هناك نظرات متعددة ومختلفة للغرب , فهي مرتبطة بثقافة ومعلومات و عقيدة وانتماء الفرد ومصالحه . فنظرتنا للغرب تابعة لتصوراتنا ومعلوماتنا عنه , ولطبيعة دوافعنا وغاياتنا ومصالحنا .
إن النظرة للآخر بشكل عام ترتكز على عوامل عديدة منها التاريخ والثقافة والرؤية الدينية والثقافية. وللأسف فإن النظرة العربية للغرب نظرة شديدة القتامة ولا أحسب أنهم يلامون عليها فقد تصرفت أغلب الدول الغربية مع العرب بشكل سيء وظالم . وكان الغرب ( سابقاً ) لا يبذل أي محاولات جادة للتقارب ، حتى من الموصوفين بالمعتدلين من المثقفين , وهذا ما أدى لكراهية الكثير من العرب للغرب .
إن أغلب المحافظون والإسلاميون ينظرون للغرب نظرة عداء و يصورونه بأسوأ صورة , فهو مادي وكافر أو دينه غير دقيق ومحرف , وهو دوماً يسعى للضرر بنا ولاستغلالنا واستعمارنا وسرقت خيراتنا , ويحاول تفريقنا ليسيطر علينا . وتقدمه مادي فقط وليس روحي , وهو متحلل جنسياً ومفكك أسرياً . . الخ
ينادي التيار الإسلامي دائما, وفي كل الظروف بعدم الانبهار بالحضارة الغربية, ويلاحظ بعض مفكري هذا التيار أن مقاومة التغريب قد اشتدت في العالم العربي ردا على محاولات الغرب لتسويق ثقافته في العالم العربي, ويطالب هؤلاء بالجواب عن سؤال صعب وهو:
هل حقا أن الغرب قد استهدف الأمة العربية من دون غيرها من الأمم الأخرى - التي أخذت منه وأعطته وتلاقحت معه – فيقوم باستغلالها والتآمر عليها ؟
يمكن أن تختلف هذه النظر عن نظرة العربي غير المسلم كالمسيحي واليهودي , أو نظرة المسلم غير العربي كالأكراد والباكستانيين وغيرهم , فلاختلاف لانتماء الديني دور في تحديد النظر للغرب وتقييمه .
الذي صعد الكراهية للغرب بشكل كبير هو ما حصل من استعمار وتقسيم للبلاد العربية , وبالذات إنشاء دولة إسرائيل . وغني عن الإيضاح ما تمثله إسرائيل من شر، وهم، وبلاء، وانشغال الفكر العربي، حاكما ومحكوما، بها وبصراعنا الدائم معها، منذ أن أوجدها الغرب ورسخ كيانها بدعمه المتواصل لها في كافة المجالات .
فنظرة العربي المسلم بشكل عام للغرب هي : أن الغرب معادي للعرب المسلمين لعدة أسباب أهمها : الاختلاف الديني , فما أعلنه بوش من حرب صليبية على الإسلام ، وما يحدث اليوم من استعداء للشعوب الإسلامية في كل أركان المعمورة لهو دليل قاطع لا يحتاج إلى مزيد , وأطماعه في بلادنا ونهب خيراتها وخاصة البترول , و أنشاء دولة إسرائيل لتعيق تقدمنا . فقد اقتسموا بلادنا عقب الحرب العالمية الأولى ، ومنحونا استقلالا مزيفا عقب الحرب العالمية الثانية بأن نصبوا على رؤوس دولنا العربية التي اصطنعوها حكاما مرتبطين بهم ولما أصبح المطلوب أكثر من هؤلاء الحكام ضيقوا عليهم كي يأخذوا أكثر لأن الذي يريدونه أولا وآخرا إسرائيل وعلى حساب العرب.
فالتوتر في العلاقات بين العرب والغرب تصاعد منذ عام 1948 وهو عام إنشاء ما يسمى دولة إسرائيل. فالسبب الأهم في التوتر وسوء العلاقات بين العرب والغرب يعود إلى إنشاء هذه الدولة بدعم من جميع دول الغرب خاصة أمريكا وأوروبا وروسيا. ولن تعود العلاقات إلى طبيعتها إلا بعد زوال إسرائيل .
