لمن السرور و وافر السعادة أن يلتقي المرء إخوانه في الاغتراب فيتكلم معهم بلغته الأم ويفتح قلبه المليء بأسى الغربة والبعد والفراق عن اللغة، وأيام الطفولة، ومكان ترعرعه في حارته التي طالما سكنت قلبه .
لكن ما إن تبدأ اللقاءات المتعددة، ليخرج إليك بعض من آل جلدتك يبدؤون بالتشهير بك ورميك بحجارة من نار ، في كل الحانات والجلسات والاجتماعات ، حتى و لو كنت قابعا في بيتك و لست آبها فيما يدور في حاناتهم ، التي أصبحت مطاعم تقدم لروادها أشهى صحون اللت و العجن ، بدل أن تكون ملتقى لتخفيف الظمئ الثقافي و المعرفي و مكان لالتقاء الأصحاب و الأصدقاء ، و الترويح عن النفس في غربة مزينة بالأشواك ، حتى تلعن تلك اللحظة التي التقيت ببعض هؤلاء .
و في كثير من الأحيان تكون مرتاحا في ذلك المكان الذي قذف بك القدر إليه بعيدا عمن تشترك معهم باللغة والتاريخ والوطن. وتبقى تلك الأشواك في النفس تؤلمنا لما نحن عليه في كل بقعة رزمة هشة ؟ و نتساءل دائما لماذا الجسور بيننا ضعيفة و تنهدم بسرعة؟ رغم أن مواد البناء موجودة لدينا ، والكوادر من كل الأطياف متوفرة، و بإمكاننا تشييد منها جسور أبدية غير قابلة للهدم والزوال .
بالطبع لا يمكن تعمير ناطحات سحاب بالتمني، إنما يحتاج الأمر لتأسيس ، ومهندسين لهذه الأبنية، فإذا توفرت المواد والكوادر والمخططين إذا ماذا ننتظر؟ غير تسهيل الأرض واقتلاع الأشواك التي تعثر مشينا للوصول إلى الهدف بأن نكون مع بعض لنمثل الإنسانية في أعلى قيمها ونترجم الوطنية في أبهى صورها وندخل مجتمع الاغتراب من أوسع الأبواب، علنا ننتصر ونتغلب على ما آلت إليه أوضاعنا وعلاقاتنا في بلاد الاغتراب من تشرذم و انحدار البعض إلى الحضيض ، فينتشر الأمل في أركاننا ويتحرك الوفاء في ضميرنا ، فترتسم رؤى واضحة و حلولا حاسمة لا تقبل مساومة، أو الخضوع لمحسوبيات وتقبيل ذقون .
أسكن في الغربة منذ فترة، وفي البداية سررت كثيرا بالتعرف على بعض السوريين، بعدها اكتشفت أن أغلبهم كان حسودا من نجاحي وكانوا يطعنونني في الظهر، لذا ابتعدت عنهم. ثم تعرفت على آخرين وتعرضت لنفس الموقف. الآن، أغلب أصدقائي من أهل البلد، نحن أصدقاء منذ سنين وعلاقتي معهم في غاية المتانة. هناك الناس لا يصاحبونك لغاية في نفسهم وهم صريحون بشكل رهيب، وهذا ما يعجبتني بهم. صديقي، إذا أردت بالفعل أن تعيش سعيدا في الغربة، فعش مع أهل البلد ولا تتقوقع مع نفسك أو مع السوريين في مكان مغلق، فلن تكون سعيدا هكذا
هاد الشي موبس بالغربة وبالوطن كمان بكل محلفي ناس ثرثارين ومابيريدولك الخير ..بالغربة بتحس بتأثير هالشي لأنك حامل عاطفتك للوطن وبدك مجال لتوثق بحدا وعم تنصدم بأي شي بس لاتنسى انك ببلادك رح تشوف نفس هدول الناس بس انت ببلدك وبين اهلك ناسك ماعم تشوف عيوبهن مليح..اخ نزار كلنا عم نعاني نفس الشي..ولازم تتعلم انك تكون رسمي مع الناس ماتكون اختلاطاتك معهن كتيرة وبشكل مستمر ..وشي تاني اهم انك ماتحكي عن ي حدا وتبقى صامت وانتي الكسبان حتى لو حكوا عنك كون اكبر منهم.اللي بيحكي على شخص بيحكي عالكل.انت لست وحيدا
الشكل:رجال ولا كل الرجال,المضمون:سخيف,متلاعب,حقود,يمضغ العلكة(يعلك العلكة)متل البنات,ثرثار اكثر من النساء,يمدح الغريب ويلعن القريب,كل الناس نصابين وحده الشريف.هذا وصف لاحد هذه الاشواك.للأسف
أخي العزيز كلامك جميل وصحيح وكلنا عانى منه، ولكن الأسباب كثيرة فكثير من أبناء جلدتك يعز عليهم أن يروك في مناصب عالية ورواتب جيدة لا يحصلون على ما يقابلها وبالتالي يرموك بالحديد والحجارة لأنك بنظرهم متطفل جئت بعدهم وحصلت أكثر منهم، وينسون أيام التعب والاجتهاد والعمل في بلدك أو في عملك السابق والذي وصل بك إلى هنا، وتشتغل نار الغيرة والحسد في قلوبهم فتأتي عليك قبل ان تأتي على نفوسهم المريضة فتحرقها ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح فتوكل على الله ولا تجزع
كلامك صحيح أخي نزار وصادر من القلب. فانت تتحدث عن واقع أليم يمكن فعلا معالجته اذا ما توفرت الارادة الوطنية الصادقة. واغرب ما الامر ان الاجهزة الامنية السورية افسدت اخلاق السوريين في الداخل والخارج لدرجة ان المثقف السوري الذي يجب ان يكون في الطليعة هو تابع بائس لتعليمات الاجهزة. وبدل العمل على تجميع الشمل الوطني يعملون حسب سياسة "فرق تسد" التي استخدمها معنا الاستعمار الفرنسي. هنا بيت القصيد يا صاحبي فالمشكلة ليست في الغربة فقط بل هي في أرض الوطن وكما يقال تلك هي إرادة المخرج!!!!والله يفرجها.