syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
أسرار السعادة ... بقلم : إياد نزيه الدرويش

يحكى أنه حدث في إحدى المسابقات الرياضية القصة التالية: كان هناك تسعة متسابقين معاقين , وقفوا جميعا على خط بداية سباق مئة متر ركض, وأطلقت إشارة بداية السباق، لم يستطع الكل الركض ولكن كلهم أحبوا المشاركة فيه


وأثناء الركض انزلق احد المشاركين من الذكور، وتعرض لشقلبات متتالية قبل أن يبدأ بالبكاء على المضمار فسمعه الثمانية الآخرون وهو يبكي

فابطأوا من ركضهم وبدؤوا ينظرون إلى الوراء نحوه

وتوقفوا عن الركض وعادوا إليه … عادوا كلهم إليه

وجلست بجانبه فتاة( منغولية)، وسألته: أتشعر الآن بتحسن؟

 

فنهض الجميع ومشوا جنبا إلى جنب كلهم إلى خط النهاية معا

فقامت الجماهير الموجودة جميعا وهللت وصفقت لهم طويلا

الأشخاص الذين شاهدوا هذا، مازالوا يتذكرونه ويقصونه

لماذا ؟ لأننا جميعنا نعلم في باطن أنفسنا بأن الحياة هي أكثر بكثير من مجرد أن نحقق الفوز لأنفسنا

الأمر الأكثر أهمية في هذه الحياة هي أن نساعد الآخرين على النجاح والفوز، حتى ولو كان هذا معناه أن نبطئ وننظر إلى الخلف ونغير اتجاه سباقنا

 

أحببت أن أدخل إلى الموضوع الرئيس وهو السعادة عبر هذه القصة المعبرة وأعتقد أن هذا الموضوع مرتبط فينا بشكل مباشر فمثلا نحن نقنع أنفسنا بان حياتنا ستصبح أفضل بعد أن نتزوج

نستقبل طفلنا الأول،،،،

أو طفلا أخر بعده،،،

ومن ثم نصاب بالإحباط لان أطفالنا مازالوا صغاراً،،،،

 

ونؤمن بأن الأمور ستكون على ما يرام بمجرد تقدم الأطفال بالسن

ومن ثم نحبط مرة أخرى لان أطفالنا قد وصلوا فترة المراهقة

ونبدأ بالاعتقاد بأننا سوف نرتاح فور انتهاء هذه الفترة من حياتهم ،وهكذا من مرحلة لأخرى

ومن ثم نخبر أنفسنا بأننا سوف نكون في حال أفضل عندما نحصل على سيارة جديدة، ورحلة سفر وأخيرا أن نتقاعد.

 

الحقيقة أنه لا يوجد وقت للعيش بسعادة أفضل من الآن.

فان لم يكن الآن ، فمتى إذن؟

حياتك مملوءة دوما بالتحديات ،،،

ولذلك فمن الأفضل أن تقرر عيشها بسعادة اكبر على الرغم من كل التحديات.

كان دائما يبدو بان الحياة الحقيقية هي على وشك أن تبدأ.

 

ولكن في كل مرة كان هناك محنة يجب تجاوزها ،،، عقبة في الطريق يجب عبورها ، عمل يجب انجازه ،،، دين يجب دفعه ،،، ووقت يجب صرفه ، كي تبدأ الحياة .

ولكني أخيراً بدأت أفهم بأن هذه الأمور كانت هي الحياة.

وجهة النظر هذه ساعدتني أن افهم لاحقا بأنه لا وجود للطريق نحو السعادة.

 

السعادة هي بذاتها الطريق.

ولذلك فاستمتع بكل لحظة بما يرضي الله.

لا تنتظر أن تنتهي المدرسة ، كي تعود من المدرسة ، أن يخف أو يزيد وزنك قليلا، أن تبدأ عملك الجديد، أن تتزوج ، أن تبلغ نهاية الدوام أو يوم الجمعة ، أن تحصل على سيارة جديدة ، على أثاث جديد …

 

كي تكون سعيداً .

