syria.jpg
مساهمات القراء
شعر
الحقيبة الزرقاء ... بقلم : محمد إقبال بلو

قصيدة لأجل سورية .. سورية الحبيبة .. لكل سورية .. دون تمييز بين نظام ومعارضة ..


ودون تمييز بين طائفة اخرى .. هي دعوة للحفاظ على وطننا الحبيب ..

ليس لأجلنا بل لأجل أبنائنا ومستقبلهم ..

 

الحقيبة الزرقاء

 

ويحمل الحقيبة الزرقاء كالغيومْ

يُجَمّع التفاح والحروف والندى

ويسكب الدفاتر الصغيرة الشفاهِ

ما بين النجومْ

 

يطير كالفراشة البيضاءْ

يلمّ من ظلامنا

ما ترتدي الأضواءْ

ويحمل الحقيبة الزرقاءْ

يكدّس الأحلام في جيوبهِ

 

وبينها يدسّ قطعة من السكاكر الملوّنه

أراه كل لحظةٍ

في لحظتي

أراه بين ما أخطّ من قصائدٍ مزخرفه

أراه في الأيام والشهور والأعوامْ

 

أراه في ملحمة السلامْ

يحارب الحروبْ

ويرسم الزيتون في ساحاتنا

يقدّس الزهور والقصبْ

ويمسح الغبار عن حدائق الرّمانْ

 

ليصنع الامانْ

لتشرق الحقيبة الزرقاء كالصباحْ

ليرقص التفاحْ

يا نكهة الأحزان والأفراحْ

يا قصتي

 

يا قصة البابونج المعجون بالأقاحْ

سترقص الكروم ذات ليلةٍ

على وجيب ناينا

سنكتب التاريخ في حقولنا

على ضفاف القمحِ

سوف ترتمي حروفنا

 

تقبّل التراب من هيامها

تعانق السنابل الخضراءْ

وتبسم الشفاه مثل وردةٍ

وترجع الحقيبة الزرقاء نحو دارنا

كغيمة مطيرةٍ

عجبت كيف نقتل البياضَ

 

في جناحنا الرقيقْ

وكيف تسقط الشوارع السمراءُ

منا في الطريقْ

وكيف نحرق العطور في ربيعنا

إلى متى سيستباح نبضنا

إلى متى ندور في أسطورة الضياعْ

 

إلى متى نهانْ

إلى متى نُباعْ

فقد سئمت من هزيمتي

والخوف ملّ من قصائدي المحطمة

والياسمينُ جفّ في مدينةِ

الحدائق المعلقة

 

على جبين طفلتي

قرأت مستقبلنا المنفيّ من تاريخهِ

وبابتسامة تضجّ بالشرودْ

مسحت شعرها الحريرْ

فطفلتي مجهولة المصيرْ

بالإصبع الصغيرْ

 

أشعلتِ الشموع فوق تلّة السماءْ

وغرّد البريق في المُقلْ

فلا للمعتقِلْ

ولا للمعتقَلْ

نعم لزرع أرضنا

 

نعم لعصفور الصباحْ

نعم لكل زنبقه

 

تحطّ قرب بابنا

لتفتح الأبواب للعطاءْ

لعلها من حبّنا

تبتسم الحقيبة الزرقاءْ

فطفلتي الصغيرة البيضاءْ

قصيدةٌ

سوريّةُ الحروفِ .. والأوزانِ .. والبناءْ

 

محمد إقبال بلّو – حلب – 29/9/2011

 

2011-10-05
التعليقات