القصة التالية تلقي الضوء على أدغال النفس البشرية التي تتصرف حسب العادة والطباع المتأصلة في الإنسان دون الاكتراث بالطرف المتضرر او المعتدى عليه , وعندما يقال قطع العادة عداوة المقصود انه في حال رغبة الإنسان التوقف عن ممارسات اعتاد عليها دخل في صراع وعداء مع ذاته
في منطقة ريفيه وأثناء عودة مزارع بسيط إلى بيته مع غروب الشمس رأى رجلا غريبا يجلس تحت شجره على جانب الطريق بشكل يوحي بأنه حزين فما كان من المزارع إلا ان دعاه الى بيته وادخله في الغرفة المخصصة للضيافة في بيته وتناول معه الطعام وقد أكل الضيف بشراهة وكأنه لم يذق الزاد منذ ايام وبعد ان انتهيا من شرب القهوة كان الفراش جاهزا في نفس الغرفة التي لا تحوي الا فرش ارضي وبعض التحف في الزوايا وعصا خشبية محفورة ومزينه واعلاها محفور بشكل يشبه رأس افعى وقبل اذان الفجر بقليل استيقظ المزارع لكى يتوضأ للصلاة وسمع حركة غير طبيعيه في الغرفة التي ينام بها الضيف فراقبه دون ان يشعر ورآه يضع تحفتين في كيس الوسادة التي كان ينام عليها وادرك المزارع ان ضيفه لص وما كان من المزارع الا ان انتظره في الخارج واثناء تسلل الضيف بهدوء فوجىء بالمزارع يقف امامه ويحمل تحفة ثالثه قائلا له لقد اخذت تحفتين وهذه الثالثة هي تكملة المجموعة واما العصا فهي هدية عزيزة على قلبي من المرحوم والدي الذي كان يحذرني دائما من الضيوف الغرباء واخبرني ان الأفعى تراها منطوية على نفسها من البرد وتشفق عليها وتدخلها في ثنايا قميصك بالقرب من قلبك وبعد ان تشعر الافعى بالدفىء يكون جزاءك منها اللدغة التي ربما تكون قاتله واذا كان ما قدمته لك لم يمنعك عن سرقتي لأنك اعتدت السرقة ولا يهم من الذي تسرقه ولن اتمكن من اعادة تربيتك بعد هذا العمر لأني لست مدرسة الأخلاق الحميدة
و بما ان التحف ليست ذات قيمة كبيره يمكنك أخذها اما العصا فاني لا أتنازل عنها مهما كانت الاسباب وطأطأ اللص رأسه وناوله العصا وغادر يحمل كيس المخدة بداخله التحف لان المزارع رفض استعادتها وابلغ اللص بأنه يريده ان يحتفظ بها للذكرى ؟؟؟ وأي ذكرى جميله ؟؟وان يعتبرها هديه وحكمة المزارع هي ان يتذكر اللص على الدوام دناءة نفسه الذي سرق من أطعمه وأواه ولو ان البعض بعد سقوطه من فتحات غربال الرجولة والأخلاق لن يتمكن من البقاء في الغربال حتى لو أعدته مئات المرات على أمل أن يتغير ولكن المثل قالها (من شب على شيء شاب عليه )