السعادة هي رحلة وليست محطة تصلها

لا وقت أفضل كي تكون سعيدا أكثر من الآن

فكر بهذا للحظة

 

فالحياة قصيرة جدا

السعادة حسب افضل التعريفات النفسية هي الرضي الداخلي العام عن النفس، فمثلا اذا سمعت احدا يقول انا راض عن عملي فهو يقصد انه سعيد في عمله، واذا سمعت الآخر يقول انه راض عن اسرته فهو يقصد انه سعيد مع اسرته، وهكذا.. وافضل مراتب الرضي هي الرضي عن النفس فاذا توصل الانسان الي مرتبة الرضي عن النفس يعني ذلك انه حصل علي السعادة الحقيقية الشاملة، اي هناك فرق لا ينتبه اليه كثير من الناس والفرق هو بين السعادة والفرح فتعريف السعادة قد اتضح لك واما الفرح فنقصد بها نوبات الضحك والابتسامات فاذا طلب منك في موقف وفاة عزيز ان تكون سعيدا فالمقصود هو الرضي وان تعمل شيئا ولا يمنع ان تبكي وانت راض فهذا هو الفرق.

 

الذين يبحثون عن السعادة في الجاه او في المال او في الزواج فهم في حقيقة الامر يضيعون وقتهم فكثيرا ما نرى من الاغنياء من هم تعساء واخرين فقراء سعداء والسبب ان السعادة لا تأتي من عوامل خارجية وانما هي بداخلك وبنظرتك الي الامور من داخل نفسك وكيف تبرمج حياتك عليها،

من هو السعيد؟

 

هو الشخص الذي يمتلك رؤية ورسالة واضحة لحياته يعيش لها وتتصف رسالته بالسمو والطموح والشمول، وهو الشخص الذي ينظر الي الماضي وكأنه صندوق تجارب والي الحاضر وكأنه ملعب للتحدي والي المستقبل وكأنه ممر منير مستفيد من ماضيه متحمس لحاضره متشوق لمستقبله، السعيد ليس شخصا لا تأتيه المشاكل بل علي العكس لكنه ينظر اليها علي انها مؤقتة وان المسألة لن تدوم والله مع الصابرين ولا يعممها علي جوانب اخري من حياته والسعيد يحب نفسه ولا يصغر من قدراتها، السعيد متحرك متحمس يتعلم ويطبق ويحاول وينجح واحيانا يفشل، ايجابي وليس فدائي ولا اناني يقلق لكنه غالبا مطمئن يبكي لكنه غالبا يضحك يمرض لكنه غالبا صحيح، باختصار فهو انسان لكنه يجتهد فلذلك حتما ينجح.

 

فكن انسانا ينظر الي الحياة بنظرة جميلة وايجابية وسعيدة تكن سعيدا مطمئن البال فالحياة مليئة بالفرص والخيارات والامل فلا تنظر لها بنظرة سوداء فتصبح عندك كذلك.

 

لا تقل يارب ان لي هم كبير بل قل يا همي ان لي رب كبير

فرزقك مقسوم .. وقدرك محسوم وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم

مع تمنياتي لكم جميعا بالسعادة الدائمة 

 

2011-10-08
التعليقات
نسمة سحر
2011-11-20 11:55:28
من عرف إنسان مثلك... انكتب حظه سعيد
مقالة عميقة ورائعة...تلامس القلب وتنعش الروح... وتخاطب العقل... فعلاً..."إذا لم يكن ماتريد .. فأرد ما يكون.. واستمتع به" شكراً جزيلاً لك

سوريا
إياد نزيه الدرويش
2011-10-10 23:51:29
ألف تحية حب واحترام
لكل من قرأ وعلق على هذه المقالة الأعزاء نائل - نسمة - بتهوفن - أديسون العرب - أبو دريد - ميمي - الحسناء وشكر خاص للغوالي جدا عبود وهادي وزوروكوف ( اشتقنالك ) وللصديقة العزيزة حمامة الموقع الرائعة ..شكرا للموقع الغالي ولأسرة سيريانيوز المحترمين

السعودية
(صديق عبود) زوركوف
2011-10-10 08:51:16
..
قرأتها كاملة وكانت أكثر من رائعة... شكرا جزيلا للكاتب العزيز م.إياد، وأطيب تحية للصديق الغالي عبود.

