تدخل الدنيا باكيا وهم سعداء بقدومك وينتظرون قدومك على احر من الجمر ويخسرون لكي تحيا وتنمو سريعا ويشتد عودك وتودع الدنيا باكيا بعد عقود لا تصل القرن في اغلب الاحيان
وربما تجد من يبكي فراقك وربما هناك من ينتظر مغادرتك لتخفيف حمل عن كاهله او لأنه ينتظر ميراثا لا يحصل عليه الا بعد فراقك لكي يستصدر لك شهادة مغادره بلا عوده وحينها يوجد من يريد ان يقبض من بعد مغادرتك اذا تركت مالا او ما يستبدل بالمال من ارض وعقار
وما بين الدخول والخروج تعيش حياتك راكضا وراء المال تحاول جمعه بشتى الأساليب لتتركه لمن يبدده بشتى الاساليب ايضا واذا كان جمعك له صعبا فتبديده عليهم سهلا ويمكن ان تكون قد كسبت عداءا او تسببت بظلم لأرملة أو ليتيم او حرمت فقيرا من تناول طعامه او منعت حبة دواء عن مريض او رفضت علاج زوجتك أو أمك او أبيك كي لا ينقص المال الذي جمعت وتسببت لهم بالألم النفسي والشعور بالمهانة والحرمان زيادة على الالم الذي رفضت دفع المال لتزيله او تخففه عنهم او قد تكون بلعت حقوق اختك واخيك لتزيد المال الذي استأثرت به نفسك من باقي الورثة وهل تعتقد انك تغادر مرتاح الضمير بعد كل الذي ارتكبت من اجل مال تركته لكي يدمر ولا يعمر من بعدك
هناك أشخاص يبيعون كل شى مقايل المال ويتنكرون لأهلهم ووطنهم ولكن يندمون في الوقت الذي لا يفيد فيه الندم بعد أن يكونوا قد خسروا كل شئ .
نمضي عمرنا في جمع المال ونخسر أحبتنا ونحصص على أنفسنا ثم نتركه ونرحل فما فائدة جمعه ولما لا نستمتع بما جمعناه وننفق ونحافظ على من حولنا فهم أثمن من كنوز الدنيا