هنيئاً لحلف الناتو ، وألف مبروك لولاة الأمر ، لسادة الناتو ، هذا النصر المبين ، مبروك للشامتين ، وما أكثرهم ، أجزم أن حمد سيسهر ، وأن ليلته ستكون عامرة ، سيشرب خمراً ، وسترتسم ابتسامة فرسان الأنهر على محياه ، وسينقنق ببعض المازة
أو قد تكون مازته ... موزتة ، أو موزة غيره ، لا يهم المهم أن ما أراده هذا الكركدن قد تحقق ، وهو لولا مراعاته للظروف الغضروفية وحالة البلاهة المنغولية ، التي يعانيها عبقري الصحراء ، أبو متعب لأنتقل إلى رحابه (..عساهما ينتقلان إلى رحابه في يوم واحد ..) وشاركه رقصة الفاتحين المنتصرين المكللين بالغار ... .
فقانون الناتو يقول : من هو مع الناتو ..هو ديمقراطي ، ولا يشق له غبار في مجال الحرية ، وأصحاب "العقالات " خير مثال ، أما من خالف الناتو ، وعارضه الرأي والموقف ، حرض الناتو عليه أبناء جلدته لجلده ...
أبطال الثورات وقادتها الصغار والكبار ، وراكبيهم من بدو الصحراء ، فهموا الدرس الناتوي ، وأذعنوا كالجراء وأحنوا رؤوسهم بل انحنوا بقاماتهم وهاماتهم لمن يود الإمتطاء ، والممتطون كثر ... ، هؤلاء سيلعنهم أحفادهم وأحفاد أحفادهم ، لأنهم عبرهم وبسببهم ، سيولدون ليس على اليابسة ، كما باقي البشر ، وإنما في مستنقعٍ من الذل والهوان .... . قد يقرأ من تعابيري ومفرداتي انني من أشد المعجبين بالقذافي ، ملك ملوك إفريقيا ، وأن هذا ما دفعني للكتابة اليوم ، أقولها صراحةً ، إن أكثر ما كان يلفت نظري في شخصيته هو جرأته وروح الدعابة والفكاهة عنده ، ولم يكن بنظري قائداً مثالياً ترفع له القبعة ، لكنه والحق يقال ، ويجب أن يقال، أنه أفضل من كل الأعاريب من هواة سباقات الهجن ورقصات السيوف الآل سعودية ، أو من يحلمون بلعب دور الكبار ظناً منهم أن المسألة تتعلق بضخامة وإنتفاخ الأجساد . ...
إن ما دفعني حقيقةً للكتابة هي الطريقة الهمجية لإعتقاله ومن ثم مقتله ، وقد استفزتني ردود الفعل الدولية ، و مشاعر الشماتة والفرح التي طغت وغطت كل برامج قنوات العفة والطهارة ، وليقيني أن أصحاب وأسياد هذه المحطات يعيشون يوم فرح إحتفالي . . وأما الثوار . ثوار العار والزندقة ،إذ ما الفرق بين إجرام العقيد الظالم وبين إجرام ثوار الناتو ، أثبت هؤلاء الثوار أنهم بعيدون عن كل دين ، وأنهم في قمة الوحشية والهمجية والتخلف ، عندما قاموا بقتل القذافي وهو أسير ، لماذا لم يقدموه لمحاكمة عادلة ، وهم الذين ذكروا في أكثر من مناسبة أنهم يريدونه حياً ، واليوم يتحفوننا بأنهم وجدوه في حفرة شبيهة ،بحفرة صدام حسين ، ويا للمصادفة التاريخية ، وأنه لم يبد أية مقاومة ، "لإظهاره بمظهر الجبان " ولينفوا عنه صفة المقاتل الذي قاتل وقاوم كما وعد حتى قتل ، وهو القائل أنه لن يغادر ليبيا وأنه سيقاتل حتى آخر رمق وإما الإنتصار أو الموت ، ثم يظهرونه مدماً بدمائه ، مصاباً في عدة أنحاء من جسده ، ... ،كفاكم خداعاً للشعوب ، وضحكاً على عقول العربان ، أم أن هذه بدعة جديدة لديمقراطية جديدة فصلت على المقاس العربي الوضيع ...
إن تاريخ ليبيا المعاصر ، منذ الإستقلال ، لم يعرف وحشية وقتلاً ودموية ، كالذي شهدته الأراضي الليبية منذ بدء المؤامرة الكبرى وإطلاق إشارة البدء بتنفيذ الجريمة ، وبتواطؤ عربي خسيس ، أحد أسبابه خلافات كل من حمد وأبو متعب السعودي مع القذافي ، اللذين كانا ولمراتٍ عديدة محط سخرية القذافي وعدم احترامه ، ... ... للثوار أقول : سيأتي يوم تبصقكم فيه الأجيال القادمة ، أنتم وبطولاتكم المأفونة ، وتبول على صفحات كتب التاريخ حيث أنتم موثقون بعاركم وخنوعكم وهوانكم ...... .