ويرى البعض أن محور الخلاف بين العرب والغرب علي المستوي الشعبي هو ازدواج المعايير الغربية عند التعامل مع الإنسان العربي في اغلب القضايا حتى في الشكل الذي يريد الغرب أن يمارس به الغالبية العظمى من العرب دينهم وهو الإسلام . فالغرب يريد أن يتجرد الإسلام من أن يشكل أي رؤية سياسية للمواطن العربي. وذلك يناقض الموقف الغربي من اليهودية في إسرائيل التي قامت في الواقع على أساس ديني سياسي بدعم مطلق من الغرب. والسبب في ذلك أن هناك اعتقاد لدي الساسة الغربيين بإمكانية انتشار المبادئ الإسلامية في المجتمعات الغربية لو ترك الإسلام لكي يعبر عن نفسه بنفس الدرجة من الحرية التي يعبر عنها في الديانات الأخرى وبالطريقة الصحيحة. إن الغرب لم يحاول أن يدافع عن الحركات السياسية الإسلامية المعتدلة التي وضعت في مبادئها الأولى نبذ العنف بكافه صوره كالحركة الإسلامية في الجزائر التي كادت أن تصل إلى السلطة بطريق ديمقراطي ولكنها لم تلقي دعما من أي من الدول الغربية التي طالما رفعت شعار الديمقراطية.
وأن الغرب سيظل غربا والشرق سيظل شرقا وطالما أن الشرق لن ينحني أمام دعوات التغريب سيظل العداء الغربي لبلادنا على حاله فخصوصيتنا الثقافية وهويتنا الذاتية هي المستهدفة وسيعمل الغرب من اجل محو هذه الهوية باعتبارها العائق الوحيد أمامه كي يسلب ثرواتنا وما حروب الفرنجة في الماضي والحاضر إلا البرهان الذي لا يقبل الشك على ما أقول.
وأن الصراع بين العرب والغرب سيظل قائما وذلك لارتباط العرب بالإسلام , فالإسلام تكتل سياسي وإذا فصل الدين عن السياسة مثلما اتبع في تركيا فممكن أن ينظر الغرب بنظرة مختلفة للعرب ولكن في حذر إلى أن تثبت المواقف السياسية للدول في ظل ما يطلق عليه العلمانية.
وإن الغرب لا يرى البلاد العربية والإسلامية إلا مجرد قطعة من الكعك التي يريد أن يقطعها ويأكلها كل على حدة . ومازال الغرب يتعامل مع البلاد الإسلامية من نفس منطلق الصليبيين القدامى .
وآخرون يرون أن العلاقة بين الغرب والعرب علاقة غير سوية . حيث أن معظم العرب ينظرون للغرب نظرة علمانية بعيدة عن الدين قائمة على العلم وهو الصواب . في حين ينظرون هم لنا من خلال الدين.
وهناك من يرى أن هناك عدة جوانب لهذا الموضوع
الجانب الأول: المواطن العربي المضطهد .
الجانب الثاني: المواطن العربي الذي يطمح لتعزيز دخله وإنتاجه وخصوصا ذوي الخبرات والمتعلمين لأنهم لا يلمسون نتاج أعمالهم في المنطقة العربية فينتظرون الفرصة المناسبة للهجرة وتحسين أوضاعهم المعيشية والمادية.
الجانب الثالث: الأثرياء من العرب وغالبا ما ينظرون إلى الغرب كملاذ لهم من التحولات الاقتصادية المحتملة دائما في الدول العربية.
الجانب الرابع: المتعصبون لدين أو لطريقة أو منهج فتجدهم إما معارضين بشدة أو من المؤيدين بشدة للسياسات الغربية.
الجانب الخامس : الساسة وأصحاب القرار فهم ينظرون إلى الغرب كشركاء إما في تعزيز مكانتهم وتثبيت حكمهم أو شركاء في تحسين الأوضاع العامة لمنطقتهم وشعبهم. ولا يمكن الحكم جزما على الجميع فهناك من يحول إيجاد القنوات المناسبة للاتصال والحوار وربط الجانبين على أسس منطقية وواقعية وغالبا ما يلعب هذا الدور المثقفين والإعلاميين كما هو ملاحظ من خلال هيئة الإذاعة البريطانية ومجلة العربي و كلاهما لهم الدور الرئيسي في نشر الثقافات على مستوى و نطاق واسع.