الإمارات
إياد نزيه الدرويش
2011-10-10 00:52:51
إلى الحسناء
تحية طيبة : فقط من باب التوضيح وليس من باب الدفاع عن النفس .. أختي الكريمة وللعلم , تم نشر هذه المقالة لي في سيريانيوز في 18 حزيران 2010 وببساطة يمكنك العودة لمحرك البحث ومعرفة ذلك ولكن كنت أتمنى لو ذكرتي مصدر " اللطش " لأني تعودت أن أكون ملطوشابه وأسامح وعمري ماكنت لاطش ..صحيح قد أقتبس عنوان أو تعريف أو فكرة وهذا ليس بمحرم ولا بعيب وبكل الأحوال أشكرك لأنك أضفتي صفة القيمة على المقالة وعن نفسي مسامحك .. تحياتي لك

السعودية
هادي دوكار
2011-10-09 20:31:50
أسرار السعادة
هي أن أستاذي إياد أمتعنا جدا وهذه هي سر سعادتيي مشكووور أستاذي الغالي كل حرف في مقالك كان يشدني إليها أكثر كما تعودنا عليك أشتاذي المبدع وها نحن نتعلم من كلماتك فشكرا لك

سوريا
الحسناء
2011-10-09 16:21:26
المقالة قيمة ولكنها ملطوشة!!!
حبذا يا صديقي لو نشرت المصادر التي اعتمدت عليها في نهاية مقالتك...

سوريا
الحمامة البيضاء
2011-10-09 13:25:56
صباح الورد
والله اني حسيت بسعادة وراحة وانا عم أقرأ كلماتك أسعدك الله في الدارين /السعادة أن تريد أن تكون سعيدا فتجد في كل ما حولك شيئا يسعدك ويجب أن لا ننسى أن أحدا لا يخلو من الهموم لكن هناك من لا يحملها دوما فوق كاهله بل يضعها جانبا

سوريا
mimi
2011-10-09 11:06:53
حلوة المقالة سلمت يداك
المقالة عن جد حلوة وتشعرك بالسعادة والتفاؤل حقا يلمت اناملك مرة اخرى

الدانمارك
ابو دريد
2011-10-09 09:00:02
مين اللي قتل ابن المفتي
ما زلت ابكي يا اياد للان مين اللي قتل ابن المفتي --الله لا يوفقهم

سوريا
اديسون العرب
2011-10-09 05:21:59
شكرا
شكرا سلمت ايديك مقالة حلوة

سوريا
بتهوفن
2011-10-08 23:11:57
لا تعليق
كلام جميل وليس بعده كلام,فيجب ان نجعل من كل اوقاتنا سعادة كي نرضى عن حياتنا بشكل عام.

سوريا
عبود
2011-10-08 17:14:22
...
كلام حلو..بس بعتقد انو مثالي شوي..لأنو مافينا نطلب من واحد صرلوا عشر سنين بالسجن وعم يتصبح ويتمسى بقتلة انو يعيش اللحظة ويستمتع الا اذا كان ماسوشي طبعاً..بس اكيد بعد مايطلع من السجن رح يتكفل الزمن بتجميل ذكريات السجن ورح يقول انو الوضع ماكان مآساوي لهلدرجة وياريت استمتعت..بشكل عام كل انسان عندو مجموعة احتياجات مرتية بشكل هرمي..وقد ماعاش مستحيل يوصل لأشباع كلي..وعكل حال شعارك بالحياة مو بطال..الحياة حلوة بس نفهمها..تحياتي الك اياد..ولصديقي زوركوف

سوريا
NESAM
2011-10-08 14:29:19
السعادة في الرضى
حقيقة للإبدع عنوان , وكتاباتك هي العنوان .. القصة الموجودة بالمقالة فيها جانب إنساني رائع .. تحياتي لك

سوريا
نائل الفرزلي
2011-10-08 14:25:22
عنوان السعادة
حقيقة قرأت المقالة ومنذ بدايتها كانت الحروف تجرني بلهفة حتى الحرف الأخير .. مبدع مهندس إياد , وكتاباتك تعكس طبيعة نفسيتك الراقية .. دمت بخير وسعادة

لبنان