مع بداية الأحداث في سوريا، كان العنوان الوحيد لأي حديث في كل جلسة في أنحاء القطر كله هو:ماذا يجري وإلى أين نسير؟؟!
وفي إحدى هذه الحوارات مع أحد الأصدقاء، اختلفنا في وجهات نظرنا، وبدأ كل منا يقدم برهانه ودليله ،والتي كانت مصادرها الانترنت والمحطات الفضائية بالإضافة إلى الشائعات ،التي نتبنى منها ما يعجبنا ونهاجم ما لا يعجبنا.
وعندما كنت تدلي بدلوك في أي حديث، كان يتضح فورا ما هي مصادر معلوماتك..بدأت أدافع عن وجهة نظري ،وأقدم أدلتي .فورا أجابني محادثي وبلهجة لا تخلو من تهكم :"آه انت من جماعة الدنيا !".عندها أحسست أنني كمن يتبنى فكرة فوز نادي الساحل لكرة القدم(ولمن لا يعرفه فهو نادي لكرة القدم في مدينة طرطوس من الدرجة الثانية وأحيانا الثالثة)على نادي برشلونة!!!!!
فأين مني الدنيا من قناة الرأي والرأي الآخر، حيث جهابذة التحليل السياسي، وعباقرة الرؤى السياسية ،وعلى رأسهم كابتن الفريق ،وهو من صنعنا منه المفكر العربي الكبير. أما أعضاء فريقي فهم واحد من ثلاثة:محللون سياسيون معروفون محليا(وهم قلة)، وآخرون شبه معروفين، والنوع الثالث هم الغير معروفين(وهم الغالبية)..
توالت الأحداث ولم أترك متابعة قناة الدنيا، كنت أشاهد دموع مذيعيها التي لم تظهر على الشاشة ،عند حديثهم عن شهيد جديد سقط أو تم تقطيع أوصاله، كنت أسمع غصاتهم التي لم تسمع على الهواء، ببساطة صدقتهم لأنني أحسست بأنهم بشر طبيعيون، مثلي ومثل جاري ،ومثل زميلي في العمل ،ومثل بائع الخضار، وحلاق الحارة ،وبائع الغاز المتجول... بشر من هذه الأرض الطيبة، يتفاعلون مع الحدث إنسانيا ،وليس بقدر ما يدفع لهم من مال ...
عندما كان يتصاعد النقاش في فضاء أحاديث السوريين، كان البعض يقول :"الدنيا قالت كذا والدنيا عرضت كذا" فكأن الرد المناوب:"ومن يشاهد قناة الدنيا؟!!!" فالكل يشاهد "الفريق العنابي"- فريق خرافة، ويتبنى رأيه. فكنت أشعر بالحزن والغبن في آن واحد..نعم !ربما كانت قيمة قناة الدنيا المادية لا تساوي رواتب العاملين في قناة خرافة لشهر واحد ،ولكن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.......
ماذا حدث في ستة أشهر؟ عندما يمرض رب الأسرة ،ويكون أكبر أولاده صغيرا ،فيضطر أن يأخذ مكان أبيه ،فتراه يصبح رجلا في وقت قصير ،وهذا ما حدث مع قناة الدنيا .كبرت في هذه الشهور ،واشتد عودها ،وأصبحت ترشق بسهام الخارج .فأنت إذا كنت لا تعرف حجم الفعل بشكل جيد، يمكنك أن تحكم عليه من خلال رد الفعل، وما رد فعلهم تجاه الدنيا سوى مقياس لمدى ما وصلت إليه من أن تملأ الدنيا، وتبدأ بضرب يدها على الطاولة قائلة :"أنا هنا يا آل خرافة"...............
إلى صديقي العزيز أقول : نعم أنا من جماعة الدنيا الآن أكثر من أي وقت مضى.
وإذا كانت العقوبات بدأت بسيادة الرئيس ،ولن تنتهي بقناة الدنيا ،فإنني أتوقع (وربما أتمنى ) أن تكون إطلالة سيادته القادمة من الشاشة "المعاقبة" ،لتكون المكافأة أكبر من أية عقوبة...
وربما..أقول ربما ..وبوجود الإرادة الصادقة ،فقد يفوز نادي الساحل على نادي برشلونة...من يدري؟؟؟؟؟؟
من قال أن الدنيا يمكن أن تقارن ب جزيرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يعني انت برأيك العالم بتفضل الجزيرة على الدنيا لأنه تمويلها أكبر؟ مو لأنه اللي بيطلع عالدنيا مثلاً استغباء لكل انسان فيه ذرة عقل؟ على كلن رح أعطيك ياها من الآخر وعلى طريقتك.. لن يفوز الساحل على برشلونة.