يمكننا أن نقول أن ليبيا باتت عراقاً آخر ، ستنعم ليبيا خلال العقود القادمة بحرية ما بعد القذافي ، وهي ستحاكي إن لم تتفوق على مرحلة ما بعد صدام في العراق ، ستعيش أمن وأمان ما بعد القذافي ، وسيعم الرخاء ، وكيف لا والشركات الأمريكية والأوروبية على أهبة الإستعداد ، وأكاد أجزم أن الخطط جاهزة وأن تقاسماً واضحاً وعلى عينك يا تاجر ، قد تم بين ابطال الناتو ... ، وما المجلس الوطني ولا رئيسه العبد الذليل مصطفى عبد الجليل سوى مجرد أدوات ودمى ، وستكون ليبيا مستملكة ومحكومة بشكلٍ مباشر أو غير مباشر من قبل زعماء الناتو .... ، سحقاً لشعب يضحي بكرامته لأجل عبودية وذل ، تغلفهما قشور وهمٍ كاذب ، وحلم حريةٍ مزعومة ، ومدعومة ببكائيات زعماء الناتو على حقوق الشعب الليبي وحريته المسلوبة ،.. هنيئا لكم أيها الليبيون ، ستأخذون نصيبكم من الفوضى الخلاقة ، هذه الفوضى التي تعبر عن جوهر الفكر الصهيوني ، والعربي المتصهين ، .........
يمكن للأوروبيين أن يتنفسوا الصعداء وكذلك الأميركيان ، فهاهي أبار نفط جديدة تحت تصرفهم ليشفطوا منها ما أرادوا وها قد دمروا البلاد ، وهم حصرياً من سيقوم بإعادة اعمارها ، بدو الصحراء دفعوا ثمن كل طلقة اطلقت ، والليبيون سيدفعون الآن اثماناً مضاعفة لتكاليف الحرب التحريرية ، ولدى ابطال الناتو الرئيسيين الأحقية الحصرية طبعاً لأية استثمارات نفطية ، وفي هذا أيضاً إعادة للسيناريو العراقي ، ،، رأينا كيف تسارع زعماء الناتو للتعبير عن غبطتهم وسرورهم للحدث العظيم والذي سيشكل علامة فارقة في تاريخ الشعب الليبي ،ولا غرابة إذا تذكرنا أن مصلحة الغرب أن يحكم ليبيا بعد القذافي من هم على شاكلة أولئك الثوار .... .
قتل أكثر من 50,000 موطن ليبي ، وجرح قرابة ال-100,000 آخرين ، وانتشرت في أنحاء البلاد عمليات القتل والنهب والسرقة والإغتصاب ،.. نعم هي أنموذج احتذت به عصابات القتل و- الإرهاب في سورية .. هكذا هي حرية الأعراب ، تميزت عبر التاريخ عن كل الثورات التي عرفتها البشرية ، بأنها ثورة الإجرام والقتل والخراب والدمار والفوضى ، والخيانة والعمالة ، والضمير المدفون والفكر المأفون .... . قامت بعض الأدوات بتقديم مشهد سابق من الخساسة والنذالة يوم اعدموا صدام حسين ، وكان ذلك أول أيام العيد دون مراعاة لمشاعر المسلمين ، وها هم اليوم عملاء الناتو القدماء والجدد يعيدون المشهد بأداء متميز وحرصٍ على مرضاة من يقبض على الرقاب ،، مبروك لأمريكا ولباقي فريق الناتو ، مبروك لمرافقي الصياد اردوغان و أبو متعب وحمد ، الموكل اليهم مهمه الإجهاز على الطرائد واحضارها ورميها عند قدمي السيد ، هنيئاً لكم جميعاً بأدواركم ، حفلة سمر وسهر وكأس من الخمر وأشياء أخرى ، وليلة ليلاء ماجنة ، ناقمة ، حاقدة ، شامتة ، ومنتشية ، هي كالمحيط يسبح فيها ويغوص في أعماقها مشايخ وأمراء وملوك النفط في خليج فارس ، يمكنني أن أتخيل مقدار الشماتة التي تغلف روح وصدر وقلب كل رجيل من رجاجيل نادي العربان الخونة ، إنه يوم مقتل العقيد القذافي ، الزعيم العربي المهرج ، الذي لطالما داس على كرامتهم المزعومة في كل مناسبة إلتقى احدهم فيها ، أو التقاهم معاً في قمم العار العربية .... ، الغموض ما زال يكتنف جريمة مقتل من إتهم بالإجرام ، والحقيقة كاملةً لم تعرف بعد ، وقد لا تعرف ، فهناك من أراد لها أن لا تعرف ... دعونا ننتظر .. ،
