أحبتي في الله ذهبت البارحة إلى دمشق التي لها في قلبي مكانة كبيرة لا يمكن لأحد أن ينتزعها وعدت اليوم وملايين الصور والأفكار تزاحم مخيلتي تريد أن ترى النور .... سأبدأ من حديقة تشرين التي لم تعد كالسابق ملتفى العشاق والمحبين والعائلات، لدرجة أنّها كانت من كثرة الازدحام تخشى أن تميل الأرض فيها أما اليوم فهي شبه فارغة إلا من أعداد قليلة ... أمشي فيها لعل اللون الأخضر فيها ينسيني شقاء الأيام ...
ومن ثم أينما ذهبت فشوارع دمشق مزدحمة جدا والاختناق المروري منذ أعوام إلى الآن دون حل ... متسولون في كل حارة وزقاق.. أطفال بعمر الورود يمتهنون التسول بطرق مختلفة منها على سبيل المثال لا الحصر بيع الزهور والبسكويت وو .. للعلم هؤلاء الأطفال للأسف تسخرهم عصابات أصحابها يركبون المرسيدس والجيب .. فإلى متى سيستمر هذا الحال؟؟ من يهتم لهؤلاء الأطفال الذين من المفترض أنهم يدرسون ويلعبون لا متسولون يجبون الشوارع ويتبادلون ألفاظ نابية ويتعلمون أشياء غريبة وأكبر من عمرهم...
أما عندما دخلنا باب توما والتي لا زالت تستقبل العرسان والمحبين والأصدقاء في مطاعمها الكثيرة ولكن إلى الآن كما في الكثير من شوارع دمشق لم تحل مشكلة البسطات وضيق الشوارع والازدحام أضف لذلك غلاء الأسعار العجيب هناك والذي يعلله أصحاب المطاعم بغلاء الضرائب والفواتير وغلاء أسعار الأغذية بكافة أنواعها.... مشكلات كثيرة تنتظر الحل!!!! والمدينة القديمة تستصرخ خوفا من تشويهها أكثر من ذلك ...
مررت بباب شرقي الذي لا يزال فيه مكب القمامة خلف جامع ضرار بن الأزور حيث أنّ رائحته النتنة تعبر بما يكفي عن مدى الألم في تلك المنطقة الأثرية والتي من المفترض أن يتم العناية بها بشكل فائق لجذب السياح، ألا يكفي سرقة الأثار أثناء مشروع نفق باب شرقي الذي استمر ثمان سنوات بسبب المتعهدين النصابين والمحتالين بالتعاون مع جهات ووزارات لها علاقة بالموضوع والتي تفوح منها رائحة الفساد بشكل واضح...
عدت للمنزل في (القزاز) منطقة شعبية على طريق المطار وهنا أسأل هل أهل هذه المناطق خارج خريطة الخدمات؟؟؟ ناهيك عن القمامة والشوارع المزرية والجسر الذي فقط أحدث منذ 3 أو 4 سنوات تشعر أنه آيل للسقوط فطريقة بنائه تفتقد لأدنى مقومات السلامة وفي الشتاء يصبح مستنقع بجدارة من الممكن أن تبقى واقفا تنتظر من يخرجك منه حتى تنتهي الأمطار...
اليوم ومنذ الصباح أصابني اكتئاب عندما فتح السائق على إذاعة دمشق والمذيع التحفة عمر عيبور كعادته ينظر بموضوع الخدمات.. على رأي المثل يحكي كتير الحكي ببلاش، وصلت ولله الحمد البنك المركزي وكالعادة الطوابع هي الطلب الأول والذي يعد مشكلة فعلاً، وأسأل هنا ريع الطوابع أين يذهب والتي تباع بآلاف الليرات يومياً وخاصة أن جميع المعاملات تحتاج لطوابع حتى البسيطة منها؟؟؟ ربما من يريد النوم مع زوجته يحتاج طابع أيضاً!!!!! أما السؤال الآخر فهل الحكومة مدركة كم البطالة الهائل في سورية ؟؟؟ آلاف الشباب والشابات يقدمون طلبات توظيف في البنك المركزي والجميع لديه أمل ولكن المطلوب فقط 10 أو 17 موظف وغالبا كعادة كل الجهات العامة تدخل الواسطة والمحسوبيات من جهة ويثبتون من هو مكلف عندهم وتبقى المسابقة شكلية فقط ومظاهر أمام الإعلام العام أننا نعلن عن مسابقات ... عندما تذهب لأي جهة فيها مسابقات توظيف وتنظر في وجوه المتقدمين والذين لا يزال لديهم أمل في إيجاد عمل بعد تعب الدراسة ترى الكثير من الحكايات أمامك ... الجميع يبحث هنا وهناك .. أحدهم قال لي عن الطوابع وهو خريج كلية الحقوق حتى معاملة الطلاق تحتاج لطوابع كانت ب 200 ل وحالية بأكثر من ألف ليرة وكل معاملة تحتاج لتكلفة أكثر من 5000 ل.س فقلت لهم بطل حدا يتزوج.. والأفضل أن تفتح كشك لبيع الطوابع إذا لم تفز بالمسابقة!!! وأسأل إلى متى هذا الاستغلال؟؟؟ وأموال المعاملات لجيب من تذهب؟؟؟
سؤال مؤلم أليس كذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم ذهبت للمعهد العالي للغات أيضاً فوجئت بأسعار الدورات والتي من المفترض أن تراعي أحوال طلبة الجامعات والذين هم بأمس الحاجة لتلك الدورات .. غلاء وتعقيدات كثيرة أمام الطالب .. فهل هذا المعهد قطاع خاص أم عام؟؟؟؟
أعداد هائلة في جامعة دمشق والسؤال كيف سيجد هؤلاء الطلبة فرص عمل؟؟؟ أعداد الطلاب المتخرجين من الجامعات السورية كافة يزداد والبطالة تزداد والهمموم تزاداد!!!!!!