ويرى آخرون أن مشكلة العرب تجاه الغرب في محورين: الأول رفضه لبنية العقل العلمي للغرب وتمتعه بنتاج هذا العقل من نتاج استهلاكي , لم يستطع العقل العربي كشف الربط بين النتاج الفكري والاستهلاكي . المحور الثاني هو ارتباط الكيان الاجتماعي بنمط اقتصادي متخلف يكره الحريات ويدعم الأبويات الاجتماعية ويعتمد على الأيدلوجية في ترسيخه في المجتمع، وهذا بالطبع يتنافر مع الغرب الذي يعتمد على آليات اقتصادية في تكونه فيؤدي هذا إلى مزيد من الاختلاف.
ورأي آخر يرى أن هناك تناقض واضح بين الموقف الشعبي العربي والموقف السياسي في العالم العربي بشان النظرة للغرب، وأن الشعوب العربية بتاريخها تنظر للغرب على إنها ند، في حين يدين القادة للعرب بالوجود للغرب، فالغرب هو راعي القادة العرب وداعم ديكتاتورياتهم لذا القادة العرب في حالة طاعة، بينما يختلف الأمر في حالة الشعوب. وإن أمكانية الحوار بين العرب والغرب ممكنة ولكن بشرط الندية وليس التبعية. وأن السبب الأساسي في تعقيد العلاقة بين العرب والغرب هو الخطاب الرسمي العربي فقد اعتاد القادة العرب على مخاطبة شعوبهم بلغة وآلية , ومع الغرب بلغة وآلية مختلفة تماما. وإن الاستقرار بين العرب والغرب ممكن بإزالة الزعماء مفجري الثورات الوهمية، وان كان الأمر غير ممكن نظرا للعلاقة الوطيدة بين الزعماء العرب والغرب على حساب الشعوب العربية. وأن الصراع الحقيقي بين الشعوب العربية وقادتها وليس مع الغرب.
ويرى البعض أن فشل العرب في مواجهة المشاكل الداخلية مثل الفقر والبطالة والتخلف التكنولوجي وانعدام الديمقراطية هو الدافع الرئيسي إلى وجود فكرة المؤامرة الغربية على الشعوب العربية لسلب إرادتها وحريتها وإبقائها تحت الاستعمار المبطن. يدعم تلك الفكرة أعلام عربي مسير مدافعا عن أنظمته وفشلها.
وأنه رغم وجود أسباب تاريخية عند الغرب كاستعماره لنا، لكن المشكلة الأساس تكمن في تركيبة الإنسان العربي الفكرية والنفسية المتمحورة حول الدين فالدين قطعة من حياة الإنسان العربي فهو نرجسي واستعلائي على الآخرين لا بل رافض ومحتقر لكل من يخالفه عقيدته وقبل أن نبحث عن حل لإشكالية علاقتنا مع الغرب فلنبحث عن حل لإشكالية علاقتنا مع بعضنا البعض , مثال على ذلك : المحاورات على الإنترنت . وكيف يستعدي ويحقر السني الشيعي والعلوي والمسيحي وكذلك العكس بالعكس؛ الكل لا يطيق أن يرى الآخر في الوجود فكيف لهم أن يطيقوا وجود الغرب؟
يكتب أمير طاهري، الصحافي الإيراني الذي يعيش في الخارج، أنه بعد دخول القوات الأميركية أفغانستان، لم تحدُث في أوساط المليار مسلم سوى سبع عشرة مظاهرة، محدودة العدد. ثمة، إذاً، علاقة مشوهة مع الغرب، لكنها ليست علاقة عداء، بالمعنى العميق للكلمة، و إلاّ لما تلقفنا نتاجاتهم العلمية والتكنولوجية في بلادنا، بكل هذا الاهتمام، والانبهار في أغلب الحالات.
نعم، توجد لدينا مشكلة مع "الحداثة"، إذ أن بعض المتطرفين وبعض الأصوليين في بلادنا (وليسوا جميعهم) يعادون الانفتاح على الغرب، لأنهم يعادون "الحداثة" بشكل عام، وتلك مشكلة كبرى نعاني منها بقوة ولا يتصدى لها رجالات التنوير بما تستحقه من جهود هجومية، بل يكتفون بالانكفاء نحو مواقع الدفاع. لكن ما يجب قوله هنا أنه يوجد في الغرب أيضاً معادون للحداثة، ومعادون لكروية الأرض حتى أيامنا هذه. ولدينا مشكلة مع "الخصوصية" إذ أن أعداء الانفتاح على "الآخر" والمصابين بلوثة "العداء للآخر" في وطننا العربي يتخفّون وراء الخصوصية العربية والإسلامية، ويبالغون فيها لمنع التفاعل والانفتاح ولمنع ترسيخ قيم عالمية تضّر مصالحهم الضيقة. وواجب رجالات التنوير العرب، أن يتصدوا لهذه الظاهرة التي تضع الخصوصية في وجه الانفتاح والعالمية .
