقدت وطنها قصة حزينة خلي المعارضة تفرحححححححح

سوريا
مندهش الفكشة
2011-10-05 11:43:52
كلام جميل وكلام معقول
بس فيني قول حاجا عنه انو هالكلام غير دقيق ولنعلم ان الأمور نسبية أنا أقول أن الموضوع بدو نهدي اللعب.

سوريا