ذهبت للكراجات بشق الأنفس بسبب الاختناق المروري والأكثر إيلاماً في هذه المدينة رمي الأوساخ من نوافذ السيارات والحافلات والمحلات التجارية وأسأل هنا إن لم يحافظ كل مواطن على نظافة بلده قمن إذا سينظف؟؟؟ نأتي بأناس من الفضاء مثلاً؟؟؟؟
عدت إلى بلدتي ولله الحمد بسلام ولكن أحمل في قلبي هذه الهموم وشعور بالعجز يقتلني يا ترى كيف السبيل لإصلاح كل تلك القضايا العالقة منذ سنوات؟؟؟؟؟
مع كل المحبة والأمل من أنشودة الأمل
ساحة باب توما
مكب القمامة في باب شرقي خلف مسجد ضرار بن الأزور
أسعدني مروك كثيرا وأشكرك لأنك أدخلت التفاؤل إلى قلبي دمت بكل الود والحب
أسعدني كثيرا مرورك الطيب ععلى مقالتي ماذ كرته صحيح ولكن للريف أيضا مشاكله والتي للأسف قلة من يتحدث عنها فكثير من القرى وخاصة شمال ووسط سورية تفتقد لأدنى الخدمات والزراعة فيها تتدهور وحتى التعليم فيها سيء جدا فهل أبناء الريف خارج خريطة سورية مثلا؟؟ نرجو أن نجد آذان صاغية لكل ذلك...
بإذن الله كل شي رح يتصلح ورح تصير بلدنا أروع بلد بالعالم
أخت أمينة أشكر جهودك وقصة مسيرتك الضنكى إلى دمشق عاصمة الصخب والضجيج والفوضى.. لا أدري أهي ظلت ذكرى كما السابق أم يتغنى بها الشعراء في وضعها الراهن.. للأسف هذه الظواهر المشينة كالفوضى والمخالفات والإهمال والغلاء واختناق السير واختناق البشر بروائح الوقود والنفايات .. باتت جزء من هويتنا الشامية نحن سكانها.. أتدرين أتمنى لو كنت ريفياً من خارج دمشق ومن خارج أي مدينة لأشعر بنقاء الطقس.. ولأجد الطيبة في قلوب الناس الخارجة عن مبادئها الجشعة التي اكتسبوها في مدينتي غابة الذئاب والوحوش
شكرا لكي على طرح هذا الموضوع الهام جدا . سوريا بلد جميل جدا و شعبها جميل وراقي لكن الفساد الاكبر وصل الى مانحن عليه جميعنا يعرف فساد البلديات في كل شبر ومتر من سوريا هماالوحيد قنص الذي يحاول ان يبني غرفة واحدة على سطح بيته كي يآوي فيها ابنائهةو تتعامى عن الذين يتطالون بالعمارات الفاخرة و دون ترخيص فكيف بهم ان يفكرو بالقمامة ؟؟ بالنسبة للبنك المركزي ان كان حاكمه ذا يد طايلة قبل توليه المنصب و انا على معرفةشخصية به كان يركب سيارة من القصر وهو لا يزال معيد بكليةالاقتصاد ..والموضع لا ينتهي
أسعدني مرورك كثيرا وأعتذر على التأخر في الرد ولكن البارحة بسبب النت لم ينزل التعليق ومعك حق فيما ذكت ولكم أخشى أن يذهب الكلام أدراج الرياح ولا يجد أذن صاغية ..