syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
كِسرة خبز .. 11... بقلم : م. مازن تكريتي

مجموعة خواطر تحمل بين طياتها حياة غادرتني و أمل انسحق، لقد أثقلتني آلامي وتفجرت لتخلل قلب منهك وتقويه على نفسه لتخرجه إلى النور لتسطر واقع جديد يكون الفرح حجر أساسه ، لأصبح أقوى من ذي قبل .


بدأ كل شيء بكسرة خبز عندما وقفت لحظات للتقاطها كنت قد دُستها بطريق الخطأ .. يا الله كيف يستطيع شخص ما - كائناً من كان أن يتكبر على هذه النعمة العظيمة ..

 

عندما رفعت رأسي لالتقطها رأيتك تراقبيني وبخبث شديد عند ناصية الرصيف .. وبسرعة البرق التقطتها ووضعتها داخل معطفي وأسرعت الخطى باتجاه مكتب حجز التذاكر كيلا يفوتني قطار السادسة مساءً وعلى درجة رجال الأعمال ..

 

وسط حشد كثيف استطعت التسلل .. استطعت أن أسلك طريقي بصعوبة ابتغي نفق المترو وسط ساحة التايمز في لندن .. ربما لم تقصد عيني أن تتفقدك وكم كنت فرحا عندما عثرت عليك ورائي تماماً ربما لم ألحظ وسط ارتباك أنك كنت تلاحقينني .. وأنا أضع يدي في جيبي ممسكاً تلك ... كسرة الخبز ..

أكملت طريقي أهمهم ببضع كلمات لم يستطع سماعها حتى أقرب الناس إلي .. ويا لها من مصادفة عجيبة .. تلك أن أستقل أنا وأنت ذات العربة وأنك قد اخترت ذاك المقعد المقابل لي مكاناً لك .. تبادلنا النظرات .. لكم حسبتها نظرات الإعجاب في البداية .. لكن لم تنطق شفاهنا ببنت شفة. 

 

لمحت انعكاس صورة وجهك الجميل المنير كالبدر على زجاج النافذة ورحت أتأمله .. وأنا منهمك بمراقبة الطريق .. ومراقبة ذلك الانعكاس أيضاً .. لفت نظري أنك تراقبينني أيضاً .. توجست الخيفة قليلاً .. لحظات وقد بدأ وقت الاستراحة لاحتساء الشاي .. استطعت أن استأذنك لخمس دقائق قبل أن نبدأ باحتساء الشاي اللذيذ .. لم أعلم أنك تخططين لوضع شيء داخل كأسي .. وكم كنت عفوياً عندما أخذت ذاك الكوب من يدك وببساطة بدأت بارتشاف الشاي بضع مرات لأشعر ببداية دوار خفيف .. ما كان سوى تأثير المخدر الذي وضعته لي .. سرعان ما سقط الكأس من يدي .. وما إن فقدت الوعي تماماً .. حتى أسرعتِ إلى حقيبتي لتأخذيها .. عندما أعلن صوت السائق وصولنا المحطة التالية .. وبدأ استعدادك للخروج وكأن شيئاً لم يحصل ولكنها كانت لحظة الصدمة عندما وضعت يدك في جيبي لتتعرفي على الشيء الثمين الذي أمسكه وبقوة .. !!

 

أيقظتني تلك الشهقة التي أطلقتها عندما أمسكت كسرة الخبز وبنفس اللحظة التي فتح فيها باب غرفة العربة الخاصة بنا .. وظهور أحد ضباط الشرطة ..

لقد استطعت إحباط إحدى أكبر شبكات السرقة في مترو لندن .. ببساطة لقد كانت تلك الخمس دقائق كافية لإخطار السلطات باشتباهي لإحدى السارقات ..

فعلاً لم تكن تلك النظرات للإعجاب ولكنها كانت للدهشة ولكنك للأسف لم تنتبهي إلى ذلك .. لأن نظراتك لم تكن طمعاً في الحصول على قلبي وهذا ما أدركته منذ البداية، وإنما كانت للحصول على شيء آخر.  

 

مواضيع متعلقة:

http://www.syria-news.com/dayin/mosah/readnews. id=1573

 

2011-10-14
التعليقات
Danny
2011-10-15 00:55:05
كسرة خبز
أحببت كتابتك فهي سهلة وسلسة شكرا لك

مصر