لكن هناك حقيقة أخرى واضحة وساطعة سطوع الشمس في يومٍ صيفي حار ، وهي أن العرب أرخص الشعوب التي عرفتها الأرض في تاريخنا المعاصر .(.. وأن هنا تقصدت أن أذكر أن الأمر يتعلق بالتاريخ العربي المعاصر ..)، كي لا يتشدق أحدكم ويكتب اطروحته وبحثه المطول بخصوص أمجاد العرب في القرون الوسطى ، وسطوع نجمهم في أكثر من حقبة تاريخية ، وتميزهم في مجالات عدة ، لأنني سأرد هنا وأقول أن ذاك التاريخ الذي سبق عصرنا ، مكلل بتاج مرصع بالأحجار النفيسة و-....بالعار ....أجل هو أيضاً كان له نصيبه من وصمات الخزي والهوان ، وما تحفل به صفحات ذلك التاريخ من حالات الغدر والخيانة .. خير شاهد على ما أقول ... لكن عربان عصرنا الراهن أبدعوا وتفوقوا وتفننوا وتصدروا كل قوائم تاريخنا المعاصر في الإنحطاط والخيانة والغدر ، والذل والإنكسار والدونية ..... . أليست مراحل ومظاهر إنتقال السلطة عند العرب منذ وجدوا ، أساسها مزيج من العهر السياسي والمجون الثورجي ، وأساسها سفك الدماء والوحشية ، وتسخير ما خلق الله وما أنزل من آيات وما لم ينزل لتبرير وتحليل قطع الرؤوس ، وسحل الجثث ، وإغتصاب الأطفال و-النساء ،،،وبعض الرجال ، و- و- و- ممن لم يقترفوا ذنباً سوى أنهم ولدوا لأسرةٍ تعتنق ديناً آخر أو مذهباً آخر أو ملة أخرى ؟؟؟!!!!..
هل الشعوب العربية عاجزة عن نيل حقوقها ، والنضال في سبيلها بعيداً عن القتل وسفك الدماء ، حتى لو كلفها ذلك عقوداً من النضال ، عوضاً عن إستجداء أحذية قادة الناتو لتدوس أولاً رؤوس القادة القدامى وتذلهم ومن ثم القادة الجدد ، المغفلين ، الذين يتماهون مع الحذاء الناتوي ليصبحوا جزءًا منه قد يكون النعل والله أعلم ، ... ،ينعت نظام كوريا الشمالية ، بأنه نظام دكتاتوري ، وهذا الوصف ينطبق على النظام الكوبي ، .. السؤال هنا .. لماذا لم يقدم الشعب الكوبي ، أو الكوري الشمالي ، على إستجداء الأحذية ، ولعق المؤخرات الأطلسية ، لماذا لم يشكلوا مجالس "وطنية " انتقالية ، ويطلبوا تدخلاً خارجياً في بلادهم ، الجواب ببساطة هو أن لدى تلك الشعوب ما يفتقده الشعب العربي المتقوقع والمتحجر والمتصلب والمستحاثي ، وهو عزة النفس ، والكبرياء ، والشموخ ، وإستحالة القبول بالإنكسار والخضوع والخنوع والعمالة .... . ذكرني مشهد قتل العقيد القذافي بالشهيد نضال جنود "كمشهد فقط" وتفجرت في صدري تلك المشاعر المؤلمة وفي ثنايا الدماغ تسارعت وتصارعت اسئلة كثيرة كانت تبدأ غالباً بكلمة كيف .... كيف ..كيف يمكن لجمع بهذا العدد أن يظهر دفعة واحدة كل هذا الحقد وهذا الغباء وهذه الهمجية ، ويسعى جاهداً لإثبات ذكورته وفحولته ورجولته عبر المشاركة في هذا الإستعراض الحيواني البدائي المتخلف ، أذكر انني حينها (..وكان مشهد الإجرام بحق الشهيد نضال جنود . من أول المشاهد الدموية الصادمة والمفجعة في سورية ..) أذكر حينها أنني كتبت ، وكان من جملة ما كتبت : أنني أتقزز من فكرة انني عربي ، ويسعدني أنني سلخت جلدي اليعربي ، ولو إنني لم أتمكن من فعل ذلك ، لوددت أن أتقيأ نفسي في مرحاض ، أو أن أرمي نفسي في بئرٍ نفطي وأشعله
هنيئا لليبيون ولثوار الناتو بالمقر الجديد لقيادة حلف الاطلسي في افريقيا الذي لم تقبل به اي دولة افريقية منذ تأسيسه اظن سينتقل الآن من مقره الكائن في شتوتغارت الى ليبيا .هنيئا لكم احتلالكم وخزيكم...لا تعليق