وهناك من ينظرون للغرب نظر موضوعية ومحايدة فيرون ميزاته وقدراته , ونقاط ضعفه وسيئاته . وغالبية الذين درسوا في الجامعات الغربية هم من هؤلاء , فالكثير منهم عرفوا وفهم الغرب بصورة جيدة .
فالقليلون في بلادنا هم الذين يعرفون الغرب بشكل جيد فيقول بعضهم : لقد بدأ الانغلاق لدينا منذ فترة طويلة
نسيت ان تفرق بين موقف المسلم من الغربي السياسي والغربي المدني... السياسي ملفه مع العرب غير نظيف بدافع خوفه من سيطرة الاسلام شوه صورته داخل الغرب ويحاول تفتيته بنفوس الجيل العربي الغض باساليب لاتخفى على احد فتولد عندنا موقف حذر وحيطة بأن الغرب يصدر لنا الاباحية التي تضعف اقوى المجتمعات اذا تفشت داخلها فكيف بها هنا مع جهل وفقر ويحتفظ لنفسه بالعلوم المتقدمة وهذه سياسة لاتقرؤها عندما تلتقي المثقف الغربي المدني فالمشكلة هي صراع سلطة ضاعت في دهاليزها حريات الشعوب شرقيها وغربيها
اخي الكاتب \ ان مشكلتنا مع العالم الاخر هو رفضنا لكل من يخالفنا\عقيدة\دين\فكر \فلسفة حياة\ الخ \\ كل الدول تتامر على بعضها\\كل الدول استعمرت غيرهاواستعمرت من قبل غيرها\\كل الشعوب تسعى لمصالحها\\ اذا المشكلة عندنا وليست من قبل غيرنا\\ المفروض ان يكون هناك وعي اجتماعي وسياسي واخلاقي يجعل منا فاعلين ومتفاعلين مع الاخرين اولا لمصلحتنا وثانيا لمصلحة البشرية جمعاء\\ولنؤمن اولا ان كل الناس سواسية بالحياة ولافرقهنا\\واذا كان هناك فرقا فهو عند رب العلمين وهو اعلم بادارة هذا العالم وهو
بقدر ما نحن بحاجة للتعرف على الثقافة الحقيقية للغرب ،الغربيين ايضا بحاجة ماسة ليتعرفو على ثقافتنا الحقيقية لقد اتيحت لي الفرصة لقابلة الكثير من الغربيين خلال سنوات دراستي حيث وجدتهم مملوؤين بافكار وصور خاطئة عن العرب مثلنا نحن تماما المشبعين بافكار سوداء نابعة عن السياسات والحروب مع الغرب.لكن للحق اقول بعيداعن السياسةان الشعوب الاوربية تتمتع باخلاق عالية واحترام وتقدير للكائن البشري مهما كان عرقه لم ار مثله في اي من البلدان العربية .من هنا تأتي ضرورة التواصل الثقافي ليعرف كل منا الاخر على حقيقته
معادة الغرب لأنه غرب هي فعلا ظاهرة مرضية ليست من منشأ ديني وإنما من منشأ الفكر الواحد أيًا كان. لا توجد ثقافة سيئة كليا أو حسنة كليا أصلاً. حكى لي أحد الأصدقاء من مديري شركات الطاقة البديلة أنه قدم إلى دولة عربية لطرح مشروعاته فيها فحكى له المسؤولون في هذه الدولة عن سياسة جاك شيراك وعدوانيتها تجاه بلدهم. قال لي انظر تكلموا معي وكانني الممثل الرسمي لهذا الشخص الذي لم اصوت له أصلاً! قبل أن نتهم الغرب لنفتح عقليتنا بعض الشيء من فضلكم
اختلاف موقف المغترب عن موقف العربي الذي لم يغادر بلاده سببه ان العربي في بلاد الغرب عايش الشعب الغربي بأطيافه المختلفة وتآلف مع مايناسبه منها وفي كل بلاد العالم يتكون المجتمع من خليط جيد وسئ بتفاوت و لكن العربي هنا عانق وجه واحد للغرب هو حنان السياسي الغربي على بلادنا العربية