أخيراً و بعد عقود من النوم و النوم العميق استيقظ أهل الكهف من سباتهم الأزلي ليصحوا و يجدوا أنفسهم أمام لعب دور كومبارس مهم بعد أن عجز أصحاب أدوار البطولة عن لعبه فكان تمرير الدور لهم على أساس فرضية "دود الخل منه و فيه" .
نعم أصبح للجامعة العربية ما تفعله الآن بعد أن هرمت و شاخت. منذ تأسيسها إلى الآن لم يوجد دور يذكر لها سوى تنسيق عقد اجتماعات القمم العربية ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه على من ستلعب هذا الدور ؟
و الجواب هو على حمالة الأسية العربية منذ فجر التاريخ إلى نهايته ،ونحن في قلب هذا الزمان لابد أن هناك من يحاول اللعب في عقارب هذا الزمن و إرجاعه إلى الوراء . و لكنهم لا يعلمون أن لا مكان لهم لا في الماضي و لا في المستقبل من دون هذا القلب الضاربة دقاته في كل أرجاء التاريخ من دون تعب أو ملل إنه القلب الذي يعقل في أمور هذه الأمة الشائخة الكهلة التي تناست ماضيها متجهة إلى مستقبل ليس لها مكان فيه بدون قلب قوي ، و هم يحاولون إيقافه من دون جدوى و لن يستطيعوا إيقافه بإذن الله.
إن سورية و بكل فخر تقول أنا هنا ، أنا حمالة الأسية العربية، أنا من حمل لواء القومية العربية ، أنا من حمل لواء الحرب ، أنا من قال سلام لا استسلام.
حقاً إنها لسخرية من القدر أن تعامل سورية هكذا، و هي التي كانت و لازالت تؤوي و تحتضن و تدعم كل ما هو عربي لإيمانها بالقومية و الإنسان العربي ، هذه ليست مجرد نظريات درسناها في مدارسنا و جامعاتنا و إنما ممارسات عايشناها على أرض الواقع فمن تبني للقضية العربية الأولى "فلسطين" إلى الوقوف في وجه أعظم قوة في العالم و معارضة غزو العراق في وقت كان فيه العربان المخصية يفتحون أراضيهم و مجالاتهم الجوية و قواعدهم العسكرية كمراكز دعم لوجستي لجحافل جيوش الغزو ، إلى أزمة لبنان و حرب تموز و تقديم الدعم الفني و المعنوي و اللوجستي لابنها الصغير " لبنان " كان أنصاف الرجال يتحفونا بأصواتهم النشاز بأنها عبارة عن مغامرات غير محسوبة . هذا غيض من فيض حدث خلال العقد الأخير فقط فما بالكم بالعقود الغابرة .
لقد أفاقت تلك العربان المخصية بحشد كل ما جنته لهم قوافل الشتاء و الصيف لينتقموا من مًن عراهم و كشف عيوبهم و تحمل خطاياهم الكبرى التي ارتكبوها و يرتكبوها منذ أيام الشريف حسين . نحن هنا لسنا بصدد تعداد خطاياهم بقدر إظهار تقصير تلك الجامعة اتجاه أبنائها فأين كانت من احتلال العراق و عدوان لبنان و حرب غزة و تقسيم السودان و مجاعة الصومال واحتلال القرن الإفريقي و تهويد فلسطين و القدس بشكل خاص مع كل ما تعنيه للعرب و المسلمين و المسيحيين ، هذا غير الدور القذر الذي تم استخدامها فيه لغزو و تقسيم ليبيا .
قد يقول قائل ما فائدة هذه الجامعة إذاً؟ و لماذا لا تنسحب سوريا منها إذا كانت لا تسمن و لا تغني من جوع ؟
فأنا أقول إن من آمن بالوحدة و العمل و الاقتصاد العربي المشترك و من قام بأول مبادرة و عمل وحدوي في العصر الحديث ليس من السهولة بمكان أن يتخلى عن أحد أهم أفكاره التي لم تعد رائجة في حياته المعاصرة و لكنه يفكر ويعمل في مستقبل شبابه و أجياله القادمة ، على مبدأ " عسى أن يبعث الله من أصلابهم من يوحده و يوحدهم".